أثيرت موجة من الانتقادات عقب نشر تحقيق صحافي تعرض لملف تسليح الجيش المصري، الذي تزامن مع قلق إسرائيلي متزايد من تنامي قدرات القاهرة العسكرية، كما أوردت وسائل إعلام عبرية مؤخراً.
تحقيق في تسليح الجيش
التحقيق الذي أعدته الإعلامية المصرية رشا قنديل تناول صفقات السلاح التي أبرمتها مصر خلال العقد الماضي. وذكرت قنديل أنها قضت ثلاثة أشهر في البحث والتقصي حول هذه الصفقات، حيث اعتبرتها “هائلة” في ظل الظروف الاقتصادية الحالية لمصر.
طرحت قنديل في تحقيقها تساؤلات حول دوافع القاهرة لاستحداث “ترسانة ضخمة”، مشيرةً إلى عدم وجود دلائل على خطر وشيك تتعرض له الدولة، سواء على الصعيدين الإقليمي أو الدولي.
انتقادات وتأزم الوضع
لقد أثار التحقيق تساؤلات وانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالت قنديل اتهامات تتعلق بجنسيتها البريطانية وزواجها من السياسي المعارض أحمد الطنطاوي، الذي يواجه عقوبة السجن بعد إدانته في قضية تزوير توكيلات.
الإعلامي أحمد موسى انتقد اهتمام قنديل بتسليح الجيش المصري بدلاً من تسليط الضوء على الجيش الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة امتلاك مصر قدرات عسكرية متطورة لحماية شعبها وثرواتها.
التصاعد في القدرات العسكرية
أشار التحقيق إلى أن معدلات تسليح الجيش المصري ارتفعت بنسبة 136% بين عامي 2016 و2020 مقارنة بالفترة بين 2011 و2016، استناداً إلى بيانات معهد استوكهولم للدراسات.
من جانبهم، سخر بعض المدونين من التساؤلات المطروحة حول تسليح الجيش، مؤكدين عدم وجود مبررات تدعو للاستعدادات العسكرية في ظل الاستقرار النسبي بالمنطقة.
وجهات نظر متباينة
الكاتبة والباحثة شيرين هلال طرحت تساؤلاً حول اعتبار تسليح الجيش المصري كمالية بدلاً من كونه ضرورة، في ظل الأزمات التي تعاني منها بعض دول المنطقة. واعتبرت أن التقرير أغفل حق مصر في الدفاع عن حدودها وتحقيق توازن إقليمي.
في تعليقه، أبدى اللواء سمير فرج، الخبير العسكري المصري، دهشته من التساؤلات التي أثارها التحقيق، مشدداً على أهمية وجود قوة عسكرية لحماية الأمن المصري في ظل الأزمات المحيطة بالبلاد.
أبعاد سياسية
الإعلامي مصطفى بكري عزا تساؤلات رشا قنديل حول تسليح الجيش المصري إلى أهداف إسرائيلية تهدف لإضعاف الدولة المصرية. وأكد أن القلق الإسرائيلي يزداد مع تزايد القدرات العسكرية للقاهرة.
وفي سياق متصل، ذكرت تقارير إعلامية عبرية أن تل أبيب وجهت تحذيرات للقاهرة بشأن الحشود العسكرية المصرية بالقرب من الحدود، معتبرة أن ذلك يعد انتهاكاً لاتفاق السلام المبرم عام 1979.
تصريحات السيسي
في السياق نفسه، أشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تساؤلات حول أهمية شراء الأسلحة، موضحاً أن الحفاظ على قوة الدولة في مختلف المجالات هو أمر بالغ الأهمية. واتسم حديثه بالتأكيد على جاهزية القوات المسلحة لضمان أمن البلاد.
كما أكد السيسي أن قوة القوات المسلحة تتسم بالتوازن وليس لديها أجندات خفية تجاه أي طرف.
