الإثنين 15 سبتمبر 2025
spot_img

ترمب في بريطانيا: اتفاق نووي وأوكرانيا على الطاولة

spot_img

تستعد المملكة المتحدة لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسيدة الأولى ميلانيا ترمب، الثلاثاء المقبل، في زيارة دولة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، وذلك بدعوة من الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في قلعة وندسور، بهدف تعزيز “العلاقة الخاصة” بين البلدين في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة.

قمة “العلاقة الخاصة”

تأتي الزيارة، التي أعلن عنها قصر باكنغهام رسمياً في تموز (يوليو) 2025، في توقيت مهم، حيث تسعى المملكة المتحدة بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر إلى الاستفادة من النفوذ للتأثير على السياسة الأميركية في ملفات رئيسية تشمل التعريفات الجمركية، والأزمة الأوكرانية، والتعاون التكنولوجي المتقدم.

وتراهن بريطانيا على أن تستخدم هذه الزيارة لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل سياسات “أميركا أولاً” التي ينتهجها ترمب، والتي تؤثر على العلاقات التجارية والأمنية التقليدية، وتسعى لندن إلى الحصول على شروط تجارية تفضيلية ومساعدات أميركية لأوكرانيا.

شراكة نووية متقدمة

من المتوقع أن يشهد اللقاء توقيع اتفاقية “الشراكة الأطلسية للطاقة النووية المتقدمة”، التي تركز على تسريع برامج تطوير الطاقة النووية وتعزيز أمن الطاقة في بريطانيا، بهدف بناء جيل جديد من محطات الطاقة النووية في كلا البلدين وتوفير الآلاف من فرص العمل.

يأمل الجانبان أن تفتح هذه الاتفاقية الباب أمام استثمارات خاصة تقدر بتريليونات الدولارات مع التوسع في مبيعات السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى مناقشة صفقات تعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، والمعادن الأرضية النادرة.

أوكرانيا وغزة في صلب المباحثات

في الملف الأوكراني، تأمل لندن أن تعزز اتفاقات شراء طائرات إف 35 الأميركية ذات القدرات النووية التعاون الأمني عبر الأطلسي، وتؤكد على العلاقات الدفاعية الوثيقة بين البلدين، بينما تحاول بريطانيا استغلال نفوذها المحدود على واشنطن للضغط من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

رغم الخلافات السياسية بين ترمب وستارمر، فقد تبنى الأخير أسلوباً يقوم على الإطراء والثناء في التعامل مع ترمب، وهو ما أثمر عن نتائج ملموسة، حيث كانت المملكة المتحدة أول دولة توقع اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة وتتجنب سياساته التجارية الحمائية.

بروتوكول الزيارة الملكية

تعد هذه هي المرة الأولى التي يمنح فيها رئيس أميركي هذا الامتياز مرتين، إذ اقتصر الأمر في السابق على دعوة القصر الملكي للرؤساء الأميركيين خلال ولايتهم الثانية لتناول الشاي أو الغداء مع الملكة إليزابيث في قلعة وندسور.

من المقرر أن يستقبل الأمير ويليام وزوجته كيت آل ترمب لدى وصولهما مساء الثلاثاء، قبل التوجه إلى قلعة وندسور، حيث سيتم استقبال الرئيس الأميركي بتحية ملكية وموكب بالعربة التي تجرها الخيول عبر حديقة وندسور الكبرى، مع تحليق لطائرات إف 35 الأميركية والبريطانية.

مأدبة عشاء رسمية

يشارك ترمب وزوجته في مأدبة عشاء رسمية مع الملك تشارلز والملكة كاميلا على مائدة واترلو الضخمة التي تتسع لـ 160 ضيفاً، ويضم الوفد الأميركي عدداً كبيراً من الرؤساء التنفيذيين لشركات تقنية أميركية بارزة.

تشمل فعاليات الزيارة أيضاً وضع إكليل من الزهور على قبر الملكة إليزابيث الثانية في وندسور، وزيارة كنيسة القديس جورج في قلعة وندسور، وجولة في أرشيف ونستون تشرشل، الذي يعتبره ترمب أحد أعظم الشخصيات السياسية.

اجتماعات ثنائية واتفاقيات

يعقد ترمب اجتماعاً مع ستارمر في 10 داونينغ ستريت، لمناقشة التجارة والأمن والشراكة التكنولوجية، ومن المقرر أن يوقع اتفاقية حوسبة كمية مع ستارمر لمواجهة هيمنة الصين التكنولوجية، بالإضافة إلى لقاء مع رجال أعمال بريطانيين.

يستقبل ستارمر ضيفه الأميركي في منزله الريفي بمنطقة تشيكرز، حيث يعقدان اجتماعات ثنائية ومؤتمراً صحافياً وحفل استقبال تجاري، قبل أن يغادر ترمب وزوجته بعد ظهر الجمعة.

إجراءات أمنية مشددة واحتجاجات متوقعة

تترافق الزيارة مع إجراءات أمنية مشددة، وسط توقعات بتنظيم احتجاجات من جماعات معارضة لسياسات ترمب بشأن غزة، وتغير المناخ، والتجارة، وقد أعلن زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، إد ديفي، مقاطعة المأدبة احتجاجاً على موقف الولايات المتحدة من إسرائيل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك