الثلاثاء 15 يوليو 2025
spot_img

ترمب يهدد روسيا بأسلحة وعقوبات وتحول في الموقف

spot_img

في تحول لافت، يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال أسلحة متطورة إلى أوكرانيا، بالتزامن مع تلويحه بفرض عقوبات مشددة على روسيا، في خطوة تعكس تغيراً في موقفه تجاه الأزمة الأوكرانية.

دعم عسكري سريع لأوكرانيا

أكد ترامب، خلال لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، في البيت الأبيض، أن أنظمة “باتريوت” الدفاعية وغيرها من الأسلحة الضرورية ستصل “بسرعة” إلى أوكرانيا لتعزيز قدراتها في مواجهة الغزو الروسي.

وأوضح ترامب أن الولايات المتحدة ستعمل على بيع هذه الأسلحة للدول الأوروبية، التي ستقوم بدورها بشحنها إلى أوكرانيا، أو استبدالها بالأسلحة التي أرسلتها كييف من مخزوناتها.

في المقابل، أفاد مسؤولون في البنتاغون بأن تفاصيل الخطة لا تزال قيد الدراسة والبحث، مما يثير تساؤلات حول آليات التنفيذ.

عقوبات روسية محتملة

أثار تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الشركاء التجاريين لروسيا، في حال عدم موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف إطلاق النار خلال 50 يوماً، شكوك الخبراء حول مدى جديته.

حجم التبادل التجاري بين الصين وروسيا، الذي يصل إلى نحو 250 مليار دولار سنوياً، يتضمن واردات نفطية ضخمة، ما يعني أن تنفيذ تهديد ترامب قد يؤدي إلى مواجهة مع بكين.

ويرى محللون أن ترامب قد لا يرغب في الدخول في مواجهة جديدة مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم بسبب أوكرانيا، التي يعتبر مصيرها غير حيوي بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

مواعيد نهائية غير ملزمة؟

يشير المحللون إلى أن ترامب معروف بتحديد مواعيد نهائية لا يلتزم بها دائماً، مما يطرح تساؤلات حول إمكانية اتخاذ إجراءات فعلية بعد انتهاء المهلة المحددة لبوتين.

الاقتصاد الروسي أظهر قدرة على الصمود في وجه العقوبات السابقة، بفضل استمرار تصدير النفط والغاز إلى دول خارج منظومة العقوبات الغربية.

ويؤكد إدوارد فيشمان، الخبير في العقوبات الروسية، أنه إذا كان هدف ترامب هو تقليل صادرات روسيا من الطاقة، فإن ذلك قد لا يتحقق بالكامل.

مصالح الحلفاء والتضخم

العديد من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك اليابان والاتحاد الأوروبي، لديهم تعاملات تجارية كبيرة مع روسيا. ويعلم ترامب أن أي انخفاض حاد في صادرات الطاقة الروسية سيرفع أسعار النفط العالمية، مما سيؤثر على المستهلكين الأميركيين ويحفز التضخم.

ترحيب أوكراني وديمقراطي

لاقت تصريحات ترامب ترحيباً في أوكرانيا وبين داعميها في واشنطن، بعد مخاوف من تخلي الرئيس الأميركي عن دعم كييف في حربها ضد روسيا.

وبعد سنوات من التقرب إلى بوتين، يبدو أن ترامب يعتبر الزعيم الروسي عقبة أمام تحقيق وعوده بإنهاء الحرب بسرعة.

دعم لإنقاذ الأرواح

أشادت السيناتور جين شاهين بتحول موقف ترامب، مؤكدةً أن إرسال أنظمة “باتريوت” إضافية إلى أوكرانيا سينقذ أرواحاً أوكرانية لا تُحصى من الهجوم الروسي.

جهود أوروبية لكسب الدعم

تعكس خطة ترامب لدعم أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا الجهود الأوروبية لكسب دعمه وإيجاد طريقة للعمل معه بشكل مثمر.

خلال فترة ولايته الأولى، انتقد ترامب حلف شمال الأطلسي (الناتو) مراراً وتكراراً، بل فكر في الانسحاب منه.

لكنه صرح مؤخراً بأن أوروبا أظهرت عزيمة قوية لإنهاء الحرب، مؤكداً دعمه لجهودها.

تحسين العلاقات مع كييف

الخطة تشير أيضاً إلى أن الجهود الأوروبية لتغيير موقف ترامب تجاه أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي قد اكتسبت زخماً، بعد خلافات سابقة.

وكان ترامب قد أشاد بـ”الشجاعة الهائلة” التي أظهرتها أوكرانيا في حربها ضد روسيا، بعد صفقة لتقاسم ثرواتها المعدنية مع الولايات المتحدة.

صفقة تجارية رابحة

خطة ترامب الجديدة تتناسب مع توجهه التجاري، حيث تعد بمكاسب للولايات المتحدة من شراء أوروبا للأسلحة الأميركية، وتحميه من اتهامات بتغيير مساره وإنفاق المزيد على الحرب.

تحذيرات روسية

سارعت وسائل الإعلام الروسية إلى الترويج لفكرة الخطر السياسي الذي يواجهه ترامب، محذرةً من أن أي تراجع أمام “المحافظين الجدد” بشأن أوكرانيا قد يؤدي إلى نهايته السياسية.

قيود على المساعدات

ترى جينيفر كافانا، الباحثة في مركز أولويات الدفاع، أن بوتين رفض مبادرات السلام الأميركية لأنه “ليس مستعداً لوقف القتال”، معتبراً أن روسيا تتمتع بميزة ميدانية.

وتضيف أن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا لن يغير التوازن العسكري بشكل جذري، وأن بوتين مستعد لتحمل تكاليف العقوبات الإضافية.

وتشير كافانا إلى أن استراتيجية الولايات المتحدة لتسليح أوكرانيا إلى أجل غير مسمى “غير مستدامة”، وأن حجم مخزونات الأسلحة الحالية في أوروبا والولايات المتحدة يحد مما يمكن إرساله إلى أوكرانيا في المستقبل القريب.

اقرأ أيضا

اخترنا لك