سجلت العملة المشفرة “بيتكوين” رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث تجاوز سعرها حاجز 111.980 دولارًا مساء الخميس، محققة أعلى مستوى في تاريخها، وفقًا لبيانات منصة “بينانس”.
أرقام قياسية جديدة
يُعد الارتفاع الأخير في قيمة “بيتكوين” هو الأكبر خلال العام الحالي، حيث سجلت العملة 40 قفزة قياسية منذ بداية موجة صعودها في نوفمبر 2024.
وكانت “بيتكوين” قد تخطت حاجز 110,000 دولار في الليلة السابقة، قبل أن تواصل ارتفاعها بنسبة 4.69% خلال ساعات المساء، لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا.
أسباب الارتفاع
يعزو الخبراء هذا النمو القياسي إلى عوامل متعددة، من أبرزها النتائج السياسية للانتخابات الرئاسية الأمريكية. شهد السوق قفزة كبيرة بعد فوز دونالد ترامب، حيث ارتفعت العملة في 6 نوفمبر بنسبة 10.1% متجاوزة 75,000 دولار، محطمة الرقم القياسي السابق المقدر بـ 73.778 دولارًا المسجل في مارس 2024.
وأكد ريتشارد تان، الرئيس التنفيذي لبورصة “بينانس”، في تصريحات لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن فوز ترامب أطلق ما وصفه بـ”العصر الذهبي للعملات المشفرة”. وسجلت “بيتكوين” ارتفاعًا بنسبة 50% خلال الأسبوعين اللذين تلا الانتخابات، رغم التراجع الذي شهدته في مارس عندما انخفض سعرها لأقل من 90,000 دولار جراء تراجع الثقة لدى المستثمرين.
السياسة الجديدة وتأثيرها
في خطوة بارزة، وقع الرئيس ترامب في 7 مارس أمرًا تنفيذيًا لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين والأصول الرقمية الأمريكية، متضمنًا الأصول المصادرة من قضايا جنائية. ووفقًا لديفيد ساكس، أمين السياسة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، تمتلك الحكومة الأمريكية نحو 200,000 بيتكوين، تقدر قيمتها بحوالي 17 مليار دولار.
يشير الخبراء أيضًا إلى أن النمو الملحوظ لعملة “بيتكوين” يعود أيضًا إلى نموذجها الاقتصادي القائم على الانكماش المبرمج، والذي يعتمد على آلية “التنصيف” التي تقوم بتقليل مكافآت التعدين كل أربع سنوات. كما أن التوترات الجيوسياسية قد عززت إقبال المستثمرين على العملات المشفرة كأصول دفاعية.
توقعات السوق
رغم الزخم الحالي، يُحذر المحللون من إمكانية حدوث تصحيحات سعرية مفاجئة، خاصة في ظل حساسية السوق للعوامل السياسية والاقتصادية. لكنهم يرون هذه التصحيحات كفرص للشراء، ما لم تظهر مؤشرات سلبية كبيرة.