spot_img
السبت 20 ديسمبر 2025
20.4 C
Cairo

بولندا تعزز إنفاقها الدفاعي لمواجهة التهديدات الروسية

spot_img

تتصدر بولندا قائمة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمساعيها لإشراك شركائها في مواجهة التحديات الدفاعية، في ظل المتغيرات التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن زيادة النفقات الدفاعية والتهديدات الروسية، بحسب تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.

تحصين الحدود

تقوم بولندا بإنشاء منطقة عازلة بعرض 200 متر عند معبر بولوتشي بييشاتكا الحدودي، الذي أُغلق في عام 2023 لأسباب أمنية. هذه التحصينات تشمل خنادق مضادة للدبابات، حواجز خرسانية، أسلاك شائكة، ألغام، وسياج معدني بارتفاع خمسة أمتار، بالإضافة إلى أنظمة حرارية وكاميرات وأجهزة كشف المعابر الإلكترونية.

يهدف هذا التدبير إلى حماية الحدود البولندية من خطر الهجمات المحتملة من روسيا، مع التصدي أيضاً للحرب الهجينة التي تمارسها موسكو، والتي توظف المهاجرين كأداة لزعزعة استقرار النظام في الاتحاد الأوروبي. وقد أدت هذه التوترات إلى مقتل جندي بولندي يبلغ من العمر 21 عاماً على يد مهاجر في يونيو (حزيران) 2024، فضلاً عن توغلات لطائرات مسيّرة وصواريخ في الأراضي البولندية عن طريق الخطأ.

زيادة الإنفاق الدفاعي

تعكس رئاسة بولندا الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي التزامها بالأمن، حيث حددت هدفًا لزيادة الإنفاق العسكري إلى 4.7% من ناتجها المحلي الإجمالي هذا العام. يأتي ذلك في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لحث الدول الأوروبية على زيادة نفقاتها الدفاعية، إذ أن بولندا تعتبر من الدول الرائدة في هذا المجال، لتنفق نحو 45 مليار يورو سنوياً على الدفاع، وهي ثاني أكبر ميزانية في أوروبا بعد فرنسا.

قدّرت الحكومة البولندية أن ميزانيتها الدفاعية قد زادت بأكثر من 50% منذ عام 2022. واستجابة لتحديات ترمب حول ضرورة بلوغ عتبة الإنفاق العسكري 5% من الناتج المحلي، أعربت وارسو عن استعدادها لمواجهة هذا التحدي.

استقلال دفاعي

ذكرت مؤسسة “تشاتام هاوس” في تقرير لها أن بولندا تواجه ضرورة التوازن بين نهجاها التقليدي في التعاون الأطلسي وزيادة مبادرات تطوير القدرات الصناعية ضمن الاتحاد الأوروبي. يسعى البلد لتعزيز استقلاله الدفاعي في حال إعادة توجيه القوة الأميركية إلى آسيا.

في هذا السياق، تسعى بولندا إلى تجاوز التحديات وتبادل المعرفة مع حلفائها، حيث يتساءل المسؤولون البولنديون عما إذا كانت القوات مستعدة لمواجهة أي اعتداء محتمل قد يقع على دول البلطيق أو دول الجوار في المستقبل القريب.

الدرع الشرقي

وجه وزير الدفاع البولندي، فلاديسلاف كوسينياك كاميش، تحذيراً مفادها أن “أوروبا تحتاج إلى تطوير قدراتها في مجال الأسلحة والذخائر لتكون قادرة على الردع بفاعلية”. وبهدف تعزيز قدراتها العسكرية، طلبت بولندا 32 طائرة من طراز “إف-35” و96 طائرة هليكوبتر “أباتشي” من الشركات الأميركية.

تجري وارسو استثمارات بقيمة 2.3 مليار يورو على مدى أربع سنوات لإنشاء درعها الشرقي، الذي من المتوقع أن يغطي أكثر من 800 كيلومتر من المناطق الحرجة على طول الحدود مع روسيا، بولندا، ليتوانيا، وبيلاروسيا. هذا المشروع يأتي في إطار تعزيز القدرات الدفاعية والبنية التحتية في مواجهة التهديدات المحتملة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك