الرئيس ترامب يستقبل ماركوس الابن في البيت الأبيض، في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة للعلاقات الأمنية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والفلبين، وسط التوترات المتصاعدة في بحر الصين الجنوبي والتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ماركوس، أول زعيم من جنوب شرق آسيا يلتقي بترامب في ولايته الحالية، وصل إلى واشنطن الأحد الماضي وعقد اجتماعات مع مسؤولين بارزين، مما يؤكد على عمق التحالف بين البلدين في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد.
صفقة تجارية مرتقبة
أثناء استقباله لماركوس، أعرب ترامب عن تفاؤله بشأن إبرام “صفقة تجارية كبيرة” مع الفلبين، مؤكداً أن واشنطن لا تعارض العلاقات الجيدة بين مانيلا وبكين، رغم التنافس الاستراتيجي بين واشنطن وبكين.
الإدارات الأميركية المتعاقبة تسعى لتعزيز الوجود العسكري والاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة النفوذ الصيني. ومع ذلك، يواجه ترامب تحديات إضافية في التوسط لحل النزاعات الإقليمية والدولية المتعددة.
رسوم جمركية مهددة
الرسوم الجمركية المحتملة كانت أيضًا على جدول الأعمال، حيث هدد ترامب بفرض رسوم بنسبة 20% على السلع الفلبينية بدءًا من 1 أغسطس القادم، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري بين البلدين.
ماركوس أكد استعداده للتفاوض على اتفاقية تجارية ثنائية تضمن تعاوناً قوياً ومفيداً للطرفين، وتخدم مصالح كل من الولايات المتحدة والفلبين.
إعفاءات جمركية
وزير المالية الفلبيني، رالف ريكتو، صرح بأن مانيلا منفتحة على تقديم إعفاءات جمركية كاملة على بعض السلع الأميركية بهدف التوصل إلى اتفاق مع ترامب.
الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أشارت إلى أن اتفاقية تجارية مع الفلبين قيد الإعداد، مؤكدة أن هذا الموضوع قد يكون محور نقاش بين الزعيمين.
دعم منطقة المحيطين
البيت الأبيض أوضح أن ترامب وماركوس سيناقشان الالتزام المشترك بدعم منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة ومزدهرة وآمنة.
وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، جدد التزام الولايات المتحدة “تحقيق السلام من خلال القوة” في المنطقة، مؤكداً قوة التحالف بين البلدين والتزامهما بمعاهدة الدفاع المشترك.
حجر الزاوية
ماركوس أكد أن ضمان الدفاع المشترك لا يزال “حجر الزاوية” في العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى تعمق التعاون الدفاعي والأمني منذ زيارة هيغسيث إلى مانيلا في مارس الماضي.
ماركوس أعرب عن شكره للولايات المتحدة على الدعم الذي تحتاجه بلاده في مواجهة التهديدات، معتبراً الفلبين من أقدم حلفاء الولايات المتحدة بموجب معاهدات في منطقة المحيط الهادئ.
نزاعات بحر الصين
الصين والفلبين ودول أخرى منخرطة في نزاعات إقليمية طويلة الأمد في بحر الصين الجنوبي، وهو ممر ملاحي حيوي للتجارة العالمية.
خفر السواحل الصيني استخدم مراراً مدافع المياه لضرب قوارب فلبينية، متهماً إياها بدخول المياه بشكل غير قانوني أو التعدي على أراضيها.
تهديد صيني
هيغسيث صرح بأن الصين تشكل تهديداً، وأن الولايات المتحدة تعيد توجيه جهودها لردع ما وصفه بـ “عدوان الصين الشيوعية”.
خلال اجتماع ماركوس مع روبيو، أكد الجانبان مجدداً على التحالف بين البلدين للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وناقشا توثيق العلاقات الاقتصادية وتعزيز سلاسل التوريد.
التواصل مع بكين
الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على التواصل مع بكين، حيث التقى روبيو بنظيره الصيني وانغ يي في كوالالمبور، واتفقا على استكشاف مجالات التعاون المحتملة وأهمية إدارة الخلافات بحكمة.