الأحد 26 أكتوبر 2025
spot_img

ترمب يهدم جناحًا بالبيت الأبيض لبناء قاعة رقص

spot_img

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أمر الرئيس دونالد ترمب بهدم الجناح الشرقي للبيت الأبيض، تمهيداً لبناء قاعة احتفالات جديدة بتكلفة تقدر بـ 300 مليون دولار، في مشروع يرى فيه البعض تجسيداً لطموحاته العقارية، بينما يثير حفيظة المؤرخين والمحافظين على التراث.

قاعة جديدة بالبيت الأبيض

الرئيس ترمب، وخلال لقاء مع مانحين، أشار إلى سهولة تنفيذ المشروع قائلاً: “يمكنك البدء من الليلة، لا تحتاج إلى موافقات.” هذه التصريحات تعكس تصميمه على إنجاز المشروع، الذي يرى فيه فرصة نادرة.

فرق الهدم قامت بإزالة الجناح الشرقي، محولةً جزءاً من تاريخ البيت الأبيض إلى أنقاض، ما أثار استياءً واسعاً. ترمب يرى في المشروع فرصة لترك بصمة دائمة، بينما يرى آخرون فيه تعدياً على الإرث التاريخي.

عقلية المطور العقاري

المؤرخون يرون في هذه الخطوة تعبيراً عن عقلية المطور العقاري، أكثر من كونها حفاظاً على مكانة البيت الأبيض. جيريمي سوري، المؤرخ في جامعة تكساس، يرى أن ترمب يسعى لبناء “برج ترمب” الخاص به، ولكنه هذه المرة في قلب البيت الأبيض.

ترمب نفسه أشاد بالفرصة التي يقدمها المشروع، معتبراً أنه لن يحظى بموقع مماثل مرة أخرى، وذلك خلال حفل عشاء مع مدراء تنفيذيين من شركات كبرى مثل “أبل” و”أمازون” و”ميتا”، والذين تعهدوا بتمويل القاعة.

بصمة ترمب الخاصة

كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أشارت إلى أن قاعة الرقص ستحمل اسماً، لكنها لم تفصح عنه. ترمب نفى نيته إطلاق اسمه على القاعة، لكنه أقر بأن اسمه سيرتبط بها إلى الأبد، كونها صرحاً ضخماً بمساحة 90 ألف قدم مربع.

إدوارد لينغل، كبير المؤرخين السابق في الجمعية التاريخية للبيت الأبيض، يرى أن القاعة ستمثل صرحاً يطغى على مقر إقامة الرئيس، ويحمل اسم رجل واحد، معتبراً ذلك مقصوداً.

تغييرات سابقة بالبيت الأبيض

قبل مشروع قاعة الاحتفالات، قام ترمب بإجراء تعديلات أخرى في البيت الأبيض، شملت زخارف ذهبية في المكتب البيضاوي، وتحويل حديقة الورود إلى مساحة خرسانية، إضافة إلى تعليق صوره في جنبات المبنى ووضع أعلام أميركية ضخمة.

الرئيس يسعى أيضاً لإعادة تشكيل واشنطن العاصمة، من خلال السيطرة على مركز كينيدي والتخطيط لبناء نصب تذكاري احتفالاً بالذكرى 250 لتأسيس الولايات المتحدة.

رؤية ترمب المعمارية

تيلور بودويتش، مستشار سابق للرئيس، وصف ترمب بأنه “أعظم البناة” في البلاد، مؤكداً أن لديه رؤية واضحة للبيت الأبيض وما بعده.

بودويتش أضاف أن ترمب قادر على رؤية الأشياء ليس فقط كما هي، بل كما يمكن أن تكون، سواء في السياسة أو العمل أو الحياة.

ردود فعل متباينة

فريق ترمب وحلفاؤه رفضوا الانتقادات الموجهة للمشروع، واصفين إياها بالغضب المصطنع. الرئيس اعتمد على قناعته بالسلطة التنفيذية الموسعة لتنفيذ المشروع، معتمداً على تمويل من القطاع الخاص، ما قلص من قيود الرقابة.

البيت الأبيض أشار إلى أنه يخطط لتقديم تصاميم قاعة الرقص إلى اللجنة الوطنية لتخطيط العاصمة، لكنه أوضح أن تلك الهيئة تشرف فقط على البناء وليس الهدم.

ثغرات قانونية واستغلالها

لينغل يرى أن الإدارة درست نقاط الضعف القانونية بعناية، واستغلتها بلا رحمة. مسؤولو البيت الأبيض وترمب أكدوا أن المشروع يتسم بالشفافية، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد الهيئة الرقابية صاحبة السلطة وراء عملية الهدم.

المؤرخة إلين فيتزباتريك ترى أن ذلك يتماشى مع نظرة الرئيس ترمب التوسعية جداً للسلطة التنفيذية، التي لا تتطلب إفصاحاً علنياً أو استشارة قبل الإقدام على مثل هذا الفعل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك