وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمراً تنفيذياً لإطلاق مشروع “قبة حديدية” جديدة للدفاع الصاروخي، مطالباً وزير الدفاع بيت هيجسيث بتقديم خطة تنفيذية خلال 60 يوماً.
تهدف هذه المبادرة لبناء درع دفاع صاروخي متطور لحماية الولايات المتحدة من التهديدات الباليستية والهجمات بعيدة المدى. وتشكل هذه الجهود تحدياً استراتيجياً لطالما واجهت الإدارات السابقة، بما في ذلك إدارة ترمب، صعوبات في تحقيقه، وفقاً لتقرير من وكالة “بلومبرغ”.
دفاع صاروخي متقدم
سبق لترمب أن تعهد بإقامة نظام مشابه لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، والذي تم تطويره بدعم أمريكي، كجزء من تعزيز الأمن العسكري للولايات المتحدة.
ووفقاً لوثيقة صادرة عن البيت الأبيض، فإن “التهديد الناتج عن الهجمات بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز لا يزال يشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي الأمريكي”.
تاريخ الدفاع الصاروخي
يتذكر التاريخ محاولات الرئيس رونالد ريجان لبناء نظام دفاعي فعال ضد الهجمات النووية، لكنه لم يحقق الأهداف المنشودة. ومنذ انسحاب أمريكا من معاهدة الصواريخ المضادة، انحصرت سياسة الدفاع الصاروخي في مواجهة التهديدات من الدول الخارجة عن القانون.
على مدى أربعة عقود، لم يتراجع التهديد الناتج عن الأسلحة الاستراتيجية، بل أصبح أكثر تعقيدًا مع تطوير الدول المنافسة أنظمة إطلاق وقواعد دفاع جوي متقدمة.
تعزيز السلام من خلال القوة
الوثيقة تشير إلى أن النظام المقترح يهدف إلى “تعزيز السلام من خلال القوة”، مذكّرة بأن السياسة الأميركية تعمل على توفير الدفاع لمواطنيها من خلال نشر وصيانة درع دفاع صاروخي متقدم.
تؤكد الولايات المتحدة التزامها بحماية مواطنيها ومنشآتها الحيوية من أي هجمات جوية، وتضمن قدرتها على توجيه ضربة مضادة في حال التعرض للهجوم.
خطط تنفيذية عاجلة
يستوجب الأمر التنفيذي أن يقدم وزير الدفاع تصميمًا مرجعياً ومتطلبات بناءً على القدرات، مع خطة تنفيذ لدرع الدفاع الصاروخي خلال 60 يوماً.
يسعى هذا الأمر إلى تسريع إنتاج أنظمة تتبع واستخدام أساليب الاعتراض والتدمير للصواريخ قبل إطلاقها.
فئات الدفاع المتاحة
أي نظام من هذا النوع سيكون موسعاً لتغطية جميع أنحاء الولايات المتحدة، متجاوزاً بكثير ما توفره “القبة الحديدية” الإسرائيلية.
تكشف شركة “رايثيون”، المنتجة لنظام “القبة الحديدية” بالتعاون مع “رافائيل” الإسرائيلية، أن صواريخ “تامير” الاعتراضية قادرة على تفجير أسلحة من مدى 4 إلى 70 كيلومتراً.
التحديات الحالية
تمتلك الولايات المتحدة مجموعة من أنظمة الدفاع الصاروخي، منها THAAD وAegis، بالإضافة إلى أنظمة باتريوت، إلا أن تطوير نظام شامل للدفاع عن الأجواء الأمريكية لا يزال تحدياً مستمراً.
سعت القيادة الأمريكية منذ عام 2002 لاستثمار أكثر من 194 مليار دولار في تطوير أنظمة متعددة المستويات لرصد وتدمير الصواريخ الموجهة ضدها، وفقاً لتقارير حكومية.
التطورات المستقبلية
في ظل تطور الأسلحة الصاروخية المفرطة السرعة من قبل الصين وروسيا، تواجه الولايات المتحدة صعوبات في مجارتهما.
تستمر وكالة الدفاع الصاروخي في تشغيل منظومة تتضمن 44 صاروخاً اعتراضية متمركزة في كاليفورنيا وألاسكا، مصممة لمواجهة تهديدات محددة من دول مثل كوريا الشمالية.
مؤخراً، أبرمت شركة “لوكهيد مارتن” عقدًا بقيمة 17 مليار دولار لتحديث أنظمتها الاعتراضية.