وسط تصاعد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غزة، يبرز الدور المحتمل لبريطانيا في نزع سلاح حركة حماس، مستلهمةً تجربتها في آيرلندا الشمالية. رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يعلن استعداد بلاده للمساهمة في هذه العملية الحيوية.
خبرة آيرلندا الشمالية
ستارمر أكد أمام البرلمان أن نزع السلاح يمثل خطوة أساسية نحو استدامة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. هذه المرحلة تأتي ضمن إطار عمل أوسع للسلام، يتضمن رؤية شاملة وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
جوناثان باول، مستشار الأمن القومي لستارمر، لعب دوراً محورياً في اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998، الذي أنهى عقوداً من العنف الطائفي في آيرلندا الشمالية. خبرة باول تضعه كمرشح للمساهمة في جهود السلام في غزة.
نموذج محتمل لغزة
دبلوماسيون أوروبيون يرون في تجربة آيرلندا الشمالية نموذجاً مستقبلياً محتملاً لغزة، مع التأكيد على عدم وجود خطة شاملة حتى الآن. هذه الرؤية تفتح الباب أمام استلهام الدروس من الماضي.
ستارمر شدد على صعوبة المهمة، قائلاً: “كان الأمر صعباً في آيرلندا الشمالية فيما يتعلق بالجيش الجمهوري الآيرلندي، لكنه كان حيوياً”. ويضيف: “نحن على استعداد للمساعدة في عملية نزع السلاح استناداً إلى خبرتنا”.
الجيش الجمهوري الآيرلندي
الجيش الجمهوري الآيرلندي، الجماعة الكاثوليكية التي سعت لتوحيد آيرلندا، أعلن في 2005 إنهاء كفاحه المسلح رسمياً. ورغم رفضه التخلص من أسلحته علناً، وافق على مراقبين مستقلين أكدوا إخراج الأسلحة من الخدمة.
اتفاق السلام في آيرلندا الشمالية تناول جوانب متعددة، من إصلاح الشرطة إلى الإفراج عن السجناء، ونزع سلاح الجماعات شبه العسكرية، و”تطبيع” الترتيبات الأمنية.
فارق الحكم والسيطرة
يبقى الفارق جوهرياً، فالجيش الجمهوري الآيرلندي لم يحكم آيرلندا الشمالية قط، على عكس حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 وتشرف على مختلف جوانب الحياة.
باول شارك في قمة دولية حول غزة في مصر، وتفيد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأنه كان منخرطاً في المفاوضات في الأسبوع الماضي.
جهود دولية مكثفة
مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، أشاد بـ “إسهامات باول وجهوده الدؤوبة” في هذا الملف. الدعم الدولي يمثل عنصراً أساسياً لإنجاح أي تسوية مستقبلية.
المسؤولون الإسرائيليون يؤكدون أن أي تسوية نهائية يجب أن تتضمن نزع سلاح حماس بشكل دائم. هذا المطلب يمثل تحدياً كبيراً في طريق تحقيق السلام.
مجلس سلام لغزة
ترمب يعتزم إنشاء “مجلس سلام” للإشراف على حكم غزة، وكان قد اقترح انضمام توني بلير إلى هذا المجلس، لكنه يدرس مدى قبول هذا الخيار من جميع الأطراف. مستقبل غزة لا يزال قيد البحث والتقييم.