أعرب خبير أمراض النساء والتوليد عن قلقه حيال تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي ربط فيها بين استخدام السيدات الحوامل للباراسيتامول وزيادة خطر الإصابة بالتوحد، مشيراً إلى عدم استنادها إلى أدلة علمية موثوقة.
تصريحات مثيرة للجدل
أحدث الرئيس الأمريكي ضجة في الأوساط الطبية والعلمية العالمية، بإعلانه في مكتب البيت الأبيض عن ارتباط استخدام الباراسيتامول، المعروف بتايلينول في الولايات المتحدة، أثناء الحمل بزيادة خطر التوحد لدى الأطفال. ووجه ترامب تحذيراً للسيدات الحوامل بعدم استخدامه إلا في حالات الحمى الشديدة.
وفي تصريحاته، قال ترامب، بمشاركة وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور: “وجدنا إجابة على التوحد، وهي خطيرة جدًا، الباراسيتامول ليس جيدًا أثناء الحمل، ويجب أن تستخدمه الحوامل فقط في حالات الحمى الشديدة” وهذا أدى إلى جدل واسع بين الخبراء، الذين يرون هذه التصريحات مبالغًا فيها وغير مدعومة بأدلة قاطعة.
ردود فعل من المختصين
في هذا الإطار، علق الدكتور عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة، قائلاً إن مثل هذه التصريحات لا تستند إلى توصيات علمية أو مراجع طبية معتمدة. ووصفها بأنها تثير قلق وهلعاً بين العديد من السيدات حول العالم، بما في ذلك الأمهات المصريات، معتبراً إياها “رأيًا سياسيًا مثيرًا للجدل أكثر من كونه دليلاً طبيًا”.
وأشار حسن إلى أن تصريحات ترامب تتعارض مع الأبحاث العلمية والجهات الطبية المعتبرة، مؤكداً أن الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد أكدت أن الدراسات عالية الجودة لم تُظهِر أي علاقة سببية بين استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل والتوحد أو أي اضطرابات سلوكية.
التوصيات الطبية
كما نوّه الدكتور عمرو حسن بموقف الكلية الملكية البريطانية لأطباء النساء والتوليد، والتي تؤكد أن الباراسيتامول هو المسكن وخافض الحرارة الأكثر أمانًا للحوامل، موضحًا أن الدراسات لم تثبت وجود مخاطر جادة عند استخدامه بالجرعات الموصى بها.
وأوضح أن هيئة الأدوية الأمريكية قد أضافت مؤخرًا جملة احترازية على النشرة الداخلية للدواء، لتوضيح أن الدراسات ما زالت قيد المراجعة وليس إشارة لوجود خطر مؤكد، واصفاً هذه الخطوة بأنها “روتينية”.
الحاجة للأدلة العلمية
وشدد أستاذ أمراض النساء والتوليد في مصر على أن الباراسيتامول لا يزال الخيار الأول عالمياً لعلاج الألم والحمى أثناء الحمل، وأن استخدامه بالجرعة الصحيحة وتحت إشراف الطبيب لا يشكل أي خطر مؤكّد على الجنين. وأكد على ضرورة عدم تزعزع ثقة السيدات في دواء ظل لعقود كـ”الملاذ الآمن” للحامل بسبب الشائعات أو التصريحات غير المبنية على الأدلة.
وفي الختام، أشار حسن إلى أن الطب يعتمد على الأبحاث العلمية والأدلة الصحيحة، مؤكداً أن كل الأدلة الحالية تشير إلى أن الباراسيتامول آمن أثناء الحمل، بشرط استخدامه وفقًا للجرعة الموصى بها وحسب الحاجة.