تصريحات متباينة تطل برأسها في خضم الأزمة الأوكرانية، حيث أثنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن جهوده لإنهاء الصراع، معتبراً إياها “لطيفة للغاية” وتعكس “احتراماً” للولايات المتحدة، وامتدح ترامب أيضاً الرئيس الصيني شي جينبينغ، والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، مؤكداً أنهم يحترمون “بلادنا”.
بوتين منفتح على الحوار
وكان بوتين قد صرح لوكالة “تاس” الروسية، بأنه لا يزال منفتحاً على إجراء محادثات مستقبلية، مشيداً بجهود الرئيس الأمريكي في إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتحسين العلاقات مع روسيا، وهو ما يعكس تباين المواقف حيال الأزمة.
تقدير متبادل واحترام عميق
أشاد بوتين بإحياء قنوات الاتصال الدبلوماسية بين البلدين، مشيراً إلى إحراز تقدم رغم الصعوبات، وأكد أنه يكن “احتراماً عميقاً” لترامب، واصفاً إياه بأنه “شجاع”، وأبدى “تقديره لرغبة ترامب الصادقة في إيجاد حل” للنزاع في أوكرانيا.
توازن العلاقات الأمريكية الروسية
أوضح بوتين أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بدأت تتوازن في بعض المسائل بفضل الرئيس ترامب، ورغم عدم تسوية كل شيء، إلا أن الخطوات الأولى قد اتُخذت، مما يشير إلى مسار تدريجي نحو تحسين العلاقات الدبلوماسية.
استعداد للحوار وتحضير دقيق
جدد بوتين استعداده للحوار وعقد لقاءات، لكنه شدد على أهمية التحضير الدقيق لتحقيق تقدم ملموس، معتبراً أن المحادثات في المستقبل القريب مستبعدة، وأشار إلى عودة التواصل بين وزارتي الخارجية والأجهزة الأمنية، وهو أمر بالغ الأهمية في مكافحة الإرهاب.
مفاوضات أوكرانيا.. رؤى متناقضة
رغم الخلافات الكبيرة بين موسكو وكييف في المفاوضات الأخيرة، جدد بوتين استعداده للحوار بشأن أوكرانيا، وتعهد بمواصلة المحادثات بعد الانتهاء من عمليات تبادل الأسرى، مبيناً أن المذكرتين اللتين تتضمنان رؤية الطرفين حول تسوية النزاع، تضمنتا مقترحات “متناقضة تماماً”.
تواصل مستمر ومفاوضات محتملة
أوضح بوتين أن المفاوضين الروس والأوكرانيين على تواصل دائم، خصوصاً للتفاهم على مكان وموعد جولة ثالثة من المفاوضات المباشرة، بعد جولتي أيار وحزيران في إسطنبول، فيما أبدت أنقرة استعدادها لاستضافة جولة ثالثة.
مطالب متباينة وتحديات مستمرة
لم تحقق المفاوضات تقدماً كبيراً، إذ تطالب أوكرانيا بانسحاب روسي من 5 مناطق، في حين تريد روسيا تخلي كييف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والإقرار بالسيطرة الروسية على تلك الأراضي، وفي الأسابيع الأخيرة، اقتصر التقدم على تبادل الأسرى وجثث القتلى.
موقف نادر واعتراف بالتضخم
أقر بوتين بأن الزيادة الهائلة في نفقات الدفاع (6.3% من الناتج المحلي الإجمالي) هي سبب التضخم في روسيا (10%)، معتبراً أن الإنفاق العسكري “كبير”، وأن روسيا تسعى لخفض النفقات الدفاعية مستقبلاً، وإنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا بنتائج تخدم مصالحها الوطنية.
بولندا تدعم أوكرانيا
وصل الرئيس البولندي أندريه دودا إلى كييف للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في إطار جهود كييف لحشد دعم الحلفاء في مرحلة حرجة من الحرب، فيما وصف وزير الخارجية الأوكراني الرئيس البولندي بأنه “صديق حقيقي لأوكرانيا”.
التزام بولندي مستمر
يعتبر دودا داعماً قوياً لكييف، وسيخلفه الرئيس المنتخب كارول نافروتسكي الذي أكد التزامه بمساعدة الجهود الدفاعية لأوكرانيا، مع معارضته لانضمام كييف إلى التحالفات الغربية.
تحذيرات ألمانية من الأمن الزائف
حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس من الشعور الزائف بالأمن في ألمانيا، داعياً إلى بذل جهود أكبر في الدفاع، وأشار إلى العدوان الروسي المستمر على أوكرانيا، مؤكداً على ضرورة بذل مزيد من الجهود لضمان العيش في حرية وسلام وأمن.
توهم خطط بوتين
حذر المستشار الألماني السابق أولاف شولتس من التوهم بشأن خطط الرئيس الروسي، مؤكداً أن بوتين يعتزم التمسك بغزوه لأوكرانيا وتوسيعه، وأنه لا ينبغي السماح له بتغيير الحدود بالقوة، موضحاً أن بوتين كسر عقوداً من التفاهم المتبادل في أوروبا ما بعد الحرب.
زيادة القدرات الدفاعية
أكد شولتس أن الجيش الألماني سيصبح أقوى، وأن التعاون داخل حلف شمال الأطلسي سيبلغ أبعاداً جديدة، مشدداً على ضرورة إدراك حجم المهمة، وطالب بزيادة مساهمة أصحاب الدخول المرتفعة في تمويل القدرات الدفاعية.
السيطرة على قرية تشيرفونا
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على قرية تشيرفونا زيركا في دونيتسك، شرقي أوكرانيا، بينما هاجمت طائرات مسيرة روسية مدينة أوديسا الساحلية، مما أسفر عن قتلى وجرحى.
هجمات متبادلة وتصعيد مستمر
قال مدير الإدارة العسكرية في أوديسا إن الهجوم الليلي أسفر عن قتيلين و19 جريحاً، بينهم أطفال، فيما أكد عمدة المدينة حدوث انفجارات وحرائق، وفي المقابل، تنفذ أوكرانيا ضربات بطائرات مسيرة ضد أهداف في روسيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط عشرات المسيّرات الأوكرانية.