بري يطلق خطة إعادة إعمار جنوب لبنان المتضرر

في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة التعافي، أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرة لإعادة إعمار المناطق المتضررة في جنوب لبنان، وذلك خلال اجتماع تنسيقي عقد في بلدة المصيلح، وركز اللقاء على تقييم الأضرار الناجمة عن الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ووضع خطة عمل شاملة لتجاوز العقبات السياسية الداخلية والخارجية التي تعيق البدء الفوري بعملية إعادة الإعمار.

صمود الجنوبيين

أكد بري، خلال لقائه وفداً من اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، على أهمية صمود أبناء الجنوب في وجه التحديات، معتبراً ذلك المعركة الأهم في مواجهة تداعيات القصف الإسرائيلي.

رسالة المصيلح

أشار النائب محمد خواجة، باسم رئيس مجلس النواب، إلى أن هذا اللقاء يحمل رسالة واضحة من الجنوب، تؤكد على الدور المحوري للمنطقة رغم الضغوط والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وأهمية وضع الأسس العملية لإطلاق عملية إعادة الإعمار.

الوزراء والنواب: إعادة إعمار ضرورية

شارك في اللقاء وزراء ونواب ومسؤولون محليون، يمثلون مختلف القطاعات المعنية بإعادة الإعمار، وقدموا بيانات تفصيلية حول حجم الدمار وتداعياته على القرى الجنوبية، التي شهدت تدمير مئات المنازل، وشهد اللقاء دعوات لوضع خطة واضحة لإعادة إعمار الجنوب المتضرر.

كسر الجدار السياسي

أكدت مصادر نيابية في كتلة “التنمية والتحرير” أن اللقاء يمثل خطوة أولى نحو كسر الجدار السياسي، من خلال جمع ممثلين عن الحكومة والقطاعات والمناطق المتضررة كافة، وهناك حاجة ملحة إلى مؤتمر دولي لدعم جهود إعادة الإعمار.

قرض البنك الدولي

شددت المصادر على ضرورة مبادرة الدولة للقيام بواجباتها، مطالبة الأفرقاء اللبنانيين بعدم ربط مساعدة المتضررين بأي اعتبارات أخرى، والموافقة على إجازة اتفاقية قرض البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار، المخصصة لتمويل إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة.

مسار تنفيذ القرارات

في ظل إدراك واسع بأن إعادة الإعمار، التي قدرها البنك الدولي بـ 11 مليار دولار، تتطلب التزام لبنان بتنفيذ القرارات الدولية، يرى الدكتور سامي نادر في دعوة بري لهذا اللقاء “نصف خطوة إلى الأمام لملاقاة الطرف الآخر”.

رؤية استراتيجية

ويوضح نادر أن المطلوب من لبنان اليوم هو نزع سلاح “حزب الله” انطلاقاً من الجنوب قبل نهاية العام، ومفاوضات مباشرة مع إسرائيل، كشرط أساسي لبدء إعادة الإعمار، وعودة لبنان إلى محيطه العربي والدولي.

طهران والمسعى الشيعي

تساءل نادر عما إذا كانت إيران ستدعم المسعى الشيعي، وخاصة مسعى بري الداخلي، وما مدى التنسيق بين الثنائي الشيعي وطهران في هذا الشأن، وهذا يبقى سؤالا يطرح نفسه بقوة.

لملمة أشلاء الدولة

أشار وزير المال ياسين جابر إلى جهود الحكومة “للملمة أشلاء الدولة بعد الأزمات المتتالية”، مؤكداً على ترميم المدارس والمستشفيات، وتأهيل الطرقات، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، رغم كل التحديات.

دعم متواصل

أعلن جابر عن تأمين تمويل بقيمة 250 مليون دولار لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء، و200 مليون دولار لدعم المزارعين، إضافة إلى مبالغ إضافية لمجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة، معلناً عن زيارة مرتقبة لمجلس إدارة البنك الدولي إلى الجنوب.

تحديات بيئية وصحية

لفتت وزيرة البيئة تمارا الزين إلى مشكلة معالجة الركام والردميات، التي تصل إلى 15 مليون متر مكعب، والأضرار البيئية التي خلفتها الحرب على التربة والأحراج، وأكد وزير الصحة ركان ناصر الدين أن كلفة إعادة تأهيل وترميم المستشفيات تبلغ 10 ملايين و280 ألف دولار.

ترميم الأبنية المتضررة

أشار عضو كتلة “حزب الله” أمين شري إلى أن كلفة الترميم الإنشائي والجزئي للأبنية المتضررة جزئياً لا تتجاوز 100 مليون دولار، ودعا إلى دعم النازحين لتمكينهم من الاستمرار بانتظار البدء بملف إعادة الإعمار.

آلية واضحة للإعمار

دعا النائبان أشرف بيضون وأيوب حميد إلى عقد جلسة موسعة لمجلس الوزراء مخصصة للجنوب، لوضع آلية واضحة لإعادة الإعمار، ورأى الوزير السابق علي حمية أن أول ما يجب أن تقره الحكومة هو الإطار القانوني لإعادة إعمار المنازل.

دعم النازحين

أشارت محافظة النبطية د. هويدا الترك إلى أن هناك 5600 شخص ما زالوا نازحين ويحتاجون للدعم، وقدم رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر عرضاً لإنجازات المجلس بعد الحرب، والصعوبات التي تواجه العمل في القرى الحدودية.

إصلاح الكهرباء

أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك أنه جرى إصلاح أعطال الكهرباء في مختلف المناطق، بنسبة تتراوح بين 50 و60 في المائة، مع العمل على تأمين الكهرباء لأي عائلة ترغب بالعودة إلى القرى الحدودية.

قرى مدمرة بالكامل

أشار رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل علي شعيتو إلى أن الحياة تعود تدريجياً إلى قرى بنت جبيل، لكن هناك حاجة للمزيد من الدعم، خاصة وأن هناك قرى دمرت بالكامل، مطالباً بتسريع موازنات البلديات، وأكد رئيس اتحاد بلديات جبل عامل قاسم حمدان أن ست قرى على الحافة الأمامية مدمرة بشكل كبير.

خطة واضحة للإعمار

شدد النائب هاني قبيسي على ضرورة وضع خطة واضحة لإعادة الإعمار وعدم ربطها بالمواقف السياسية، وأكد النائب حسن فضل الله أن مجلس الجنوب قام بالمسوحات الكاملة لكنه بحاجة لآلية واضحة حول تكاليف التعويض.