تزايد جثث المهاجرين على شواطئ ليبيا بسبب تهريب البشر

قذفت أمواج البحر المتوسط شواطئ شرق ليبيا بأعداد متزايدة من الجثث خلال اليومين الماضيين، في ظاهرة يعزوها مراقبون إلى ارتفاع وتيرة عمليات تهريب البشر وغرق القوارب التي تقلهم إلى أوروبا.

انتشال جثث متزايد

أعلن الهلال الأحمر الليبي في طبرق عن انتشال ثلاثة جثامين من مواقع متفرقة على شواطئ شرق المدينة، بعد تلقي بلاغ من الجهات المختصة. وأكدت الجمعية تسليم الجثامين إلى الجهات المعنية لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

اعتاد سكان المدن الليبية الساحلية على مشاهدة الجثث التي تتقاذفها الأمواج، وقد اضطر بعضهم إلى هجر منازلهم بسبب الروائح الكريهة.

شهادة من البحر

وثق أحد الصيادين، عبر فيديو مصور من منطقة كمبوت قرب طبرق، وجود جثث ملقاة على الشاطئ، نتيجة غرق قوارب مهاجرين انطلقت من شرق ليبيا، وأحد هذه القوارب كان يقل عشرات السودانيين.

ناشد الصياد، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بوقف هذه الممارسات التي تودي بحياة البشر، مؤكدًا أن عدد الجثث التي تخرج من المياه، بما في ذلك جثث نساء، في تزايد مستمر.

ضحايا قوارب الهجرة

يرجح الهلال الأحمر أن الجثث تعود لضحايا المركب المنكوب قبالة الساحل الشرقي لمدينة طبرق، وهو القارب الذي كان يقل مهاجرين سودانيين.

في حادثة سابقة، لقي 50 مهاجراً غير نظامي من السودان مصرعهم إثر اندلاع حريق في قارب قبالة سواحل شرق ليبيا، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.

جهود الإنقاذ والترحيل

أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى إنقاذ حياة 24 مهاجراً كانوا على متن القارب الذي كان يقل 75 مهاجراً على الأقل قرب ساحل طبرق. وأعلنت وسائل إعلام ليبية عن انتشال 15 جثة لمهاجرين سودانيين قرب الساحل ذاته.

وفي غرب ليبيا، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي في طرابلس عن انتشال جثة عُثر عليها على شاطئ البحر بمنطقة قرقارش خلال الأسبوع الماضي.

إجراءات الترحيل

تعمل السلطات الأمنية الليبية على ترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة.

أفادت المنظمة الدولية للهجرة في أحدث إحصاء لها باعتراض 17 ألفاً و400 مهاجر في البحر الأبيض المتوسط وإعادتهم إلى ليبيا منذ بداية العام الحالي وحتى منتصف سبتمبر.

أوضاع المهاجرين

تشير تقديرات المنظمة إلى أن أكثر من 60% من المهاجرين يواجهون صعوبات مالية حادة، ويفتقر الكثير منهم إلى الوثائق القانونية، مما يزيد من هشاشتهم ويعرضهم لمخاطر الاتجار بالبشر والاستغلال.

في يوليو الماضي، أُعلن عن غرق قارب قبالة سواحل طبرق، مما أسفر عن وفاة ما لا يقل عن 18 مهاجراً غالبيتهم مصريون، في حين جرى إنقاذ 10 ولا يزال 50 آخرون في عداد المفقودين.