الجمعة 14 مارس 2025
spot_img

تايوان تُزود مقاتلاتها الجوية بصواريخ AIM-120D المتطورة

أفادت تقارير بأن سلاح الجو التايواني زود مقاتلاته المتطورة من طراز F-16V بصواريخ AIM-120D [AIM-120C-8] جو-جو، وهو تطوير أكدته مصادر محلية في تايوان وصورة تداولتها وسائل الإعلام التايوانية في أوائل مارس 2025.

تحسينات استراتيجية

يمثل هذا الارتقاء تعزيزًا كبيرًا لقدرات تايوان الجوية، مما يضمن لسلاح الجو التايواني اعتماد أسلحة متطورة تهدف إلى تأمين التفوق الجوي في منطقة تتسم بالتوترات المستمرة.

وتم تداول الصورة على نطاق واسع عبر المنافذ التايوانية، وعُرضت فيها الصواريخ المثبتة على طائرة F-16V، مما يدل على دمج هذا النظام المتقدم ضمن ترسانة الدفاع التايوانية.

مواجهة التهديدات

تأتي هذه الخطوة في ظل مخاوف متزايدة من التهديدات المحتملة عبر مضيق تايوان، حيث تظل الجاهزية العسكرية أولوية للجزيرة ذات الحكم الذاتي. ويُبرز نشر هذه الصواريخ جهود تايوان لتحديث قواتها والحفاظ على موقف رادع قوي.

وكانت الولايات المتحدة، المورد الأساسي للأسلحة لتايوان، قد أرسلت دفعة من صواريخ AIM-120 كجزء من حزمة الدعم العسكري الأكبر التي تمت الموافقة عليها في أواخر 2024. ووفقًا لوكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية، تم إنهاء صفقة تبلغ قيمتها حوالي 385 مليون دولار في نوفمبر 2024، شملت قطع غيار ودعم لطائرات F-16 التابعة لتايوان، على الرغم من عدم وجود تفاصيل دقيقة حول أنواع الصواريخ في الإعلان العام.

تعزيز القدرات الدفاعية

أكد مسؤولو الدفاع التايوانيون في ذلك الوقت أن المعدات ستعزز جاهزية مقاتلاتهم، مع توافق جداول التسليم مع احتياجات التشغيل. وذكرت مصادر في وزارة الدفاع الوطني التايوانية، التي استشهدت بها صحيفة “تايبيه تايمز” في يناير 2025، أن واحدة من ثلاثة عقود أسلحة جديدة تم توقيعها مع الولايات المتحدة في 2024 ستُسلم بحلول نهاية 2025، مما يشير إلى تدفق مستمر من الأنظمة المتقدمة، بما في ذلك ربما AIM-120D، إلى مخزون تايوان خلال الأشهر الماضية.

ظهرت أدلة على نشر AIM-120D مع السرب النخبوي 22 للطائرات المقاتلة، وهو جزء من الجناح الرابع للطائرات المقاتلة التكتيكية، والذي تم تصويره وهو يحمل الصاروخ تحت أجنحة F-16Vs.

يقع هذا السرب في قاعدة جوية استراتيجية، ويلعب دوراً حاسماً في حماية مضيق تايوان، حيث يقوم بعمليات دورية على مدار الساعة لمراقبة الأنشطة في الممرات المائية المتنازع عليها التي تفصل تايوان عن الصين البر الرئيسة.

دور هام في المهام الرسمية

إلى جانب واجباته الدفاعية، يتمتع السرب بتاريخ بارز، حيث رافق كبار الدبلوماسيين التايوانيين والرئيس لاي تشينغ-تيه خلال السفرات الرسمية. العام الماضي، قدم السرب تغطية جوية لوفد تايوان إلى دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، وهي مهمة أبرزت مرونته التشغيلية وأهميته الوطنية.

أهمية الصواريخ المتطورة

التقارير الإعلامية التايوانية تؤكد أن دمج AIM-120D في هذا السرب رفيع المستوى يعكس أولوية إستراتيجية للتفوق الجوي استجابةً للديناميات الإقليمية.

يمثل AIM-120D، والذي يُعرف أيضًا بلقب AIM-120C-8 في تكوينه للتصدير، أحدث تطور في عائلة الصواريخ المتوسطة المدى جو-جو (AMRAAM) التي طورتها شركة رايثون (التي أصبحت الآن جزءًا من مؤسسة RTX) لصالح الجيش الأمريكي وحلفائه.

