أعلن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، عن إمكانية استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية للتعامل مع قضايا تتعلق بقناة بنما وجزيرة غرينلاند. خلال مؤتمر صحافي، أوضح ترمب أنه غير قادر على تقديم ضمانات بعدم استخدام القوة في هاتين المنطقتين، مشيرًا إلى أهمية كل منهما للأمن الاقتصادي الأميركي، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
أهمية بنما وغرينلاند
تعكس تصريحات ترمب توجهًا جديدًا يتعارض مع عقود من السياسة الأميركية التي لم تولِ اهتمامًا للتوسع الإقليمي بل لحق تقرير المصير. وردًا على سؤال حول إمكانية استبعاد استخدام الجيش، أكد ترمب أن بنما تعتبر “حيوية لبلدنا”، مشددًا على الحاجة إلى غرينلاند لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
تتميز غرينلاند، التي تعتبر منطقة ذات حكم ذاتي تابعة للدنمارك، بعلاقتها التاريخية مع الولايات المتحدة كحليف رئيسي وعضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي. كما تطرق ترمب إلى فكرة انضمام كندا إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى اعتماده على “القوة الاقتصادية” بدلاً من القوة العسكرية لتحقيق ذلك.
خطة الإنفاق الدفاعي
دعا ترمب، في سياق حديثه عن الحلف الأطلسي، الدول الأعضاء لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي، مؤكدًا أنه يجب على الدول تحمل تكاليف الحماية التي توفرها الولايات المتحدة. وقد أكد أن التزام الحلفاء بدفع تكاليف مناسبة مهم لبقاء الولايات المتحدة ضمن الحلف.
لطالما كان ترمب مشككًا في فعالية حلف الناتو، وهدد مرارًا بالانسحاب في حالة عدم استجابة الدول الأعضاء لمطالبه بزيادة الإنفاق. في هذا السياق، بيّن أن البلدان البالغ عددها 32 قد اتفقت على نسبة لا تقل عن 2% من الناتج المحلي، إلا أن الأحداث الجارية في أوكرانيا دفعت إلى ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية للحلف.
اقتصادي في التعامل مع كندا
في تصريحاته، أكد ترمب أنه سيركز على “القوة الاقتصادية” للتعامل مع كندا، بعد دعواته لضمها إلى الولايات المتحدة. جاء ذلك بعد استقالة رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، حيث وصف ترمب الاندماج مع كندا كخطوة إيجابية ستعزز الأمن القومي وتؤدي إلى إلغاء التعريفات الجمركية.
وصف ترمب الوضع الحالي بأن إلغاء الحدود بين الولايات المتحدة وكندا سيؤدي إلى تحسين الأمن ويقضي على التهديدات المحتملة من الدول الأخرى المحيطة بكندا، حسبما أفاد به لوسائل الإعلام.
انتقادات لإجراءات بايدن
استخدم ترمب مؤتمره للحديث عن شكاويه من إجراءات الرئيس الحالي، جو بايدن، الذي قدّم سلسلة من التغييرات الأخيرة التي يمكن أن تعيق انتقال السلطة بشكل سلس. أشار إلى قرار بايدن بحظر عمليات حفر الطاقة البحرية، والذي اعتبره عقبة أمام أنشطته المستقبلية.
بايدن، الذي تنتهي ولايته خلال أسبوعين، قام بسحب حوالى 625 مليون فدان من البحار الفيدرالية، إجراء وصفه ترمب بالمسعى الذي يحتاج إلى مواجهة قانونية إذا لزم الأمر. وأكد ترمب أنه سيعمل على إلغاء هذه القرارات في اليوم الأول من توليه الرئاسة.
وفي تصريحات إضافية، انتقد ترمب الملاحقات القضائية التي قادها المستشار الخاص جاك سميث، والتي تتعلق بأحداث الكابيتول في 6 يناير، معبرًا عن استنكاره للطريقة التي تُدار بها الأمور قبل انتقاله إلى البيت الأبيض.