تستعد إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للانطلاق في مشروع بناء نظام دفاعي صاروخي يُشبه “القبة الحديدية الإسرائيلية” بهدف تعزيز الحماية الوطنية. هذه الخطوة تأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من التهديدات الخارجية، لا سيما من كوريا الشمالية وروسيا والصين، حيث تفتقر الولايات المتحدة حالياً إلى نظام فعّال لمواجهة هجمات صاروخية بعيدة المدى.
أشار تقرير صادر عن روبرت سوفر، نائب سابق لمساعد وزير الدفاع لشؤون السياسية النووية والصاروخية، إلى أن التهديدات الصاروخية ضد الولايات المتحدة باتت “حقيقية ومتزايدة”. وذُكِر أن استخدام صواريخ باليستية عابرة للقارات مزودة برؤوس نووية من قِبل خصوم أميركا قد يُشكل خطراً كبيراً.
في التقرير المنشور عبر مجلة NewsWeek، دعا سوفر إلى تسريع بناء مخزونات أميركية من الصواريخ الاعتراضية، مشيراً إلى ضرورة عدم الاعتماد فقط على “التهديدات بالانتقام” لردع دول مثل كوريا الشمالية والصين.
كما شدد سوفر على أهمية الاستثمار في الصواريخ الاعتراضية الفضائية والأسلحة الموجهة بالطاقة، معتبراً أن هذه الخطوات تحتاجها الولايات المتحدة لتفادي أي هجوم فعلي.
تصاعد التهديدات الدولية
مع عودة الرئيس الجمهوري إلى المكتب البيضاوي في العشرين من يناير، يواجه العالم أكبر تهديدات أمنية منذ انتهاء الحرب الباردة. تواصل كوريا الشمالية تطوير برامجها النووية، بينما أدى الصراع في أوكرانيا إلى تفاقم العلاقات بين روسيا وأميركا.
في نوفمبر، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تجربة صاروخ باليستي عابر للقارات في أوكرانيا، مما يعكس التأثير المتزايد لهذه التكنولوجيا على الصراعات القائمة. كما أسس الكرملين قواعد جديدة لنفسه في مجرى الصراع النووي.
وعبّرت وزارة الدفاع الكورية الشمالية عن قلقها من “الاستفزازات العسكرية الأميركية” التي قد تؤدي إلى تصعيد الوضع الإقليمي، ما يثير المخاوف من تحول هذه التوترات إلى صراعات مسلحة.
يتوقع المحللون أن تستمر بيونج يانج في تعزيز ترسانتها النووية والكونفدرالية، دون وجود نظام متكامل للولايات المتحدة يستطيع اعتراض الضربات الصاروخية العابرة للقارات من روسيا أو الصين.
اعتماد على دفاعات حالية
تعتمد واشنطن على نظام Aegis كجزء رئيسي من استراتيجيتها للدفاع، والتي يمكن أن توفر حماية لأكثر من ثلث البلاد في وقت واحد. اختبرت وكالة الدفاع الصاروخي صاروخ SM-3 IIA كجزء من تلك الاستراتيجية.
أكد الجنرال جلين فان هيرك، الرئيس السابق للقيادة الشمالية الأميركية، على أهمية تطوير الدفاعات ضد تهديدات عابرة للقارات متزايدة، مشدداً على الحاجة إلى نشر أنظمة جديدة للرادار تتعلق بالدفاع الصاروخي.
تم تصميم “القبة الحديدية” التي طورتها شركة “رافائيل” الإسرائيلية لمواجهة الهجمات القصيرة المدى، مما دفع كثيراً من الخبراء إلى اعتبار النسخة الأميركية من هذا النظام غير عملية بالنظر إلى الفروق الكبيرة. ومع ذلك، مؤشرات الدعم من ترمب تسير نحو البدء في بناء نظام متكامل للدفاع الصاروخي.
توجهات مستقبلية
خلال تجمع انتخابي، أعلن ترمب عن خطط لإنشاء درع دفاعي صاروخي أميركي متكامل، متضمناً اقتراحات سوفر التي قد تُسهم في تطوير نظام دفاعي فعال يتناسب مع التهديدات الحالية.
إذا كانت هذه القبة الحديدية مجرد جزء من استراتيجية أوسع نطاقًا، فإن الولايات المتحدة تحتاج إلى طبقات عدة من الدفاعات، فليس هناك شك بأن التهديدات تتطور باستمرار.
تتزايد الخطط الرامية إلى تفعيل قدرات الدفاع الصاروخي بما في ذلك الدفاعات النشطة وقدرات الاستجابة السريعة في مواجهة أي اعتداء. تدعو التحليلات العسكرية إلى ضرورة استغلال الشراكات الدولية لتطوير أنظمة فعالة تعزز من قوة الردع الأميركية.
استعدادات جديدة
يتناول سوفر أيضاً الإمكانيات المستقبلية للإعتماد على أنظمة دفاع صاروخية خارج كوكب الأرض. يعد هذا التوجه بمثابة خطوة غير مسبوقة نحو توقيع “حرب الفضاء”، مما يشير إلى أن صناعة الدفاع تسعى جاهدة لمواجهة التهديدات المتزايدة.
يعتبر الخبراء أن تسليح الفضاء لا يعتبر مجرد خيال، بل أصبح ضرورة تكنولوجية وعسكرية لمواجهة خصوم محتملين كروسيا والصين. يشير سوفر إلى أن التركيز يجب أن يتم على تطوير الأجهزة والأنظمة اللازمة لذلك.
ختامًا، يجب أن تُحمل الولايات المتحدة مهمتها في مواجهة التحديات الكبيرة بشكل جدي، تشمل هذه المهمة تطوير الصادرات الدفاعية والتعاون العسكري الابتكاري لتفادي أي أزمات مستقبلية.