تم تقديم هذا الطراز كترقية لنسخ AMRAAM السابقة، حيث يشتمل AIM-120D على تحسينات متطورة في الأجهزة والبرمجيات تهدف إلى زيادة مداه، وتحسين دقته، والتصدي للتهديدات المتطورة.

ميزات جديدة

وفقًا للتفاصيل الفنية التي أصدرتها وزارة الدفاع الأمريكية، يحتوي الصاروخ على قسم توجيه مطور مع 15 بطاقة دائرية محسنة، تم تطويرها في إطار برنامج التحديث المعروف بـ F3R، الذي يعالج مشاكل التقادم في النماذج السابقة.

يمتاز AIM-120D بمدى ممتد، حيث يقدر المحللون الدفاعيون أنه يتجاوز 100 ميل [160 كيلومتر]، بفضل نظام دفع معزز وقدرات تحسين الملاحة، بما في ذلك وحدة تحديد المواقع الدقيقة Selective Availability Anti-Spoofing Module [SAASM] أو M-Code. لم يعلن مسؤولو الجيش التايواني علنًا عن المواصفات الدقيقة لنسخة AIM-120D لديهم، ولكن اعتمادها يتماشى مع معايير التصدير الأمريكية للدول الحليفة.

تاريخيًا، أثبتت سلسلة AIM-120 فعاليتها القتالية عبر مسارح متعددة، مما يوفر سياقًا لقرار تايوان دمج الطراز D في أسطول F-16V الخاص بها. أول استخدام له في سلاح الجو الأمريكي كان في أوائل التسعينيات، وتم استخدامه في صراعات متنوعة تمتد من حرب الخليج إلى العمليات في البلقان والشرق الأوسط.

قدرات متقدمة ضد التهديدات

يتميز نظام التوجيه بالردار النشط للصاروخ بقدرته على التصدي للأهداف التي تتجاوز مدى الرؤية، في قدرة يعرفها الخبراء باسم “طلق وانس”، مما يتيح للطيارين المناورة أو التعامل مع تهديدات أخرى بعد الإطلاق. تُشير البيانات من سلاح الجو الأمريكي إلى أن النسخ السابقة من AMRAAM حققت معدلات نجاح عالية ضد الطائرات المعادية والطائرات بدون طيار، وهو سجل عزز الثقة في موثوقيته.

بالنسبة لتايوان، تعني هذه التاريخ العملياتي تعزيز قدرتها على التصدي للهجمات الجوية المحتملة، خاصة من سلاح الجو لجيش التحرير الشعبي الصيني، والذي يعمل على تشغيل مقاتلات متقدمة مثل J-20 ويحافظ على تفوق عددي في المنطقة.

تحليل دفاعي

يلاحظ المحللون العسكريون أن مدى AIM-120D الممتد وتحسين مقاومته للتدابير الإلكترونية المعاكسة يزيدان من قدرة تايوان على مواجهة التهديدات من مسافات أكبر، وهو عامل حاسم في الدفاع عن أجواء الجزيرة.

تتجلى عملية الانتقال إلى AIM-120D من الطرز السابقة مثل AIM-120C-5 وAIM-120C-7، التي تعمل بها تايوان منذ أوائل القرن الواحد والعشرين، كترقية مدروسة في القدرات تستند إلى الاحتياجات الاستراتيجية المتطورة.

تم تقديم AIM-120C-5 في حوالي عام 2000، حيث قدم مدى يقدر بحوالي 65 ميل [105 كيلومتر] وتحسينات في التوجيه مقارنةً بسابقيه، بينما تم تسليم AIM-120C-7 لتايوان في السنوات اللاحقة، حيث وسع هذا المدى أكثر وأضاف تحسينات لمواجهة محاولات التشويش.

ميزة جديدة للتفوق الجوي

لقد كانت النسختان جزءًا لا يتجزأ من عمليات F-16 في تايوان، حيث قدمتا أساسًا قويًا للدفاع الجوي. ومع ذلك، يتفوق AIM-120D على هذه النماذج السابقة في عدة مجالات رئيسية. فمداه الأطول يسمح لطياري تايوان بمهاجمة أهداف تتجاوز بكثير مدى C-5 وC-7، مما يمنح أفضلية تكتيكية في السيناريوهات الهجومية.

