موسكو وبكين تحذران من تداعيات قرار أمريكي محتمل بشأن التجارب النووية، وسط مخاوف متزايدة من تصاعد التوتر في ملفات الأمن الاستراتيجي. الكرملين يؤكد استعداده للحوار مع واشنطن مع التلويح بإجراءات مماثلة.
## تجارب نووية أمريكية مرتقبة
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن عبر منصة “تروث سوشيال” عن توجيه وزارة الدفاع للبدء الفوري في تجارب نووية جديدة، مبرراً ذلك بتجارب مماثلة تجريها دول أخرى.
ترمب أوضح أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر ترسانة نووية، متفوقة على روسيا والصين، لكنه أشار إلى أن الأخيرة تسعى للّحاق بالركب خلال خمس سنوات.
## ردود فعل دولية حذرة
الكرملين أبدى حذراً في أول رد فعل له على القرار الأمريكي، مؤكداً التزام روسيا بمبدأ الرد بالمثل على التحركات الغربية في ملفات الأمن الاستراتيجي.
الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قلل من احتمالية اندلاع سباق تسلح جديد بين روسيا والولايات المتحدة، مخففاً بذلك من تصريح سابق للرئيس بوتين.
## موقف روسيا الثابت
بوتين كان قد صرح بأن العالم يشهد بالفعل سباق تسلح، وأن بلاده تعمل على إنتاج أسلحة استراتيجية قد تعلن عنها قريباً.
بيسكوف جدد التأكيد على موقف روسيا بأنه في حال تخلت أي دولة عن الالتزام بوقف التجارب النووية، فإن روسيا ستتصرف وفقاً لذلك.
## قنوات الحوار معلقة
موسكو أعربت عن أسفها لعدم إخطار واشنطن لها قبل الإعلان عن خطط استئناف التجارب النووية، مشيرة إلى أن المحادثات الثنائية بشأن نزع السلاح النووي لم تبدأ بعد.
بيسكوف أعرب عن أمله في أن تكون المعلومات المتعلقة بصاروخ “بوريفيستنيك” قد نُقلت بشكل صحيح إلى الرئيس الأمريكي، مؤكداً أن اختباره ليس تجربة نووية.
## اختبارات روسية متواصلة
موسكو كانت قد أعلنت عن إجراء اختبار على صاروخ “بوريفيستنيك” المجنح ذي المدى غير المحدود، والذي قطع مسافة 14 ألف كيلومتر في 15 ساعة.
بوتين كشف أيضاً عن اختبار طوربيد نووي حديث ووصفه بأنه سلاح “لا مثيل له في العالم”، وأشرف شخصياً على اختبارات لإطلاق صواريخ نووية من البر والبحر والجو.
## تحذيرات صينية مماثلة
الصين حذرت الولايات المتحدة من انتهاك الحظر العالمي على إجراء التجارب النووية، ودعت إلى الالتزام الجاد بالاتفاقات الدولية في هذا الشأن.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوو جياكون أعرب عن أمله في أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات ملموسة لحماية نظام نزع الأسلحة النووية ومنع الانتشار العالمي.
## مخاوف من عودة الحرب الباردة
محللون يرون أن استئناف التجارب النووية يمثل تحولاً خطيراً يعيد العالم إلى أجواء الحرب الباردة، محذرين من تصعيد دولي غير مسبوق.
الولايات المتحدة أجرت آخر اختبار لسلاح نووي عام 1992، ويأتي التصعيد الجديد على الرغم من تأكيد ترمب استعداده للحفاظ على معاهدة “ستارت”.
## معاهدة “ستارت” في خطر
خبراء يرون أن التحول في الموقف الأمريكي قد يضع مصير معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “ستارت” في مهب الريح.
تهدف المعاهدة إلى الحد من انتشار الأسلحة الهجومية النووية بين روسيا والولايات المتحدة، وتحدد عدد الرؤوس الحربية النووية المنشورة لدى كل طرف بـ 1550 رأساً.
## نزع السلاح النووي
في يناير الماضي، أعرب ترمب عن رغبته في نزع السلاح النووي عبر التفاوض مع موسكو وبكين، كما طلب من البنتاغون تطوير نظام دفاع صاروخي أمريكي ضخم يُعرف باسم “القبة الذهبية”.
## قمة أمريكية صينية
الكرملين تجنب التعليق بشكل مباشر على نتائج القمة الأمريكية الصينية، لكنّ السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف رأى أن خطوات ترمب تهدف إلى الضغط على بكين للتأثير على موسكو.
بوشكوف أشار إلى أن الصين لن تساعد الرئيس الأمريكي على التأثير على روسيا في القضية الأوكرانية، مؤكداً أن الضغط والتهديدات لن تسفر عن نتائج.