تظاهر مئات الصرب في بلغراد، الثلاثاء، رفضًا لخطة هدم مقر قيادة الجيش اليوغوسلافي السابق، تمهيدًا لبناء مجمع فندقي فاخر تدعمه شركة تابعة لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وجاءت الاحتجاجات، التي قادها طلاب، بعد أيام من إقرار البرلمان الصربي قانونًا خاصًا يمنح مشروع إعادة تطوير المقر صفة “المشروع ذي الأهمية الوطنية”، ما يسرع حصوله على الموافقات اللازمة.
خطة كوشنر في بلغراد
يثير مشروع كوشنر جدلاً واسعًا، خاصة وأن المبنى، الذي يبلغ عمره 60 عامًا، تعرض للقصف خلال غارات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة لإنهاء حرب كوسوفو في أواخر التسعينيات.
يقع الموقع المستهدف قبالة المبنى الحكومي الرئيسي ووزارة الخارجية. وكانت السلطات قد رفعت عنه صفة “الموقع ذي القيمة الثقافية” قبل توقيع عقد الإيجار لمدة 99 عامًا مع شركة “أفينيتني بارتنرز” المملوكة لكوشنر في عام 2024.
تحقيقات في شبهات تزوير
تم تعليق مشروع “أفينيتني بارتنرز” في أيار الماضي، وبدأت السلطات تحقيقًا في شبهات تتعلق بتزوير وثائق استُخدمت لرفع الحماية عن الموقع التاريخي.
خلال المظاهرة، أكدت الطالبة فالنتينا مورافسيفيتش أن الحكومة تسعى لـ”شرعنة جريمتها” من خلال تمرير قانون خاص يسمح بتدمير المبنى بشكل قانوني.
الحفاظ على التراث الثقافي
أضافت مورافسيفيتش: “لن نسمح بذلك. نحن هنا اليوم لنوجه تحذيرًا لهم، ونؤكد أن تاريخنا وتراثنا الثقافي لهما أهمية بالغة بالنسبة لنا”. ويعكس هذا الموقف رفضًا واسعًا للمساس بالتراث الوطني.
تأتي هذه الاحتجاجات في ظل موجة غضب شعبي متصاعدة ضد الرئيس ألكسندر فوتشيتش، على خلفية تداعيات كارثة محطة القطار التي وقعت في تشرين الثاني 2024، والتي يحمل كثيرون الحكومة مسؤوليتها بسبب مزاعم الفساد.


