الأربعاء 19 نوفمبر 2025
spot_img

تزايد التوتر مع الصين يحرّك القدرات العسكرية اليابانية

spot_img

تزداد حدة التوتر بين الصين واليابان، مما يعيد تسليط الضوء على جاهزية طوكيو العسكرية لمواجهة تهديدات بكين المحتملة، في ظل تاريخ طويل من الصراع بين القوتين الآسيويتين. وتتساءل الأوساط السياسية والعسكرية حول استعداد اليابان لمواجهات عسكرية محتملة، خاصة بعد تصاعد الأنشطة العسكرية الصينية وتوترات بكين مع تايوان.

تعزيز القدرات الدفاعية

برغم اعتماد اليابان دستوراً سلمياً بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أنها تواصل تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل متزايد، وخاصةً في مجالات الطاقات الهجومية. ورغم أن المادة التاسعة من الدستور تنص على رفض استخدام القوة “كوسيلة لحل النزاعات الدولية”، فإن الحكومة أقدمت على إنشاء “قوات الدفاع الذاتي” في عام 1954.

تنقسم قوات الدفاع الذاتي إلى ثلاثة أفرع رئيسية: البرية، البحرية، والجوية، حيث تم تكليف هذه القوات بالدور الدفاعي لحماية الأراضي اليابانية بالتعاون مع الولايات المتحدة. في ديسمبر 2022، أصدرت الحكومة اليابانية وثائق أمنية جديدة تتضمن “استراتيجية الأمن القومي”، التي وصفت البيئة الأمنية بأنها “الأكثر تعقيداً منذ الحرب العالمية الثانية”.

التحديات الاستراتيجية

في الوثائق الأمنية، تم اعتبار الصين “أكبر تحدٍ استراتيجي” لليابان، إلى جانب التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية والنشاط الروسي المتزايد في المنطقة. كما تطرقت الوثائق الجديدة إلى الأهداف العسكرية التي تركزت على امتلاك قدرات “هجوم مضاد”، وزيادة الإنفاق العسكري إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2027.

بحسب وزارة الدفاع اليابانية، بلغ عدد أفراد قوات الدفاع الذاتي 220,252 عسكريًا حتى 31 مارس 2025، مع احتياطي يقدر بـ 47,900 فرد. وتتوزع القوات بين البرية، البحرية والجوية، حيث يساوي العدد في القوات البرية حوالي 131,000 عسكري.

الجيش الياباني في الصدارة

على الرغم من اتباع اليابان نهجاً دفاعياً، قفزت بها التصنيفات العالمية لتكون ضمن أقوى عشرة جيوش في العالم. وحسب مؤشر Global Firepower لعام 2025، يحتل الجيش الياباني المركز الثامن من بين 145 دولة، متفوقًا على جيوش كبرى مثل تركيا وإيطاليا.

تعتبر القوات البرية اليابانية أكبر فروع قوات الدفاع الذاتي، حيث تقوم بمهمة حماية الجزر الرئيسية والإشراف على المناطق القريبة من تايوان. وتعتمد على منظومة قيادة حديثة ومجموعة من الدبابات المتطورة مثل Type-10، التي تم تصميمها لتكون خفيفة وسريعة.

القوات البحرية اليابانية

تعتبر القوات البحرية اليابانية واحدة من أقوى القوات في آسيا، وهي تضم أكثر من 50,000 فرد و150 قطعة بحرية، حيث تركز على حماية خطوط التجارة الحيوية. تتضمن أسلحتها الرئيسية مدمرات مجهزة بمنظومة Aegis التي تعزز من قدراتها الدفاعية.

في تحول تاريخي، بدأت اليابان تحويل سفنها من نوع Izumo وKaga إلى حاملات طائرات خفيفة، مما يتيح لها القدرة على نشر مقاتلات F-35B من البحر.

القوة الجوية اليابانية

تمتلك القوات الجوية اليابانية 756 طائرة، وتعتبر المقاتلة F-15J الأساس القوي للقوة الجوية. اليابان تنوي تعزيز أسطولها بشكل أكبر باستخدام المقاتلات من طراز F-35. كما تشارك طائرات الإنذار المبكر طائرات KC-46A في تأمين المجال الجوي ضد التهديدات الصينية والكورية الشمالية.

الدفاع الجوي الحديث

تتمتع اليابان بشبكة دفاع جوي من بين الأكثر تعقيداً في العالم، مبنية على عدة طبقات من الأنظمة المتطورة، مما يجعلها قادرة على مواجهة التهديدات المتزايدة من جارتها الشمالية.

فقد تم تجهيز الدفاع الصاروخي الياباني بمدمرات Aegis وصواريخ حديثة، وتعمل بطاريات Patriot PAC-3 على تعزيز الدفاع حول المدن الكبرى.

التصنيع الدفاعي والنمو المتسارع

يمتاز القطاع الدفاعي الياباني بتطور كبير، بمشاركة شركات رائدة في صناعة السفن والغواصات والمروحيات، وساعد تخفيف القيود على تصدير السلاح في دخول السوق العالمية. صفقات مثل بناء سفن للبحرية الأسترالية تعكس نمو هذا القطاع.

تجاوزت الميزانية الدفاعية اليابانية عتبة 8.7 تريليون ين بحلول 2025، مع خطط لزيادة الإنفاق في تطوير صواريخ بعيدة المدى وتحديث القوات.

التحالف الياباني الأميركي

تستضيف اليابان أكبر تواجد للقوات الأميركية في الخارج، مما يعزز التعاون العسكري بين الطرفين. تُعد القاعدة البحرية في يوكوسوكا مقراً للأسطول السابع الأميركي، حيث تسهم في عمليات الردع.

إيقاظ العملاق الياباني

يؤكد المحللون على أن اليابان قد دخلت حقبة جديدة في إعادة تعريف دورها العسكري. التحول السريع في العقيدة الدفاعية بعد “استراتيجية الأمن القومي” يشير إلى ميل طوكيو نحو مزيد من الاستقلالية العسكرية مع تعزيز قدراتها في المستقبل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك