واشنطن/تل أبيب – أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن البرنامج النووي الإيراني تراجع “عقوداً” إلى الوراء، وأن الضربات الأمريكية ألحقت “دماراً شاملاً” بالمواقع المستهدفة، بينما اعتبرت إسرائيل أنه من المبكر تقييم الأضرار.
وقال ترامب إن إسرائيل وإيران “منهكتان ومتعبتان” من الحرب، لكن الصراع بينهما قد يتجدد في أي لحظة، مشيراً إلى إمكانية إجراء محادثات مع إيران الأسبوع المقبل.
تضارب التصريحات حول الأضرار
تضاربت التصريحات حول حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، ففي حين أعلنت طهران عن “أضرار بالغة”، أكد الجيش الإسرائيلي توجيه “ضربة موجعة” للبرنامج النووي الإيراني، مع الإشارة إلى صعوبة تقييم النتائج بشكل كامل في الوقت الراهن.
يأتي هذا التضارب في المواقف بعد تسريب تقرير استخباراتي أمريكي سري أثار شكوكاً حول فعالية الضربات التي استهدفت مواقع نووية رئيسية في إيران، مثل فوردو ونطنز وأصفهان.
وقف إطلاق النار والبرنامج النووي
أكد ترامب أن الضربات الأمريكية أدت إلى تدمير القدرات النووية لإيران، وأنها لن تتمكن من صنع قنابل نووية لفترة طويلة، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار مستمر بشكل جيد.
في المقابل، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحقيق “انتصار تاريخي”، مؤكداً أن الضربات أحبطت مشروع إيران النووي، وأن طهران لن تحصل على سلاح نووي أبداً.
موقف إيران من المفاوضات
أعلنت إيران أنها “انتصرت” في الحرب، وأكدت استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن ملفها النووي، مع التمسك بـ”حقوقها المشروعة” في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
لكن التقرير الاستخباراتي الأمريكي السري أشار إلى أن الضربات لم تدمر بالكامل أجهزة الطرد أو مخزون اليورانيوم المخصب، وأنها أعادت البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط إلى الوراء.
نفي أمريكي وتحفظ عسكري
نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض صحة المعلومات الواردة في التقرير الاستخباراتي، مؤكدة أنه “خاطئ تماما وكان مصنّفاً سرياً للغاية وعلى الرغم من ذلك تمّ تسريبه”.
في المقابل، كان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي أكثر تحفظاً، وقال إن “التقييمات الأولية تشير إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين”.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى استحالة تقييم الأضرار في هذه المرحلة، وطلبت السماح لها بدخول المواقع الإيرانية، مؤكدة أنها لم تعثر على دليل على “برنامج مُمنهج” لصنع قنبلة ذرية في البلاد.
ويعتقد خبراء أن إيران قد تكون نقلت مواد نووية من المواقع المتضررة، وتؤكد طهران أنها لا تزال تمتلك مخزونا من اليورانيوم المخصب، وتتمسك بحقها في تطوير برنامج نووي مدني.
تعليق التعاون مع الوكالة
صوّت النواب الإيرانيون لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الأممية، حيث قال رئيس مجلس الشورى إن الوكالة “باعت مصداقيتها الدولية بأبخس الأثمان”.
وأضاف أن “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى حين ضمان أمن المنشآت النووية”.