أفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بأن التعاون العسكري بين مصر وتركيا يدخل منعطفًا حاسمًا، عقب قرار القاهرة بالانضمام كشريك كامل في مشروع تطوير المقاتلة الشبح التركية (KAAN).
خطوة غير مسبوقة
أكدت الصحيفة أن هذه الخطوة، الموصوفة بـ”غير المسبوقة”، تثير مخاوف متزايدة في الأوساط الأمنية الإسرائيلية، نظراً لتأثيرها المحتمل على التفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة.
وتشير “معاريف” إلى أن مصر لم تعد تكتفي باستيراد أنظمة أسلحة جاهزة، بل تعمل على دخول عالم صناعة الطيران العسكري المتقدم، بعد انضمامها رسميًا إلى المشروع الضخم الذي تديره تركيا لتطوير مقاتلة شبح محلية الصنع.
تحولات في العلاقات
اعتبرت الصحيفة أن هذا التطور يمثل علامة فارقة في العلاقات بين أنقرة والقاهرة، ويفتح الأبواب أمام شراكة دفاعية استراتيجية قد تعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط. يشمل ذلك تبادل الزيارات الدبلوماسية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في السنوات الأخيرة.
وقد أوضحت الصحيفة أن انضمام مصر لا يحمل دلالات رمزية فقط، بل له تداعيات أمنية مباشرة. فقد يمنح الدولتين قدرات جوية متطورة قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية، مما يهدد الوضع الحالي الذي يمنح سلاح الجو الإسرائيلي تفوقًا نوعيًا.
مشاركة عسكرية متقدمة
وصفت “معاريف” الخطوة بأنها “عبور تاريخي” لمصر؛ إذ تعد هذه أول مرة تساهم فيها في تصميم وتصنيع طائرات حربية، مما يضعها ضمن نطاق محدود من الدول القادرة على ذلك.
وأشارت إلى أن مصر كانت تعتمد في السابق على طائرات أمريكية من طراز F-16 وطائرات فرنسية رافال، بالإضافة إلى صفقات روسية، ولكنها كانت دائمًا محصورة بقيود صارمة فيما يتعلق بقطع الغيار والذخائر. بينما يشكل انضمامها إلى مشروع “KAAN” خطوة نحو تعزيز قدراتها التكنولوجية.
استراتيجية الدفاع المصرية
بيّنت الصحيفة أن هذا التعاون ينسجم مع استراتيجية مصر لبناء صناعة دفاع محلية، والتي تشمل اتفاقيات تصنيع مع دول مثل كوريا الجنوبية وإيطاليا.
من جهتها، تستفيد تركيا من الشراكة من خلال تقاسم التكاليف المتزايدة لتطوير المشروع الذي تقدر تكلفته بأكثر من 10 مليارات دولار على مدار العقد المقبل، إضافة إلى توسيع سوقها الدفاعية بفضل موقع مصر الاستراتيجي.
مواصفات المقاتلة
تطرقت “معاريف” إلى مواصفات المقاتلة “KAAN” مثل:
- رادار AESA المتقدم القادر على تتبع أكثر من 20 هدفًا في آن واحد،
- أنظمة حرب إلكترونية متطورة،
- تقنيات تخفي عالية،
- قدرات على تنفيذ ضربات فائقة السرعة والتفاعل الشبكي مع الطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي.
قلق إسرائيلي متزايد
وفي ختام تقريرها، أشارت الصحيفة إلى القلق الإسرائيلي المتزايد من هذه التطورات. فاحتكارها الإقليمي لطائرات الجيل الخامس قد يتعرض للخطر إذا نجحت مصر في تفعيل أسطول “KAAN”، مما قد يؤدي إلى واقع جوي أكثر تعقيدًا في المستقبل.
واستتوحي الصحيفة أن هذا التحالف الناشئ، إلى جانب دخول مصر عصر التخفي الجوي، قد يعيد تشكيل موازين القوى في شرق المتوسط وشمال إفريقيا، مما يُنذر بتحديات جديدة لعمليات سلاح الجو الإسرائيلي.


