الأربعاء 10 سبتمبر 2025
spot_img

بكين تعزز قدرتها الفضائية ودفع واشنطن للقلق

spot_img

الصين تعزز قدراتها الفضائية

في إطار تطلعاتها الاستراتيجية، صرح الرئيس الصيني شي جين بينج بأن “الفضاء أصل استراتيجي مهم لأمتنا”، مشيراً إلى الدور الحيوي الذي يلعبه في تحديث القوة العسكرية لبلاده. يأتي هذا التصريح في ظل جهود الصين الجادة لبناء منظومة دفاع فضائية متطورة.

تعتبر الأقمار الاصطناعية ركيزة أساسية في العمليات العسكرية، حيث توفر ربطاً متقدماً للمعدات العسكرية عبر وصلات SATCOM، مما يصعِّب من إمكانية التشويش عليها ويعزز من التميز التكتيكي في المعارك. كما تسهم هذه المنظومات الدفاعية في مواجهة التهديدات بشكل مستمر.

تحقق الصين تقدمًا ملحوظًا في تطوير برامج الفضاء الدفاعية، مستفيدة من مستويات تعليم عالية وقدرات تصنيع متقدمة. وهذا جには أمام الهيمنة الأمريكية التقليدية في مجالات الفضاء العالمي.

بداية البرنامج الفضائي

بدأت الصين برنامجها الفضائي منذ عام 1956، بتأسيس المعهد الخامس الذي يعد اللبنة الأولى في مسيرتها الفضائية. رغم انطلاق روسيا أولاً باطلاق “سبوتنيك-1” عام 1957، ظلت الصين متأخرة حتى انطلقت بأول قمر صناعي في عام 1970.

رغم الطابع السري للبرنامج، فقد حقق إنجازات ملموسة بداية من رحلات الأقمار الصناعية العسكرية، بينما ظل التركيز على تطوير البنية التكنولوجية اللازمة لخوض المنافسة في هذا الحقل.

تأخرت الصين حتى عام 2003 لتنضم إلى الدول الثلاثة الكبرى في إرسال الإنسان للفضاء عبر رحلة “Shenzhou-5″، مما جعلها ثالث دولة تنجح في ذلك، بعد 42 عامًا من الإنجاز الروسي و34 عامًا منذ مهمة أبولو الأمريكية.

البرامج الفضائية الصينية

أصبح الفضاء منصة استراتيجية لتطوير الاقتصاد الصيني، مما دفع بكين لتصبح لاعبًا رئيسيًا في تكنولوجيا الفضاء. وقد نجحت بإطلاق أول مسبار قمري “Chang’e-1” في عام 2007، لتكون بذلك خامس دولة تحقق هذا الإنجاز.

تسعى الصين أيضًا لتعزيز جهودها الفضائية عبر مشروع محطة الفضاء “Tiangong-1” ونجاح هبوطها على سطح القمر في 2013 مع المركبة الجوالة “Yutu”.

استكشاف القمر

في إنجاز غير مسبوق، هبطت الصين بشكل سلس على الجانب البعيد من القمر في يناير 2019، وهو ما يعد إنجازاً علمياً رفيع المستوى. وتعتبر هذه المنطقة، التي لم تصلها أي بعثة سابقة، محورًا لدراسات علمية جديدة.

كما قامت الصين بإطلاق “Chang’e-6” في مايو 2024 لجمع العينات من الجانب البعيد، مع نجاح المركبة في العودة بالأدلة العلمية التاريخية في يونيو.

الاستثمارات العسكرية في الفضاء

بدأ البرنامج الفضائي الصيني تحقيق دخل عسكري من خلال الأقمار الاصطناعية متعددة الاستخدامات، حيث تشير البيانات إلى امتلاك الصين نحو 157 قمراً عسكرياً، بينما تمتلك الولايات المتحدة 246 قمراً.

تشير تقارير أمريكية متخصصة إلى أن التنامي السريع للإمكانات العسكرية الصينية في الفضاء يعد مصدر قلق كبير، حيث تأخذ هذه الإمكانيات طابعًا متزايد التأثير على التوازن الدولي.

توسيع نطاق التأثير الفضائي

أعلنت الصين في أبريل 2024 عن إعادة تنظيم قواتها الجوفضائية، وهذا يعكس استراتيجيتها المتكاملة لتطوير قدراتها الفضائية. تحت مظلة وزارة الدفاع، تم إنشاء وحدات جديدة ستعزز من الاستخدام العسكري للفضاء.

بالرغم من تفوق الولايات المتحدة في الوقت الحالي، إلا أن الصين تسعى لتسريع خطواتها نحو الريادة في الفضاء عبر التقنيات المحلية، مما يزيد من مستوى القلق في واشنطن من المنافسة المتزايدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك