تتزايد الضغوط على الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع اقتراب الولايات المتحدة من حافة العمل العسكري ضد إيران، في ظل فشل المفاوضات النووية في تحقيق أي تقدم ملموس. يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني وإمكانيته في إنتاج سلاح نووي خلال فترة زمنية قصيرة.
تحذيرات من ترمب
خلال حديثه يوم الجمعة، نفى ترمب أن تذكره الظروف الحالية بما حدث قبل غزو العراق عام 2003، حيث زعم آنذاك وجود أسلحة دمار شامل. وأكد أن إيران باتت تمتلك القدرة على تطوير سلاح نووي في غضون أسابيع أو أشهر، مما يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الأمن القومي الأمريكي.
نجح ترمب في تجاوز تقييم مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، الذي أشار إلى أن إيران لم تقرر بعد بناء سلاح نووي، مؤكدًا أنه لا يخطط لاستقدام القوات البرية الأميركية حال الدخول في صراع عسكري جديد. وأعلن أن الوقت ينفد بالنسبة لطهران، مشددًا على ضرورة اتخاذ قرارات عاجلة.
قلق في واشنطن
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن منح ترافق الدبلوماسية مزيدًا من الوقت يعكس قلق ترمب من انهيار النظام الإيراني، في حال فقد البرنامج النووي. وأكدت الصحيفة أن القرار بيد الشعب الإيراني وليس من شأن الولايات المتحدة أو إسرائيل.
على الرغم من كون ثمة احتمال أن يسفر تغيير النظام عن تبني نهج تفاؤلي أكثر، فإن الهدف الحالي لإيران هو الهيمنة على المنطقة. ما يطرح تساؤلات حول حقيقة المهلة الجديدة ومدى إمكانية كونها مجرد غطاء لعمل عسكري مخطط مسبقًا.
استعدادات عسكرية متزايدة
عسكريًا، تشير التقارير إلى أن أفضل طريقة لاستهداف منشأة “فوردو” النووية الإيرانية هي عبر استخدام قنابل مُخصصة لذلك. في هذا السياق، أُفيد بتحريك قاذفات “بي-2” إلى المنطقة، مع استعداد حاملة طائرات أميركية ثالثة للتوجه إلى الخليج.
قال ترمب إنه أعطى الضوء الأخضر لخطة الهجوم على إيران ولكنه أجل إصدار الأوامر النهائية حتى يراقب تطورات الموقف الإيراني. وستمنح المهلة المحددة الجيش الأميركي مزيدًا من الوقت لتعزيز القوات في المنطقة، مما سيسهم في تقليل التهديدات الإيرانية.
مواقف إيران
في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنه لا مجال لإجراء أي مفاوضات مع الولايات المتحدة حتى تتوقف العدوان الإسرائيلي. كما رفض الاجتماع مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، رغم استمرار التنسيق بين الطرفين.
ترمب من جهته، استبعد إمكانية أن تكون الأمور قد تتطور عبر الاجتماعات الأوروبية، وأكد أن إيران تفضل التفاوض مع واشنطن بشكل مباشر دون وساطة. ومع تزايد الضغوط من بعض الشخصيات السياسية، يشهد الضغط المتزايد على ترمب احتمال تدخله عسكرياً إذا بدا أن المفاوضات تؤول إلى طريق مسدود.