الأحد 5 يناير 2025
spot_img

تلبي احتياجاتها العسكرية.. تركيا تبدأ علاقات استراتيجية مع إدارة سوريا الجديدة

أعلنت تركيا عن بدء العمل على إقامة علاقات استراتيجية مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، حيث تم الإشارة إلى إعداد خريطة طريق تهدف إلى تلبية احتياجات الدفاع والأمن خلال المرحلة الانتقالية. جاءت هذه التصريحات في سياق تحركات تركية لتعزيز التعاون مع الجانب السوري.

الدعم التركي للأمن

في إفادة صحافية للمتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، تم التأكيد على أن الاجتماعات مع المحاورين السوريين تهدف إلى تحديد مجالات التعاون المختلفة. وأشار المسؤول العسكري إلى أن الدعم اللازم سيكون متوافقاً مع احتياجات الدفاع والأمن التي سيتم تحديدها لاحقاً.

كما أوضح المسؤول أن التعاون بين البلدين يعد حاسماً في تعزيز الأمن، حيث ستستمر القوات المسلحة التركية في دعم الشعب السوري خلال هذه التحولات. وقد أوضح أن هذا التعاون يهدف إلى إرساء السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها.

الوضع في إدلب وشرق الفرات

فيما يتعلق بالوجود العسكري التركي في إدلب، فقد أكد المسؤول على أهمية تقييم الوضع المستمر بالمنطقة. وأوضح أن القوات المسلحة التركية تعكف على تحديث الخطط بشكل دوري، مع اتخاذ التدابير اللازمة فيما يتعلق بإعادة توزيع القوات.

وبخصوص الأوضاع في شرق الفرات، نبه المسؤول العسكري إلى استمرار الاشتباكات بين “الجيش الوطني السوري” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مؤكداً أن تركيا ستعمل على ضمان سلامة الأراضي السورية وكذلك وحدتها واستقرارها، دون التأثير على جهود مكافحة الإرهاب.

التحركات العسكرية

تتواصل الاشتباكات العنيفة في ريف منبج غرب حلب، حيث تركزت الهجمات بين فصائل “الجيش الوطني” و”قسد”، بما في ذلك استخدام الأسلحة الثقيلة. وأفاد مرصد حقوق الإنسان بأنه تم استقدام تعزيزات لوجستية من التحالف الدولي إلى عين العرب، في ظل استمرار العمليات العسكرية والتوترات في المنطقة.

كما تم توسيع القصف المدفعي التركي ليشمل مناطق تتواجد بها “قسد”، مما يزيد من حدّة النزاع في المنطقة. وتمت الإشارة إلى أن هذه التطورات تتطلب اهتمامًا وتحركات عسكرية من تركيا لضمان أمنها واستقرار المنطقة ككل.

جدل حول الترفيع العسكري

وقد أثار ترقية عمر محمد تشيفتشي، المعروف بـ”مختار التركي”، إلى رتبة عميد في الجيش السوري الجديد، جدلاً واسعاً في تركيا، حيث يُقال إنه كان مدرجاً على قائمة الإرهاب التركية كأحد عناصر “تنظيم القاعدة”. وقد تم انتقاد الحكومة بسبب إدراجه في صفوف الجيش السوري الجديد، بعد أن كانت السلطات التركية قد حددت مكافأة مالية للقبض عليه.

يُذكر أن هذه التحركات أثارت تساؤلات حول كيفية تعامل القوات التركية مع القيادات التي تعتبرها قوات “الإرهابية” ضمن سياستها لدعم الاستقرار في سوريا.

التحليل السياسي

وفي الجانب السياسي، أيد رئيس حزب “المستقبل” التركي المعارض، أحمد داوود أوغلو، موقف تركيا تجاه التطورات في سوريا، مشيراً إلى أن السلام في سوريا سينعكس إيجاباً على الوضع الداخلي في تركيا. واعتبر أن جهود تركيا في هذا السياق تعد صحيحة وأن الأشخاص المؤهلين لتحقيق ذلك يجب أن يتمكنوا من العمل معاً.

وأكد داوود أوغلو أن العلاقات التاريخية والثقافية بين الشعبين التركي والسوري تعد أمراً أساسيًا في تعزيز هذه الروابط، مشيراً إلى أهمية الشباب السوريين العائدين الذين يكتسبون اللغة والثقافة التركية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك