الأحد 6 يوليو 2025
spot_img

بوتين: أوكرانيا بأكملها ملك لروسيا وفق حديثه

spot_img

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن “أوكرانيا بأكملها ملكنا”، وذلك خلال تهديده بالاستيلاء على مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا. وشدد بوتين على أهمية السيطرة على المنطقة العازلة الممتدة على الحدود، مع تقديم إشارة لعملية الاستيلاء التي قد تشمل المدينة الأوكرانية، حيث يفصل خط المواجهة حالياً نحو 18 كيلومتراً فقط عن حدود سومي.

تهديدات بوتين

وفي تصريحات أدلى بها على هامش “المنتدى الاقتصادي الدولي” في سان بطرسبرغ، أشار بوتين إلى أنه لا يستهدف سومي بشكل مباشر، لكنه لا يستبعد ذلك. وقد قوبل هذا التصريح بالاستنكار من وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، الذي اعتبره دليلاً على “ازدراء” روسيا لجهود السلام الأميركية، مشيراً إلى نية موسكو في مواصلة الاستيلاء على الأراضي الأوكرانية.

تسيطر روسيا حالياً على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، ومنطقة لوهانسك. كما تسيطر على أكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، إضافة إلى أجزاء من خاركيف وسومي ودنيبروبتروفسك. ودعت موسكو إلى ضم مزيد من المناطق إذا لم توافق كييف على شروطها لإنهاء الحرب.

تصريحات الرئيس الأوكراني

خلال كلمته، قال بوتين: “إن الروس والأوكرانيين شعب واحد، وبالتالي، كل أوكرانيا لنا”، وهو ما رفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مراراً، مؤكداً أن شروط السلام الروسية تعتبر “مطلب استسلام”.

وأِجاب بوتين على سؤال حول الأراضي الأوكرانية التي ينوي الاستيلاء عليها قائلاً: “كل مكان تطأه قدم الجندي الروسي ملك لنا”، مما أثار تصفيق الحضور. وصرح بوتين بأنه لا يشكك في استقلال أوكرانيا، ولكنه أشار إلى أن كييف أكدت حيادها عند إعلان استقلالها في عام 1991.

ردود فعل كييف وما بعد الجهود السلمية

كييف وحلفاؤها الغربيون يعتبرون أن مطالبات موسكو بضم 4 أقاليم أوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، غير قانونية. وكتب وزير الخارجية الأوكراني على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، أن تصريحات بوتين “تظهر ازدراء مطلق لمساعي السلام الأميركية”، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو حرمان روسيا من شعورها بالإفلات من العقاب.

في خطاب مسائي مصور، اعتبر زيلينسكي أن روسيا تُظهر عزمها على مواصلة الحرب بدلاً من الانصياع لوقف إطلاق النار. كما أكد أن القادة العسكريين ناقشوا العمليات الجارية في منطقة سومي، ومُنيت روسيا بخطط “مجنونة” لتعزيز عملياتها العسكرية.

أزمة التفاوض ورفض اللقاء

على الصعيد الدبلوماسي، وصلت المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا إلى طريق مسدود بعد فشل جولتين من المحادثات في إسطنبول. كما أن روسيا رفضت الهدنة “غير المشروطة” التي سعت إليها أوكرانيا، في حين وصفت الأخيرة مطالب موسكو بأنها “إنذارات” تهدف إلى تعزيز هيمنتها.

يُذكر أن بوتين رفض المشاركة في محادثات السلام شخصياً، مؤكداً أنه لن يلتقي زيلينسكي إلا في المرحلة الأخيرة من المفاوضات.

تبادل الجثث والعمليات العسكرية

اتهم زيلينسكي روسيا بتسليم بلاده جثامين 20 جندياً روسياً بدلاً من رفات جنود أوكرانيين، في خطوة اعتبرها محاولات للتقليل من عدد القتلى الروس. وأكد أن هذه الخطوة قد تمثل محاولة لإظهار حجم الخسائر الأوكرانية.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن سيطرتها على بلدة زابوريجيا في منطقة دونيتسك، في حين لم يتم تأكيد هذا التأكيد بشكل مستقل. كما تعرضت البنية التحتية للطاقة في وسط أوكرانيا لهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ روسية، مما أسفر عن تسجيل أضرار في منطقة كريمنشوك.

تعزيز الدفاع الأوكراني

في حديثه، ذكر زيلينسكي أن بلاده تعمل على تطوير طائرات مسيرة لاعتراضية لمواجهة التهديدات المتزايدة من الهجمات الروسية. وأشار إلى أن أوكرانيا قد زادت بشكل ملحوظ من إنتاج الطائرات المسيّرة لمواجهة التهديدات المتزايدة. في الأيام الماضية، تم إطلاق أكثر من 400 طائرة مسيرة في ليلة واحدة، حيث بلغ العدد في بعض الأحيان 470.

الأسبوع الماضي، أطلقت موسكو 440 طائرة مسيرة و32 صاروخاً خلال هجوم على كييف، مما أسفر عن دمار جزئي في مبنى سكني ومقتل 28 شخصاً. كما أكد زيلينسكي والجمهور أن الإنتاج المحلي للطائرات المسيّرة يعتبر عاملاً حيوياً في الدفاع الوطني، وارتفع بشكل كبير منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022.

اقرأ أيضا

اخترنا لك