في تصعيد جديد تبنّت الجماعة الحوثية، الجمعة، سلسلة هجمات استهدفت كيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال طائرة مسيّرة وصاروخ باليستي فرط صوتي، بالإضافة إلى قصف سفينة شحن في البحر العربي. هذه العمليات تأتي في أعقاب ضربات إسرائيلية استهدفت العاصمة صنعاء وميناء الحديدة، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 46 آخرين.
الهجمات الحوثية
منذ 19 نوفمبر 2023، تشن الحوثيون هجمات على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، بما في ذلك إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل، في إطار مزاعم لدعم الفلسطينيين في غزة. الحكومة اليمنية وصفت هذه السردية بأنها مضللة.
في حين أكد الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخ حوثي قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية، ادعى المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، أن الجماعة نفذت ثلاث عمليات عسكرية تشمل قصف مطار بن غريون بالصاروخ فرط الصوتي “فلسطين 2″، واستهداف هدف عسكري في يافا، وقصف سفينة “Santa Ursula” في البحر العربي.
أكد سريع أن الهجمات حققت أهدافها، وأن الصاروخ وصل إلى مطار بن غوريون، مما أدى إلى إصابات وإيقاف حركة الملاحة بالمطار. الجيش الإسرائيلي نفى هذه الرواية.
ردود الفعل الإسرائيلية
مع تأكيد المتحدث الحوثي على استمرار الهجمات، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، عن اعتراض صاروخ باليستي أُطلق من اليمن قبل أن يدخل وسط البلاد. ومن جانبها، أفادت الإسعاف الإسرائيلية بإصابة 18 شخصاً خلال التدافع نحو الملاجئ، حيث توقفت حركة الطائرات إلى مطار بن غوريون بسبب صفارات الإنذار.
وقد ذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في عشرات المناطق وسط إسرائيل تحسباً لسقوط شظايا من عملية الاعتراض.
وفي تغريدة على منصة “إكس”، أعلن أفيخاي أدرعي، المتحدث العسكري الإسرائيلي، عن نجاح القوات في اعتراض صاروخ تم إطلاقه من اليمن قبل عبوره الأجواء الإسرائيلية.
الخسائر الحوثية
أعلنت السلطات الصحية الحوثية في صنعاء أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت، الخميس، مطار صنعاء والحديدة أسفرت عن مقتل وإصابة 46 شخصاً، مع الإشارة إلى مقتل 3 وإصابة 30 في غارات مطار صنعاء، ومقتل 3 وإصابة 10 آخرين في الحديدة.
رغم الضغوط العسكرية، أعلنت الحوثيون عن استئناف حركة الطيران في مطار صنعاء، حيث أقلعت طائرة ركاب وجدولتها كما هو مقرر.
تجدر الإشارة إلى أن الغارات قد ألحق ضرراً كبيراً بمنشآت المطار وشبكات الكهرباء في منطقتي “حزيز” و”رأس كثيب”.
تاريخ الهجمات
خلال 14 شهراً، أطلقت الجماعة الحوثية مئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه إسرائيل، لكن تأثيرها كان محدوداً. باستثناء حادثة انفجار مسيرة في تل أبيب في 19 يوليو الماضي، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
ردت إسرائيل على هذه الهجمات بإجراءات عسكرية، حيث شنت غارات استهدفت مواني الحديدة ومحطات لتوليد الكهرباء، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
في آخر موجة من الضغوط، شهدت اليمن غارات إسرائيلية على مواني الحديدة، كانت قد أسفرت أيضاً عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 3 آخرين، قبل الموجة الرابعة من الضربات التي شنت يوم الخميس 26 ديسمبر.
القلق الدولي
في سياق هذه التطورات، استنكر الجيش اليمني الهجمات الإسرائيلية، وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه من التصعيد المتزايد. وأكد رئيس الأركان اليمني، صغير بن عزيز، على مسؤولية الحوثيين عن تدمير البنية التحتية للبلاد.
غوتيريش حذر من مخاطر الجيش الإسرائيلي على العمليات الإنسانية في اليمن، مشدداً على ضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين.
ودعا غوتيريش إلى ضرورة وقف الأعمال العسكرية والتخفيف من التوترات، مشيراً إلى أن التصعيد يهدد جهود السلام التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ.