عبر فرنسيون عن غضبهم واستيائهم من اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكينيا، حيث أثار إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بشأن اتفاقية التجارة الحرة مع كينيا استياء “حزب الوطنيين” الفرنسي، الذي وصف هذه الخطوة بأنها كارثية بالنسبة لفرنسا.
الاتحاد الأوروبي يقتلنا
وفي تصريحات له، قال زعيم “زب الوطنيين الفرنسي: “الاتحاد الأوروبي يقتلنا”، معربا عن أن هذه الاتفاقية ستؤدي إلى ضرر كبير للقطاع الزراعي في فرنسا، مشيرا إلى أن “التصدير المتضخم” للزهور من كينيا قد يشكل تهديدًا للزراعة الفرنسية، حيث يتوقع أن تكون تكلفة الزهور الواردة من كينيا أقل بكثير في السوق الفرنسية مقارنة بالمنتجات المحلية، محذرا من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تدمير القطاع الزراعي في البلاد.
ودعا زعيم حزب الوطنيين إلى الخروج من الاتحاد الاوروبي، بقوله: “دعونا ندمره بسرعة ونحرر أنفسنا”، معبرًا عن استيائه من ما يعتبره تأثيرًا سلبيًا على الاقتصاد الفرنسي والقطاع الزراعي خاصة.
وكان زعيم حزب الوطنيين -في وقت سابق- عبر عن رأيه بأن عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي تعتبر مدمرة لباريس، نظرًا للإنفاق غير المعقول على دعم كييف.
وصفه الرئيس الكيني بـ”تاريخي”
وتم توقيع اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي وكينيا، وصفه الرئيس الكيني بأنه “تاريخي”، حيث يعد الأول من نوعه منذ عام 2016 بين الاتحاد الأوروبي ودولة من القارة الإفريقية. والذي تسعى بروكسل من خلاله إلى توطيد علاقات اقتصادية قوية أمام تنامي الانتشار الصيني هناك.
وضمنت اتفاقية الشراكة الاقتصادية، التي تم توقيعها، نفاذًا للمنتجات الكينية إلى السوق الأوروبية بدون فرض رسوم أو حصص مقيدة، وفي المقابل، يتضمن الاتفاق تخفيضًا في التعريفات على المنتجات الأوروبية الموجهة إلى بلدان إفريقيا الشرقية.
وقال الرئيس الكيني، وليام روتو، خلال مراسم توقيع الاتفاقية في العاصمة الكينية نيروبي، بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين: “هي… بداية شراكة تاريخية في سبيل تحوّل تاريخي”، وأضاف أن هذه الشراكة تعتبر خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين كينيا والاتحاد الأوروبي، وأكد أن “جوهر هذا الاتفاق هو درّ الأموال على جيوب المواطنين العاديين”.
شراكة مربحة للجميع
من جهتها، اعتبرت فون دير لايين أن هذه الشراكة تعد مربحة للجميع، ودعت دول شرق أفريقيا إلى الانضمام إلى هذا الاتفاق، مشيرة إلى أنه الوضع الآن يتطلب التركيز على تنفيذ الاتفاق لتحقيق الفوائد المتبادلة.
وأوضحت أنه ينبغي لكل من البرلمان الكيني والبرلمان الأوروبي التصديق على النص، والذي وُصف من قبل المجلس الأوروبي بأنه “الشراكة الاقتصادية الأكثر طموحًا” التي تبرم مع بلد نام.
يتضمن الاتفاق أيضًا التزامات لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة وحقوق العمل، ويُمثل الاتحاد الأوروبي لكينيا أكثر من 20% من صادراتها، حسب الأرقام الرسمية، وتشمل هذه الصادرات بشكل رئيسي منتجات زراعية مثل الفواكه والخضروات، بالإضافة إلى الشاي والقهوة.
حجم التبادل التجاري
وبلغ إجمالي التبادل التجاري بين الطرفين 3.3 مليار يورو في عام 2022، مما يشكل زيادة بنسبة 27% منذ عام 2018، وفقًا لأرقام الاتحاد الأوروبي، ويأتي هذا الاتفاق في إطار جهود بروكسل لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع القارة الإفريقية بشكل أكبر، لمواجهة التحديات والاستثمارات الصينية المتزايدة في المنطقة، وخاصة في كينيا.
ويندرج هذا الاتفاق في إطار جهود بروكسل لنسج علاقات اقتصادية أكثر متانة مع القارة الإفريقية، وذلك لمواجهة التحديات التي قد تطرأ نتيجة للاستثمارات المتنامية من الصين في مشاريع ضخمة للبنية التحتية، خاصة في كينيا. وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي في هذا الإطار التدابير اللازمة لمواجهة مبادرة الصين المعروفة بـ”طرق الحرير الجديدة” وأيضًا “الحزام والطريق”.
شبكة دال الإخبارية
