قمة حاسمة تجمع بوتين بقادة آسيا الوسطى في دوشانبي وسط تنامي النفوذ الصيني والغربي في المنطقة التي تعتبرها موسكو حيوية لأمنها ومصالحها. القمة التي تجمع روسيا بخمس جمهوريات سوفياتية سابقة، تسعى لتعزيز التعاون ومواجهة “محاولات خارجية لعرقلة التكامل” بحسب تصريحات سابقة للرئيس الروسي.
النفوذ الروسي المتراجع
لطالما هيمنت روسيا على آسيا الوسطى منذ القرن التاسع عشر، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا فتح الباب أمام قوى أخرى، حيث استضافت المنطقة قممًا مع الاتحاد الأوروبي والصين وتركيا.
تعتبر دول آسيا الوسطى أن صيغة (5+1) منصة فعالة لمناقشة القضايا الإقليمية والعالمية والتعبير عنها بشكل منسق، حسبما صرحت وزارة الخارجية الكازاخستانية.
تعزيز الثقة والشراكة
تولي كازاخستان “أهمية قصوى” للقمة، معتبرة أن الاتفاقيات التي ستُبرم ستساهم في تعزيز الثقة والشراكة بين دول آسيا الوسطى وروسيا.
يلتقي بوتين بنظيره الطاجيكستاني إمام علي رحمن في دوشانبي، قبل انطلاق قمة روسيا-آسيا الوسطى بعد ظهر اليوم نفسه، وفقًا لمستشار الرئاسة الروسية.
“اللعبة الكبرى الجديدة”
تتسابق القوى الكبرى على النفوذ في آسيا الوسطى، المنطقة الشاسعة الغنية بالموارد والتي لا تطل على بحار، وتسعى لاستعادة دورها التاريخي كمركز تجاري.
الصين حاضرة بقوة في المنطقة من خلال “مبادرة الحزام والطريق”، مشروع البنية التحتية الضخم الذي يربط آسيا بأوروبا.
صراع النفوذ المتصاعد
يرى الباحث إيليا لوماكين أن صراع النفوذ الحالي هو النسخة الأحدث من “اللعبة الكبرى الجديدة” في آسيا الوسطى، مع مشاركة فاعلة من الصين والاتحاد الأوروبي بجانب روسيا.
تنفي موسكو وجود تنافس مع بكين، وتؤكد أن التعاون يعزز الروابط التقليدية مع المنطقة.
اتفاقيات الطاقة الحيوية
تحاول روسيا الحفاظ على نفوذها في آسيا الوسطى من خلال اتفاقيات الطاقة، بما في ذلك شحنات الغاز وبناء محطات نووية.
يرى لوماكين أن الجهود الروسية “غير كافية”، ما يدفع قادة آسيا الوسطى للبحث عن بدائل.
تحديات اقتصادية وأمنية
طلب الرئيس الطاجيكستاني “الاحترام” من بوتين خلال قمة 2022، في تعبير نادر عن التوتر بين الحلفاء.
تواجه موسكو تحديات اقتصادية، حيث بلغت التبادلات التجارية لآسيا الوسطى مع روسيا 44 مليار دولار، مقابل 64 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي.
الصين هي الشريك التجاري الرئيسي لآسيا الوسطى، حيث بلغت التبادلات التجارية 66.2 مليار دولار حسب سلطات المنطقة، و94.8 مليار دولار حسب الجمارك الصينية.
لم تعد روسيا وحدها في الميدان الأمني، حيث تتسلح جيوش دول المنطقة من الصين وتركيا.