في خطوة تهدف إلى إنهاء الصراع الدائر في قطاع غزة، يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في ظل مساعٍ أميركية مكثفة لدفع مقترح سلام شامل.
اجتماع تمهيدي مكثف
عقد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف اجتماعًا مطولًا مع نتنياهو، أمس الأحد، في محاولة لإقناعه بالموافقة على خطة ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة عامين. الاجتماع شهد مشاركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب ومستشاره السابق.
الاجتماع بين ويتكوف ونتنياهو وصفته وسائل إعلام عبرية بالإيجابي، مع وجود مؤشرات تبعث على التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق. من المتوقع أن يعرب نتنياهو عن دعمه للخطة خلال لقائه مع الرئيس ترامب اليوم.
تفاؤل حذر وترقب للنتائج
أعلن ترامب، يوم الجمعة الماضي، عن اعتقاده بالتوصل إلى اتفاق وشيك. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو الحصول على موافقة حركة “حماس”، وهو شرط أساسي لضمان نجاح أي اتفاق سلام دائم.
زيارة حاسمة في ظل تحديات
تأتي زيارة نتنياهو لواشنطن في وقت تواجه فيه إسرائيل عزلة دولية متزايدة، بعد ما يقرب من عامين من بدء الحرب على قطاع غزة. هذه هي الزيارة الرابعة لنتنياهو إلى واشنطن منذ تولي ترامب منصبه في يناير الماضي.
في المقابل، يمكن لنتنياهو أن يتوقع استقبالًا أكثر دفئًا في البيت الأبيض، مقارنة بالاستقبال الفاتر الذي تلقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث غادر عدد من الوفود القاعة احتجاجًا على كلمته.
انتقادات للاعتراف بفلسطين
شن نتنياهو هجومًا على قرار بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا ودول أخرى الاعتراف بدولة فلسطينية، واصفًا ذلك بأنه “قرار مشين” يمثل تحولًا دبلوماسيًا كبيرًا من جانب حلفاء الولايات المتحدة.
هذه الدول تبرر قرارها بأنه ضروري للحفاظ على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والمساهمة في إنهاء الحرب الدائرة.
ترامب يسعى لاتفاق شامل
انتقد الرئيس ترامب خطوات الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرًا ذلك “جائزة لحماس”. وأعرب عن أمله في الحصول على موافقة نتنياهو على إطار لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
في مقابلة هاتفية، أكد ترامب وجود ردود إيجابية من جميع الأطراف، مشيدًا بقادة السعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر لمساعدتهم في جهود السلام.
غموض يحيط بالاتفاق المحتمل
رداً على سؤال حول وجود اتفاق مقبول للسلام في غزة، صرح مسؤول إسرائيلي كبير بأنه “من السابق لأوانه معرفة ذلك”. وأضاف أن نتنياهو سيقدم الرد الإسرائيلي على المقترح خلال لقائه مع ترامب اليوم.
من المقرر أن يستقبل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي في الساعة 11 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، يليه اجتماع مغلق في المكتب البيضاوي وغداء ثنائي. وسيعقد الزعيمان مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا في الساعة 1:15 بعد الظهر.
ضغوط داخلية متزايدة
يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من عائلات الرهائن ومن الرأي العام الإسرائيلي، الذي أنهكته الحرب الدائرة.
خطة سلام متعددة النقاط
جرى توزيع خطة سلام مكونة من 21 نقطة على عدد من الدول العربية والإسلامية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تتضمن الخطة إطلاق سراح جميع الرهائن، وتسليم رفات الموتى، ووقف الهجمات الإسرائيلية على قطر، وإجراء حوار جديد بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل “التعايش السلمي”.
حرب غزة في صدارة المشهد
اجتماع البيت الأبيض يأتي في أعقاب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي احتلت فيها حرب غزة مركز الصدارة.
الحرب الإسرائيلية على غزة، التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 65 ألف قتيل، ودمرت أجزاء واسعة من القطاع، وفاقمت الأزمة الإنسانية.
اتهامات وجرائم حرب
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب في غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل بشدة.
توترات محتملة
على الرغم من العلاقات الوثيقة بين ترامب ونتنياهو، فإن مناقشات اليوم قد تكشف عن توترات بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
الضم والاتفاقات التاريخية
هدد وزراء متشددون في حكومة نتنياهو بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، ردًا على الاعتراف المتزايد بدولة فلسطينية.
إلا أن ترامب أكد أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، التي يعتبرها الفلسطينيون جزءًا من دولتهم المستقبلية. ويقول محللون إن ضم الضفة الغربية قد يقوض اتفاقات إبراهيم التاريخية، التي توسطت فيها إدارة ترامب.