الرئيس ترامب ينتقد بوتين بسبب الحرب في أوكرانيا، ويؤكد دعمه لكييف في مجال الدفاع الجوي، وسط تباطؤ اقتصادي في روسيا يثير قلق المراقبين.
استياء ترامب من بوتين
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاده اللاذع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معرباً عن استيائه العميق لاستمرار العمليات العسكرية في أوكرانيا. وأكد ترامب أن بوتين “يريد فقط مواصلة قتل الناس”، وفقاً لتصريحات أدلى بها للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية.
ترامب كشف عن مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد خلالها رغبة الولايات المتحدة في تقديم الدعم لأوكرانيا في مجال الدفاع الجوي. يأتي هذا الدعم في ظل تصاعد الهجمات الروسية، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين ومصادر مطلعة على تفاصيل المكالمة.
عقوبات محتملة على روسيا
ترامب أوضح أنه ناقش مع بوتين العقوبات الاقتصادية المحتملة التي يمكن أن تفرض على روسيا. وأشار إلى أن الرئيس الروسي يبدو قلقاً بشأن هذه العقوبات ويدرك أنها قد تكون وشيكة.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد وافق مبدئياً على مشروع قرار يفرض عقوبات قاسية على روسيا، بما في ذلك رسوم بنسبة 500% على الدول التي تشتري النفط والغاز الروسيين. ومع ذلك، تم تعليق المشروع بطلب من ترامب لإفساح المجال للجهود الدبلوماسية.
تباطؤ الاقتصاد الروسي
تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن كشف عن تباطؤ اقتصادي في روسيا يظهر حدود اقتصاد البلاد في زمن الحرب. ويشير التقرير إلى أن العقوبات بدأت تؤثر على التصنيع وتضغط على الميزانية الروسية.
الاقتصاد الروسي، الذي تحدى العقوبات في البداية، بدأ يظهر علامات الضعف، حيث يتراجع نشاط التصنيع ويقلص المستهلكون نفقاتهم، في حين لا يزال التضخم مرتفعاً. ويحذر مسؤولون روس من أخطار الركود، وتُقلص الشركات إنتاجها.
أهداف بوتين الاستراتيجية
على الرغم من التباطؤ الاقتصادي، يرى المحللون أنه من غير المرجح أن يغير الرئيس بوتين أهدافه الاستراتيجية في أوكرانيا. ويؤكدون أن بوتين يركز على تحييد أوكرانيا، وليس على المخاوف الاقتصادية.
لكن التباطؤ يكشف حدود الاقتصاد الروسي في زمن الحرب، ويشير إلى أن العقوبات تلحق ضرراً متزايداً. وإذا شُدّدت العقوبات أو انخفضت أسعار النفط، فقد يبدأ الاقتصاد الروسي في التدهور بشكل ملحوظ.
دعم الدفاع الجوي لأوكرانيا
في سياق آخر، أفادت وسائل إعلام أميركية بأن الرئيس ترامب “يريد المساعدة في مجال الدفاع الجوي” لأوكرانيا. ويأتي هذا بعد قرار البنتاغون وقف شحنات الأسلحة لأوكرانيا، مما أثار تساؤلات حول التزام واشنطن تجاه كييف.
صحيفة “واشنطن بوست” نقلت عن مصادر في البنتاغون أن تعليق إمدادات بعض أنواع الأسلحة لكييف جاء بسبب التركيز على تعزيز دفاعات إسرائيل الجوية ومحدودية الموارد.
تعليق إمدادات الأسلحة
مسؤولو البنتاغون أشاروا إلى أن التعليق كان بمثابة “توقف مؤقت” في تسليم صواريخ الباتريوت والمدفعية الدقيقة وصواريخ هيلفاير. ويأتي ذلك في إطار مراجعة للإمدادات الأميركية حول العالم.
ورداً على سؤال حول تزويد أوكرانيا بالمزيد من صواريخ الباتريوت، قال ترامب: “سيحتاجون إليها للدفاع… سيحتاجون إلى شيء ما لأنهم يتعرضون لضربات شديدة”. وأشاد ترامب بفاعلية صواريخ الباتريوت، واصفاً إياها بأنها “مذهلة للغاية”.
محادثات إيجابية حول باتريوت
مصدر مطلع على الاتصال الهاتفي بين ترامب وزيلينسكي وصف المحادثة بأنها “جيدة للغاية”، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية استئناف إمدادات صواريخ باتريوت بعد المحادثة.
ترامب كشف أيضاً عن محادثات مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشأن طلب أوكرانيا الحصول على صواريخ باتريوت، لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن توريد هذه الصواريخ المتقدمة.
معضلة السياسة الخارجية
تجميد إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا أثار استياء البعض، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه السياسة الخارجية الأميركية. وتتمثل هذه التحديات في تجاوز التزامات واشنطن الدفاعية حول العالم لقدراتها العسكرية، مما يجبر القيادة الأميركية على “البحث عن حلول وسط” والاختيار بين “أولويات السياسة الخارجية” المختلفة.
هجوم على قاعدة روسية
في تطورات ميدانية، أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية أنها نفذت قصفاً جديداً على قاعدة جوية روسية في منطقة فورونيج. وذكرت أن طائرات مقاتلة روسية كانت تتمركز في القاعدة الجوية في مدينة بوريسوغليبسك.
القوات المسلحة الأوكرانية أكدت أنها تواصل اتخاذ جميع الإجراءات لتقويض قدرة القوات الروسية على مهاجمة البنية التحتية المدنية. من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية وقوع هجوم بطائرة أوكرانية من دون طيار على منطقة فورونيج، لكنها لم تذكر أي أضرار.
إسقاط مسيرات أوكرانية
أفاد مسؤولون روس بأن وحدات الدفاع الجوي الروسية أسقطت عشرات الطائرات المسيّرة الأوكرانية في مناطق متفرقة داخل البلاد، بينها اثنتان قرب مدينة سان بطرسبرغ.
حاكم منطقة لينينغراد ألكسندر دروزدينكو أعلن أنه تم إسقاط طائرتين مسيّرتين في منطقتين مختلفتين في جنوب سان بطرسبرغ.