الأربعاء 8 يناير 2025
spot_img

نصف قرن.. تحديث B-52J يضمن استمرار القاذفة النووية الأمريكية

تستعد القوات الجوية الأميركية لاستقبال القاذفة النووية الجديدة B-52J، التي تم تحديثها لتستمر في الخدمة لمدة تصل إلى نصف قرن آخر. ويعتبر هذا الطراز بمثابة تطور هام في التاريخ العسكري الأميركي.

تمت أول رحلة للقاذفة الشهيرة B-52 Stratofortress خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق هاري ترومان، وكان ذلك في سياق مواجهة التهديد النووي السوفيتي. ومنذ ذلك الحين، تطور دور هذه الطائرة ليصبح منصة متعددة الأدوار، قادرة على تنفيذ مهام تقليدية ونووية.

تاريخ حافل

ساهمت طائرات B-52 في كل المواجهات العسكرية التي خاضتها الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث تواصلت في الخدمة منذ عام 1961. وقد شهدت هذه الطائرات غزارة الاستخدام في حروب مختلفة، منها حرب فيتنام وعاصفة الصحراء، بالإضافة إلى الصراعات في أفغانستان والعراق.

وفقاً لمجلة The National Interest، ستحصل B-52J على فرصة جديدة لتوسيع مداها، مما يضمن لها خدمة تمتد إلى 100 عام.

تحسينات محورية

تشمل تحديثات B-52 Stratofortress معالجة الأساسيات الثلاثة الرئيسية: المحركات، الإلكترونيات، وأجهزة الاستشعار، بجانب تحسين هيكل الطائرة العام لمواكبة متطلبات ساحة المعركة الحديثة.

أحد أبرز التحديثات في النسخة الجديدة هو إضافة محركات Rolls-Royce F130 المتطورة التي تحل محل محركات Pratt & Whitney TF33 القديمة. هذه المحركات الجديدة تُعزز كفاءة استهلاك الوقود، وتقلل من متطلبات الصيانة، وتحسن الأداء بشكل عام.

قدرات حديثة

تتيح هذه المحركات الجديدة للقاذفة B-52 قدرات إقلاع وصعود محسّنة، وهو أمر ضروري في الأنماط القتالية المستقبلية. كما ستزود الطائرة برادار Raytheon AN/APG-79B4 الجديد، مما يعزز قدرتها على الرصد والاستهداف.

تشمل التحديثات الأخرى أنظمة اتصالات جديدة وشاشات مطورة في قمرة القيادة، بالإضافة إلى تحسين عملية العمليات على متن الطائرة. هذه التحسينات تعزز التكامل الشبكي مع منصات القتال الأخرى في أي نزاع.

تحديات التأخير

ذكرت مجلة The National Interest وجود تحديات في تنفيذ البرنامج، حيث يتوقع أن تواجه B-52J تأخيرات في الجدول الزمني والتكاليف. بعد أن كان من المقرر إجراء الاختبارات الأولية لمحرك Rolls-Royce F130 بحلول نهاية عام 2023، تأجلت هذه الاختبارات لأسباب غير معلومة.

في تصريحات سابقة، أكد جون تيرباك من مجلة القوات الجوية والفضائية أن المحرك اجتاز مراجعة التصميم في ديسمبر الماضي، مما يسمح بالدخول إلى المرحلة النهائية من التطوير. ومع ذلك، يُتوقع أن تتأخر الاختبارات الفعلية للقاذفة إلى عام 2033 بدلاً من 2028.

نظرة مستقبلية

تُعقد الآمال على أن تتمكن القوات الجوية الأميركية من استيفاء الجدول الزمني المطلوب لطرح هذا النظام الدفاعي الحيوي. ومع اتساع دائرة المنافسة بين القوى العظمى، قد تصبح هذه المستجدات أكثر تعقيداً في ظل التحديات الحالية.

يبقى مستقبل B-52J غير مؤكد، لكن المؤشرات توضح أهمية هذا البرنامج ضمن الاستراتيجيات العسكرية للولايات المتحدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك