الثلاثاء 14 أكتوبر 2025
spot_img

تحركات مصرية استراتيجية لتعزيز النفوذ في القرن الإفريقي

spot_img

تسعى مصر إلى تعزيز نفوذها في منطقة القرن الإفريقي من خلال تحركات سياسية وعسكرية مكثفة، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في واحدة من أكثر المناطق استراتيجية في العالم.

تتضمن هذه التحركات زيارات دبلوماسية رفيعة المستوى ونشر قوات عسكرية في الصومال، حيث تستفيد مصر من موقعها الجغرافي على البحر الأحمر وعلاقاتها التاريخية مع الدول الإفريقية. تأتي هذه الإجراءات في سياق معقد، يتضمن توترات مثل أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، والحرب الأهلية في السودان، إضافة إلى التحديات الأمنية في الصومال.

تحركات دبلوماسية نشطة

شهدت الفترة الأخيرة اتصالات مكثفة لقادة دول القرن الإفريقي في القاهرة، بجانب تحركات نشطة لمصر في جيبوتي وأوغندا. واعتبر المتابعون هذه الخطوات رؤية تهدف إلى تكريس دور مصر كقوة إقليمية محورية قادرة على مواجهة التحديات واستغلال الفرص في منطقة يتصاعد فيها التنافس الدولي.

وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن منطقة القرن الإفريقي تمثل “أهمية استراتيجية بالغة” لمصر. وأشار إلى الزيارة “التاريخية” للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي، التي كانت الأولى منذ عقود.

زيارة السيسي إلى جيبوتي

ركزت زيارة السيسي إلى جيبوتي على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والنقل واللوجستيات والموانئ. تعتبر جيبوتي، بموقعها الاستراتيجي، دولة محورية في منطقة القرن الإفريقي.

وتعززت العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين مصر وجيبوتي من خلال تأسيس مجلس أعمال مشترك وافتتاح فرع لبنك مصر. هذه الخطوات تعكس استراتيجية مصر للسيطرة على ميناء دوراليه، الذي يعتبر نقطة حيوية ل95% من التجارة الإثيوبية، مما يمنح القاهرة نفوذًا استراتيجيًا في مواجهة أديس أبابا.

نشر القوات العسكرية

في سياق التحركات الأمنية، أكد مدبولي أنه تم تفويضه من قبل الرئيس السيسي لزيارة أوغندا لمناقشة الوضع في الصومال، مطالبًا ببعثة أممية جديدة تتضمن نشر قوات مصرية ضمن التحالف العسكري “أوسوم” لدعم الاستقرار في الصومال.

تناول مدبولي أيضًا الزيارة الهامة لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة، حيث تم التأكيد على التنسيق المستمر بين مصر والسودان لدعم استقرار الأخير. كما زار رئيس الاتحاد الأفريقي، جواو لورينسو، مصر لتعزيز العلاقات الثنائية مع دول القارة.

التوترات مع إثيوبيا

تأتي التحركات المصرية في ظل التوترات مع إثيوبيا حول سد النهضة، الذي يشكل تهديدًا لأمن مصر المائي. تسعى القاهرة إلى تعزيز تحالفاتها مع جيبوتي والصومال لمواجهة النفوذ الإثيوبي، خصوصاً بعد توقيع أديس أبابا اتفاقية مع إقليم صوماليلاند للوصول إلى ميناء بربرة، مما أثار ردود فعل غاضبة في الصومال.

في هذا الإطار، وقعت مصر اتفاقية عسكرية مع الصومال في عام 2024، تشمل تدريب القوات الصومالية ونشر وحدات مصرية في إطار بعثة الاتحاد الأفريقي لمحاربة حركة الشباب الإرهابية.

أمن البحر الأحمر

تعتبر معالجة الأمن في منطقة البحر الأحمر من أولويات مصر، حيث تتأثر إيرادات قناة السويس بالإصابات الحوثية من اليمن، التي أدت إلى تقليص حركة الشحن بنسبة تتجاوز الثلثين. دعت مصر، بالتعاون مع جيبوتي والصومال، إلى جهود دولية لتأمين الملاحة في المنطقة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك