الإثنين 18 أغسطس 2025
spot_img

بوليفيا: أزمة اقتصادية تهدد حكم اليسار بعد عقدين

spot_img

مع احتدام الأزمة الاقتصادية وتراجع اليسار، توجه البوليفيون إلى صناديق الاقتراع، الأحد، في انتخابات تاريخية تشهد تنافساً حاداً، وسط تطلعات اليمين للعودة إلى السلطة بعد غياب دام عقدين.

أزمة اقتصادية خانقة

تواجه بوليفيا، الواقعة في قلب جبال الأنديز، أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تتجلى في تضخم سنوي يقارب 25%، ونقص حاد في العملة الصعبة والوقود.

تشير استطلاعات الرأي إلى رغبة البوليفيين في محاسبة حزب الحركة نحو الاشتراكية (MAS)، الذي يهيمن على السلطة منذ عام 2005، مع وصول إيفو موراليس إلى الرئاسة كأول رئيس من السكان الأصليين.

ميزان القوى الانتخابي

يبرز اسما رجل الأعمال الوسطي اليميني، سامويل دوريا ميدينا، والرئيس اليميني السابق، خورخي “توتو” كيروغا، كأكثر المرشحين حظاً لخلافة الرئيس الحالي، لويس آرسي، الذي تراجعت شعبيته.

تظهر استطلاعات الرأي تقاربًا بين دوريا ميدينا (66 عامًا) وكيروغا (65 عامًا) بحصول كل منهما على حوالي 20% من الأصوات، يليهما ستة مرشحين آخرين، بينهم رئيس مجلس الشيوخ اليساري أندرونيكو رودريغيز.

وفي حال لم يحقق أي مرشح الأغلبية المطلقة، ستجرى جولة إعادة في 19 أكتوبر.

تغييرات اقتصادية جذرية

تعهد المرشحان الأوفر حظاً بإجراء تعديلات جوهرية على النموذج الاقتصادي الحالي، الذي يعتمد بشكل كبير على تدخل الدولة.

يسعى المرشحان إلى تقليص الإنفاق الحكومي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، التي شهدت فتورًا في عهد موراليس، المعروف بمواقفه المناهضة للرأسمالية.

تطلعات البوليفيين

أعربت مارسيلا سيربا (63 عاماً)، وهي بائعة من السكان الأصليين كانت تصوت تقليديًا لحزب الحركة نحو الاشتراكية، عن دعمها لكيروغا، قائلة: “لقد تركتنا الحركة نحو الاشتراكية جميعًا في الحضيض”.

بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية، تجرى أيضًا انتخابات لتشكيل البرلمان بغرفتيه.

سيناريو مشابه للأرجنتين؟

يرى محللون أن هذه الانتخابات تحمل أوجه تشابه مع انتخابات الأرجنتين عام 2023، التي شهدت إطاحة الناخبين بالحزب اليساري البيروني، وانتخاب خافيير ميلي، المرشح الليبرتاري، بهدف وضع حد للأزمة الاقتصادية.

تقول دانييلا أوسوريو ميشيل، المتخصصة في العلوم السياسية البوليفية: “يبحث الناس الآن عن العودة إلى الاستقرار، بغض النظر عن التحول من اليسار إلى اليمين”.

الخبرة السياسية

على عكس ميلي، الذي كان جديدًا في عالم السياسة، يخوض دوريا ميدينا وكيروغا حملتهما الرئاسية الرابعة.

جمع دوريا ميدينا، المليونير ووزير التخطيط السابق، ثروته من الاستثمار في قطاع الأسمنت، قبل أن يبني أكبر ناطحة سحاب في بوليفيا، ويحصل على امتياز سلسلة مطاعم برغر كينغ.

بينما شغل كيروغا، الذي تلقى تدريبه كمهندس في الولايات المتحدة، منصب نائب الرئيس خلال فترة الديكتاتور هوغو بانزر، ثم تولى الرئاسة لفترة وجيزة بعد تنحي بانزر بسبب المرض.

تحديات اقتصادية متراكمة

شهدت بوليفيا عقدًا من النمو القوي وتحسنًا في أوضاع السكان الأصليين خلال فترة حكم موراليس، الذي أمم قطاع الغاز واستخدم العائدات في برامج اجتماعية ساهمت في خفض معدلات الفقر.

إلا أن محدودية الاستثمار في التنقيب أدت إلى تراجع عائدات الغاز، فيما لا يزال الليثيوم، المورد الرئيسي الآخر، غير مستغل بشكل كامل.

مطالب بالتغيير

تكررت الاحتجاجات في الشارع البوليفي بسبب ارتفاع الأسعار وتزايد صفوف الانتظار للحصول على الوقود والخبز والسلع الأساسية.

يقول الطالب ميغيل أنخيل ميرندا (21 عاماً): “خلال السنوات العشرين الماضية، كانت لدينا مداخيل جيدة، لكن الحكومة لم تستثمر أو تقترح طرقاً جديدة لتوسيع نطاق الاقتصاد”.

دعوات للمقاطعة

هيمن موراليس، الذي مُنع من الترشح لولاية رابعة، على جزء من الحملة الانتخابية، حيث دعا أنصاره إلى إبطال أصواتهم، احتجاجًا على رفض السلطات السماح له بالترشح مرة أخرى.

اقرأ أيضا

اخترنا لك