الأربعاء 3 سبتمبر 2025
spot_img

تحول الجيش الصيني: من قوة إقليمية إلى فتاكة عالمياً

spot_img

أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في الولايات المتحدة تقريراً جديداً قبل ساعات من العرض العسكري الضخم الذي نظمته الصين بحضور قادة دول مثل روسيا وكوريا الشمالية. يستعرض التقرير التطورات والتحديات التي تواجه الجيش الصيني منذ تولي الرئيس شي جين بينج الحكم.

وأوضح التقرير أن الجيش الصيني شهد تحولات جوهرية، حيث استفادت بكين من تطوير قطاعها الصناعي والتقني، مما جعل قواتها الجوية والبرية والبحرية والصاروخية من بين الأكثر تقدماً عالمياً.

بحسب التقرير الذي أعده ماثيو فونايول وبراين هارت، فإن القوات الصينية تطورت من قوة إقليمية تقليدية إلى قوة فتاكة تتمتع بالقدرة على تنفيذ عمليات بعيداً عن حدود البلاد. ورغم العقبات، تظل عملية تحديث القوات المسلحة أولوية قصوى للرئيس شي جين بينج.

إنفاق دفاعي متزايد

يشير التقرير إلى استفادة بكين من نموها الاقتصادي لتوفير زيادات ملحوظة في الإنفاق العسكري. ورغم أن الميزانية العسكرية لعام 2025 تقدر بنحو 247 مليار دولار، تشير تقديرات أخرى إلى أن إنفاق الصين الدفاعي بلغ حوالي 318 مليار دولار في عام 2024، مما يعكس نموًا كبيرًا في هذا القطاع.

تختلف الأرقام وفق التقارير، إذ تشير دراسة دورية تكساس للأمن القومي إلى أن الإنفاق العسكري الصيني وصل إلى 471 مليار دولار خلال العام الماضي. وعلى الرغم من اختلاف الأرقام، فإن النمو في القطاع الدفاعي أتاح للصين الاستثمار بشكل واسع في المعدات والأصول العسكرية.

وتعكس الأرقام الفارق بين الإنفاق الدفاعي الصيني والأميركي، حيث كان يشكل apenas سدس نظيره الأميركي في 2012، لكنه ارتفع الآن إلى ثلث الميزانية الأميركية في 2024. أما بالمقارنة مع اليابان وكوريا الجنوبية، فإن بكين تنفق خمسة وسبعة أضعاف ما تنفقه الدولتان على الدفاع.

التطور البحري تهديد لواشنطن

كما أوضح التقرير أن التطورات العسكرية الصينية شهدت تحسينًا جذريًا خاصة في القوات البحرية. ومن خلال هذه التحولات، نجحت الصين في بناء أسطول بحري قادر على العمل في المياه العميقة، مما يمنحها القدرة على الانتشار العالمي.

التقرير يؤكد أن أساطيل الصين البحرية تجاوزت بالفعل عدد السفن القتالية التابعة للولايات المتحدة منذ عام 2014. ورغم الفجوات الحالية في إمكانيات الحمولات وأنظمة الصواريخ، إلا أن الصين تقترب من موازنة القوة البحرية مع الولايات المتحدة.

القوات الجوية.. القوة الضاربة

قامت القوات الجوية الصينية بتحولات عديدة جعلتها قوة تأثير في الساحة العالمية، فقد حققت زيادة ملحوظة في عدد الطائرات المقاتلة وحققت تقدماً في أنواع الطائرات المتقدمة.

تسعى الصين للاستغناء عن طائرات الجيلين الثاني والثالث من خلال الاستبدال بطائرات أكثر حداثة، بما في ذلك المقاتلات المتطورة مثل J-20، التي تتمتع بقدرات تخفي عالية.

كما نجحت الصين في تحقيق اختراق في التصنيع العسكري للأصول الجوية، فأصبح لديها القدرة على تصدير الطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة، مما يعزز قوتها الجوية.

ترسانة نووية تتعزز

يستثمر الجيش الصيني بشكل ملحوظ في تحديث ترسانته النووية، حيث يُتوقع أن تمتلك الصين نحو 600 رأس نووي بحلول 2025، مما يزيد عددها بشكل كبير مقارنة بعام 2019.

وفقًا لوزارة الدفاع الأميركية، يمكن أن تصل الترسانة النووية الصينية إلى 1500 رأس بحلول 2035، مما يقربها من التوازن مع روسيا والولايات المتحدة. ورغم عدم حفاظها على ترسانة ضخمة لعقود، فإن التطورات العسكرية والتقنية دفعت الصين لتكثيف قدراتها النووية.

تحديات كبيرة تلوح في الأفق

تبرز الدراسة التحديات الكبيرة التي تواجه جهود الرئيس شي جين بينج لتطوير القدرات العسكرية في البلاد. الفساد، الذي يعد قضية حساسة في الجيش، لا زال يشكل عائقًا، حيث أطلق الرئيس سلسلة من الحملات لمكافحته منذ توليه الحكم.

ورغم تقدم القطاع الدفاعي ونمو قدرات الجيش، يبقى تحدي عدم الخوض في حروب حقيقية لعقود، عاملاً مؤثراً في قياس جاهزية القوات. هذه التطورات تشير إلى مرحلة جديدة من التحديات والاحتمالات في الاستراتيجية العسكرية الصينية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك