تايوان تعزز قدراتها الدفاعية عبر المسيرات البحرية
تعزز تايوان جهودها لتطوير أسطول متقدم من المسيرات البحرية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرتها الدفاعية في ظل التهديدات المتزايدة من الصين. وأكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن هذه الخطوة تعد عنصراً حاسماً في تشكيل مستقبل دفاع الجزيرة.
تأثير المسيرات على الحروب الحديثة
تشير التقارير إلى أن المسيرات البحرية تحدث تحولًا جذريًا في طبيعة الحروب، مما يؤثر على استراتيجيات الدفاع التقليدية. وقد استخدمت أوكرانيا وإسرائيل التقنيات الجديدة لتحقيق انتصارات ملحوظة في ساحة المعركة في الفترة الأخيرة.
ويعتبر التجربة الأوكرانية بمثابة نموذج يمكن لتايوان الاستفادة منه، خصوصًا في سياق تعزيز السيطرة على مضيق تايوان وصد أي هجوم برمائي محتمل من الصين.
خطط تايوان المستقبلية
أعلن وزير الدفاع التايواني، ويلينغتون كو، أن البلاد تعتزم البدء في دمج المسيرات البحرية مع قواتها البحرية هذا العام، ضمن استعداداتها لمواجهة أي تهديد غزو محتمل من الصين بحلول عام 2027.
وصرح الأدميرال المتقاعد دينيس بلير، القائد السابق للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، بأن الدروس المستفادة من تجربة أوكرانيا يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة لتايوان، مشيرًا إلى إمكانية تكييفها لمنع تنفيذ أي هجوم معادي.
أهمية غزو مكلف
إن تركيز تايوان المتزايد على المسيرات البحرية ينطلق من رغبتها في إيصال رسالة إلى بكين بأن أي محاولة غزو ستكون مكلفة للغاية. وما زالت الصين تحتفظ بخيار استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة.
خلال معرض خاص بالمسيرات البحرية، عرضت شركات أميركية وتايوانية أحدث تقنيات الطائرات المسيرة، مما يعكس طموح الجزيرة في تعزيز دفاعاتها. وشملت العروض تقنيات متقدمة تشمل سفينة سطحية ذاتية القيادة قادرة على التحول إلى غواصة.
تحديات الصناعة المحلية
تعمل تايوان على تطوير قدراتها في تصنيع المسيرات البحرية، لكنها تواجه تحديات كبيرة في بناء صناعة محلية مستقلة عن المكونات الصينية. ويرى الخبراء أن التكلفة تمثل عقبة رئيسية. ولهذا، يسعى المخططون إلى تحفيز الصناعة المحلية من خلال الدعم الحكومي والعقود العسكرية.
خلال الافتتاح، ذكر لي شيه-تشيانج، رئيس المعهد الوطني للتكنولوجيا، أن الميزانية العسكرية ستخصص لعمليات شراء كبيرة من المسيرات البحرية إذا انطبقت عليها المعايير المطلوبة.
تقنيات متقدمة لمستقبل واعد
وافقت شركة Auterion الأميركية على تزويد تايوان بمنصتها ونظامها القائم على الذكاء الاصطناعي، بينما تتعاون مع شركة Thunder Tiger التايوانية لتطوير نظام استهداف ذكي للطائرات المسيرة.
في معرض سواو، عبر الرئيس التنفيذي لشركة Auterion عن أهمية وجود تنسيق بين الأنظمة لتسهيل الاستخدام على نطاق واسع.
تحذيرات من المبالغة في التوقعات
بينما يتمتع مشروع المسيرات البحرية بحماس كبير، حذر بعض الخبراء من أن التفاؤل قد يكون مبالغًا فيه. حيث سلط لي تشونج-تشي، المدير التنفيذي السابق لشركة الطائرات المسيرة، الضوء على اختلاف الظروف التشغيلية بين أوكرانيا ومضيق تايوان.
وأكد تشين بو-هونج، خبير المسيرات، أن تايوان تحتاج إلى تقنيات متقدمة لتعزيز فعالية الزوارق المسيرة. ومن المحتمل أن يلعب التعاون مع الولايات المتحدة دورًا محوريًا في سد الفجوات التكنولوجية.
احتمالات المخاطر في التعاون
ومع ذلك، ينبغي على الشركات الأميركية والتي تسعى للتعاون مع الجيش التايواني أن توازن بين الفرص والمخاطر، حيث قد يتسبب ذلك في فقدان الوصول إلى السوق الصينية. وعلى الرغم من ذلك، أبدت الشركات الأميركية استعدادها لتحمل المخاطر لتعزيز التعاون مع تايوان.
وأعرب لي شيه-تشيانج عن امتنانه للشركات الأجنبية المشاركة، مؤكدًا على أهمية الوقوف مع قيم الحرية والديمقراطية.
