اجرت تركيا أمس اختباراً ناجحا لصاروخ كيمانيكش 1، وهو نظام صاروخي مجنح صغير تم تطويره محليًا، وهو مصمم ليتكامل مع الطائرات بدون طيار.
قامت بالاختبار شركة بايكار، المتخصصة في مجال الدفاع الاختبار الذي تم الإعلان عنه عبر منصة X، مُشيرًا إلى دقة النظام ونطاقه العملياتي.
مميزات كيمانيكش 1
الصاروخ كيمانيكش 1، الذي يحمل اسم الكلمة التركية “رامي السهام”، هو صاروخ مجنح خفيف الوزن بقوة دفع نفاثة، مصمم لزيادة فاعلية منصات الطائرات بدون طيار. يزن الصاروخ حوالي 30 كيلوغرامًا، ويبلغ طوله 1.8 متر، ويتميز بامتلاكه جناحين قابلين للطي بمدى 1.2 متر، ما يسهل تخزينه ضمن حمولات الطائرات.
تعتمد عربة الدفع على محرك توربيني مضغوط تم تطويره من قبل شركة كالي أرج، حيث تصل قوة الدفع إلى حوالي 50 كيلوغرامًا، مما يمكّن الصاروخ من بلوغ سرعات تتجاوز 600 كيلومتر في الساعة وارتفاع رحلة 18,000 قدم. يمتد نطاق العمل إلى 200 كيلومتر بفضل نظام الوقود الفعال وتصميمه الديناميكي الهوائي، مما يمكّنه من ضرب أهداف تبعد عن خط رؤية منصة الإطلاق.
نظام التوجيه الذكي
تعتبر قدرات كيمانيكش 1 محورية بفضل نظام التوجيه المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والمزود بمستشعر بصري كهربائي ونظام الملاحة بالقصور الذاتي، مما يمكنه من تعديل مسار الطيران بشكل مستقل، وتحديد الأهداف وتنفيذ ضربات دقيقة بدقة دائرة خطأ محتملة أقل من خمسة أمتار.
تزن رأسه الحربي حوالي ستة كيلوغرامات، ويمكن تهيئته للحصول على تأثيرات تفجيرية أو تفتت، ما يجعله ملائمًا لاستهداف المركبات المدرعة أو التحصينات أو الأهداف البشرية المجمعة.
التكامل مع الطائرات بدون طيار
يتكامل النظام بسلاسة مع طائرات بايكار بدون طيار، مثل طائرة بايكار TB2 وأكينجي، عبر سكة إطلاق معيارية، مما يمكّن المشغلين من نشره من ارتفاعات تصل إلى 20,000 قدم. تشمل ميزات الدفاع وسائل للحد من الكشف بالرادار وتوقيع حراري منخفض، مما يعزز من بقائه ضد الدفاعات الجوية الحديثة.
يعكس تطوير كيمانيكش 1 طموح تركيا في سد الفجوة بين الذخائر التقليدية والأسلحة الذكية من الجيل التالي، وعلى عكس صواريخ كروز الأكبر مثل صاروخ توماهوك الأمريكي، والتي تزن أكثر من 1,000 كيلوغرام، يتميز كيمانيكش 1 بقابلية الحمل وكفاءة التكاليف، حيث تقدر تكاليف الإنتاج بأقل من 50,000 دولار لكل وحدة.
مواصلة الابتكار
قال الدكتور جان كاساب أوغلو، محلل الدفاع في مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية، في تصريح له في مارس 2025: “هذه خطوة محورية للعمليات التكتيكية – صغيرة، ذكية، وقاتلة.”
تتيح قدرات الذكاء الاصطناعي للنظام أن تطول فوق منطقة الهدف لمدة تصل إلى ساعة، مما يوفر بيانات في الوقت الفعلي للمشغلين قبل القصف، وهي ميزة تميزه عن الذخائر التقليدية التي تُطلق من الطائرات بدون طيار.
التوسع في الصناعة الدفاعية
أولت تركيا، بدعم من شركات مثل بايكار، هذا المشروع الأولوية لتوسيع ميزتها التكنولوجية. بدأ برنامج كيمانيكش 1 في عام 2022، مستفيدًا من نجاح منصات الطائرات بدون طيار التابعة لبايكار، التي حققت شهرة دولية بفضل موثوقيتها وبأسعارها المعقولة.
أظهر اختبار 1 مارس، الذي أُجري في نطاق عسكري في غرب تركيا، قدرة الصاروخ على التنقل عبر التضاريس المعقدة وضرب هدف محدد على المدى الأقصى، وفقًا للبيانات الرسمية من بايكار.
أبعاد استراتيجية مهمة
قال سيلتشوك بايكار، المدير الفني لشركة بايكار، خلال مؤتمر صحفي بعد الحدث: “هذا الاختبار يثبت استثمارنا في الابتكار المحلي.”، مسلطًا الضوء على دوره في تقليل الاعتماد على الموردين الأجانب.
تمتد الأبعاد الاستراتيجية لهذا الإنجاز عبر عقيدة تركيا العسكرية ومكانتها في الأسواق الدفاعية العالمية. تسعى تركيا المجهزة بقوة عسكرية تتجاوز 350,000 فرد إلى دمج أنظمة متقدمة مثل كيمانيكش 1 في إطار عملياتها.