علاوة على ذلك، تعمل الإلكترونيات والبرمجيات المحسنة للطراز D على تحسين الأداء ضد التدابير الحديثة لمواجهة التشويش، وهو أمر مهم نظرًا لتطورات الصين في تكنولوجيا الحرب الإلكترونية. وبينما تظل المقارنات الدقيقة سرية، تقدر السلطات الدفاعية أن مدى AIM-120D قد يكون أكبر بنسبة 50% من C-7، وهو قفزة من شأنها أن تغير الديناميات في الاشتباكات الجوية فوق مضيق تايوان.

التبني التايواني للطراز AIM-120D جاء في سياق تصاعد النشاط العسكري في المنطقة. فقد كثفت الصين عملياتها الجوية بالقرب من تايوان في السنوات الأخيرة، حيث أرسلت الطائرات الحربية بشكل متكرر إلى منطقة تعريف الدفاع الجوي للجزيرة [ADIZ].

جهود المراقبة الجوية

ووفقًا لوزارة الدفاع الوطني التايوانية، عبرت الطائرات الصينية الخط المتوسطة لمضيق تايوان أكثر من 300 مرة في عام 2024 وحده، مما دفع مروحيات تايوية إلى الاستعداد على الفور.

تُمثل F-16V، مع رادارها المتقدم والأجهزة الالكترونية، مزودًا قويًا لهذه الاستفزازات، مما يمكّن تايوان من بسط قوتها في المناطق المتنازع عليها. وقد وصف أحد المصادر العسكرية، وفقًا لصحيفة تايبيه تايمز في ديسمبر 2024، F-16V بأنها “مغير اللعبة” بالنسبة لسلاح الجو التايواني، وهو شعور يتجلى من خلال الإبلاغ عن نشر AIM-120D في أوائل 2025.

تشير عملية دمج الصاروخ في سرب المقاتلات 22، على وجه الخصوص، إلى تركيز على الحفاظ على السيطرة على المناطق الحيوية مثل المضيق، حيث قد يشهد أي صراع قتالاً جويًا عنيفًا.

الشراكة الدفاعية مع أمريكا

تمتد التأثيرات الأوسع لهذا الترقية إلى استراتيجية الدفاع التايوانية واعتمادها على الدعم العسكري الأمريكي. كانت F-16V، نسخة مُحسنة من طائرة F-16 Fighting Falcon، قد سُلّمت لتايوان لأول مرة في عام 2018 كجزء من صفقة بقيمة 1.8 مليار دولار لتحديث أسطولها القديم.

لقد ضمنت مبيعات الأسلحة اللاحقة، بما في ذلك حزمة 2024، توفيرًا مستمرًا للذخائر المتوافقة مثل AIM-120D. تعكس هذه الشراكة مصلحة متبادلة في التصدي للعدوان العسكري المتزايد من الصين، على الرغم من أن تايبيه وواشنطن لم تصف نشر الصواريخ على أنه رد مباشر على بكين.

الاستعداد للمستقبل

عبّر المسؤولون التايوانيون عن الحاجة إلى قدرات الدفاع عن النفس، حيث صرح وزير الدفاع ويلينغتون كوو في نوفمبر 2024 أن عملية الاستحواذ على المعدات العسكرية الجديدة تهدف إلى “بناء قوة دفاع موثوقة”. وفي الوقت نفسه، تواصل الولايات المتحدة توجيه سياستها نحو الغموض الاستراتيجي، حيث تدعم من الناحية العسكرية تايوان دون الالتزام بالتدخل المباشر في أي صراع محتمل.

اعتبارًا من العاشر من مارس 2025، يُعتبر تجهيز F-16Vs التايوانية بصواريخ AIM-120D علامة على اكتمال هذه الجهود التحديثية، على الرغم من بقاء بعض التساؤلات حول حجم وأوقات نشرات أخرى.

تشير تقارير الإعلام التايوانية إلى أنه قد يتم تزويد سرب F-16V أخرى بالصواريخ في الأشهر المقبلة، وفقًا لجداول تسليم من الولايات المتحدة. الصورة التي أثارت هذا التغطية، والتي تُظهر الصاروخ على طائرة من سرب 22، لم يتم التحقق منها بشكل مستقل من قِبل وسائل الإعلام الدولية، لكن تداولها موثوق.

تضيف المصادر التايوانية مصداقية للادعاء. حتى الآن، يُعتبر وجود AIM-120D على الطائرات المقاتلة في الخطوط الأمامية في تايوان خطوة ملموسة لتعزيز دفاعاتها الجوية، متماشياً مع استعدادات الجزيرة المستمرة لمستقبل غير مؤكد في المنطقة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك