في خطوة مفاجئة، قررت السلطات الأردنية حل جماعة «الإخوان المسلمين» وحظر نشاطاتها، مما أثار تساؤلات حول تأثير هذه الإجراءات على الوضع الداخلي للجماعة في مصر. وفي هذا السياق، أكد مصدر مصري مسؤول أن “تنظيم الإخوان انتهى في البلاد، ولا مجال لعودتهم، وأن الحديث عن المصالحة معهم لا أساس له من الصحة”.
الإجراءات الأردنية
وأصدرت السلطات الأردنية، يوم الأربعاء، قرارات تتعلق بحل وحظر جماعة «الإخوان»، حيث أغلقت أجهزة الأمن مكاتبها في العاصمة ومدن أخرى، بعد نحو 80 عامًا من نشاطها.
وأوضح المصدر المصري أن هذه الخطوة تثبت صحة رؤية مصر في تصنيف الجماعة ككيان إرهابي وقرارها بحظر نشاطها، مؤكداً أن “القرار جاء بناءً على إرادة الشعب المصري الذي رفض هذه الجماعة وعنفها، كما أن هناك أحكام قضائية تؤكد على إرهاب المنتمين إليها”.
رفض فكرة المصالحة
أضاف المصدر أنه “لا ينبغي الاعتماد على أي حديث حول إمكانية التصالح مع الإخوان، لأن هذا الأمر يتجاوز السلطات، فهو يتعلق بقرار الشعب المصري الذي يرفض ذلك بشكل قاطع. فضلاً عن عدم وجود ممثلين موثوقين للجماعة للتفاوض معهم”.
مرّت أكثر من 10 سنوات على أحداث 30 يونيو 2013، التي أدت إلى عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وأثرت بشكل كبير على وضع الجماعة في مصر، حيث يُنظر إليها اليوم على أنها مهددة بالزوال.
انقسامات الإخوان
بعد عزل مرسي، تم حرق المقر الرئيسي للجماعة، واعتُقل قادتها بتهم أهمها “ارتكاب جرائم إرهابية”. ومنذ ذلك الحين، عانت الجماعة من انقسامات وتحولت إلى ثلاثة تيارات رئيسية، حيث يعتبر مراقبون أن “التيار الثالث هو الأقل تأثيراً”.
ولم تقتصر الضغوط على جماعة «الإخوان» في مصر، بل شملت أيضاً دولًا عربية مثل تونس والمغرب وموريتانيا والسودان، إضافةً إلى الضغوط الأخيرة التي واجهتها في الأردن.
تأثير القرارات الأردنية
علق رئيس التحرير السابق لـ”مجلة الديمقراطية»، الدكتور بشير عبد الفتاح، بأن “الإخوان في أي دولة تمثل امتداد للجماعة الأصلية في مصر، وأي ضغوط تتعرض لها انعكست سلباً على وضعهم في الوطن الأم”. وتوقع أن تفشل الجماعة في إعادة إحياء نشاطها في مصر بعد الضغوط الأخيرة التي تعرضت لها في الأردن.
ومع ذلك، أشار عبد الفتاح إلى أن ذلك “لا يعني نهاية الإخوان بصورة كاملة، فالأفكار التي تقوم عليها الجماعة لا يمكن القضاء عليها بسهولة، رغم التحديات السياسية والتنظيمية التي تواجها حالياً”.
أحاديث المصالحة المثيرة للجدل
في نوفمبر الماضي، أصدرت السلطات القضائية في مصر قراراً بحذف أسماء العديد من «الإخوان» من قوائم الإرهاب، مما أثار جدلاً حول إمكانية حدوث مصالحة مع النظام. إلا أن المصدر المصري أشار إلى أن “الجماعة نفسها تعاني من الانقسام، مما يجعل الحديث عن المصالحة غير واقعي”.
وأوضح محمد عز العرب، رئيس “وحدة الدراسات العربية والإقليمية” بمركز “الأهرام للدراسات السياسية”، أن “مصر تتعامل مع جماعة الإخوان كملف محلي، ولا يمكن الربط بين حظرها في الأردن أو أي دولة أخرى وبين عودتها إلى النشاط في مصر”.
تحليل الخبراء
أجمع خبراء على أن “الشعار الشهير (الإسلام هو الحل) أصبح مشبوهاً لدى الكثيرين، مما يعقد فرص عودة الجماعة كما كانت، بغض النظر عن أية محادثات مصالحة محتملة”. ورغم كل هذه الضغوط، لا ينفي الخبراء استمرارية الأفكار التي تمثلها جماعة الإخوان، التي من الصعب القضاء عليها بالكامل.