نظرة أقليمية
توقعات تقترح إمكانية استخدام الطائرة AKINCI، التي تتميز بقدرة حمولية تصل إلى 5,500 كيلوغرام، في تكتيكات السرب، حيث قد تهاجم عدة صواريخ الدفاعات الجوية المعادية.
قال الجنرال إيلكر غوفين، ضابط سابق في القوات الجوية التركية، في مقابلة له في مارس 2025 مع وكالة الأناضول: “تركيا تصوغ نموذجًا حيث تعيد الطائرات بدون طيار والذخائر الذكية تشكيل نتائج المعارك.”
الإضافات الاقتصادية
على الصعيد الاقتصادي، تعزز كيمانيكش 1 محفظة تركيا من صادرات الدفاع، التي حققت إيرادات قدرها 4.4 مليار دولار في عام 2024، وفقًا لجمعية المصدرين الأتراك. وقد أمنت طائرات بايكار عقوداً مع أكثر من 20 دولة، مما يعني أن إدراج صاروخ مجنح مصنع محليًا قد يجذب مشترين جدد يبحثون عن أنظمة متكاملة.
قال إسماعيل دمير، رئيس وكالة الصناعة الدفاعية التركية السابق، في تصريح لقناة TRT World في 2 مارس 2025: “ليس هذا فقط من أجل تركيا – بل هو منتج للعالم.”، متوقعًا عقود تصدير خلال العامين القادمين. ومن المحتمل أن تكون الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث بنت تركيا علاقات دفاعية، أهدافًا لهذه التكنولوجيا.
التحليلات والمراقبة الدولية
يأتي توقيت الاختبار متماشيًا مع المناورات الجيوسياسية الأوسع لتركيا. بصفتها عضوًا في الناتو ولها دور محوري في منطقتي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، تواجه تركيا ضغوطًا من حلفائها وخصومها. يعزز كيمانيكش 1 من وضعيته كرادع أمام المنافسين الإقليميين، بما يتضمن إيران والكيانات غير الحكومية على حدودها مع سوريا والعراق.
يمكن لنطاقه ودقته أن تعقد التخطيط العسكري للأعداء المحتملين، مما يوفر لتركيا قدرة على العمل عن بعد كانت تعتمد سابقًا على أنظمة مستوردة مثل AG 114 Hellfire.
الإنتاج والمستقبل
لاحظ العقيد أحمد يلماز، ضابط بالجيش التركي، في تعليقاته لمجلة ملييت في 2 مارس 2025: “يوفر هذا الصاروخ لنا مرونة – ضرب بعيد، ضرب قوي، والبقاء بعيدًا عن الأذى.”
لقد لاحظ المراقبون الدوليون هذا التقدم. فقد قامت الولايات المتحدة، الشريك الرئيسي في الناتو، بمراقبة تقدم تركيا الدفاعي بمزيج من التعاون والحذر، نظرًا لاستقلالية أنقرة في تطوير الأسلحة.
أقر أحد المسؤولين في البنتاغون، متحدثًا بشكل مجهول في 2 مارس 2025، بأن صاروخ كيمانيكش 1 هو “خطوة إلى الأمام لقدرات تركيا”، على الرغم من عدم إصدار تقييم رسمي. وقد تعتبر إسرائيل، كقوة إقليمية تمتلك تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، الصاروخ تحديًا تنافسيًا، خاصة في ظل تأثير تركيا المتزايد في أسواق الفضاء.
الخطة الطموحة للإنتاج
قال الدكتور آرون ستاين، زميل أول في معهد الأبحاث السياسية الخارجية، في تحليل له في مارس 2025: “تركيا على المسار السريع لمنافسة اللاعبين الراسخين.”
تجري حاليًا عمليات إنتاج كيمانيكش 1 في منشآت بايكار في إسطنبول، مع خطط لزيادة الإنتاج إلى 100 وحدة سنويًا بحلول عام 2026، وفقًا لمصادر الصناعة. يعتمد الصاروخ على مكونات محلية حيث تم تصنيع أكثر من 90% من أجزائه في تركيا، ويقلل من نقاط الضعف الناجمة عن العقوبات، ويُعتبر درسًا مستفادًا من النزاعات السابقة مع الموردين الغربيين.
ستستمر الاختبارات خلال عام 2025، مع إجراء تجارب إضافية لتقييم أدائه في ظروف الطقس السيئة وأجواء الحرب الإلكترونية. أكد بايكار: “نحن نبني نظامًا قويًا وقابلًا للتكيف.”
كما في 2 مارس 2025، يُعد الاختبار الناجح لصاروخ بايكار كيمانيكش 1 دليلًا على كفاءة التصميم والإبداع الاستراتيجي لتركيا. وبينما لا يمكن اعتباره بديلًا لنظم الصواريخ الأكبر، يوفر دمجه مع الطائرات بدون طيار أداة متعددة الاستخدامات للمنازلات الحديثة، مزيجًا بين التكلفة المعقولة والتكنولوجيا المتطورة.