استعرض الأدميرال فيليب ماتياس، المدير السابق للسياسة النووية في وزارة الدفاع البريطانية، تدهور حالة برنامج الغواصات النووية في المملكة المتحدة، مشيراً إلى أن الأسطول يعاني من معدلات جاهزية غير مسبوقة، حيث أدى سوء الإدارة والميزانية المحدودة إلى أزمة حادة في أداء البحرية الملكية.
تدهور الأداء وإدارة الموارد
أكد الأدميرال ماتياس أن التخفيضات المالية إلى جانب “فشل ذريع” في إدارة الكوادر المطلوبة أسهمت بشكل كبير في تفاقم الوضع. ووصف أداء البرنامج بالمتدهور في مختلف الجوانب، مشدداً على أنه بات من الواضح أن المملكة المتحدة لم تعد قادرة على إدارة برنامج الغواصات النووية.
ودعا الحكومة البريطانية إلى الانسحاب من اتفاقية أوكوس مع أستراليا والولايات المتحدة، مقترحاً التركيز على خيارات أكثر اقتصادية، مثل الغواصات الصغيرة غير المأهولة. كما سلط الضوء على التأخيرات المستمرة في تسليم غواصات من فئة Astute، بالإضافة إلى مشكلات في تطوير غواصات باليستية من فئة Dreadnought.
مشكلات التكاليف والبناء
على الرغم من دخول السفينة السادسة من فئة Astute، والتي تحمل اسم HMS Agamemnon، الخدمة في سبتمبر الماضي، إلا أن الأدميرال أشار إلى أن بناءها استغرق أكثر من 13 عاماً، وهي أطول مدة لبناء غواصة في تاريخ البحرية.
وشارك سيمون كيس، المسؤول عن خطة بناء الغواصات، في الانتقادات، حيث أكد أن “عقوداً من الإهمال” أضعفت قدرة هذه الصناعة، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة أصبحت “أكثر دولة نووية محرجة في العالم”. وفي يونيو الماضي، تم الإعلان عن خطط لتمويل توسيع أسطول الغواصات النووية بأكثر من الضعف، لاستحداث 12 غواصة هجومية جديدة.
التحديات في برامج الأسلحة
تتأثر برامج الأسلحة في المملكة المتحدة، منذ الحرب الباردة، بمشكلات كبيرة في التكاليف والأداء، وهو ما يحد من إمكانية نشر 12 غواصة من الجيل التالي بأقل من 40 مليار دولار.
وتعاني غواصات فئة Astute من عدم تمكنها من الوصول إلى سرعاتها القصوى، بالإضافة إلى مشكلات تسرب ومشكلات أخرى تتعلق بالموثوقية. وقد لاحظت التقارير اتجاهًا مستمرًا نحو تخفيض كبير في برامج التوريد الرئيسية، ومنها برنامج المدمرات من فئة Type 45، الذي شهد تقليصاً في حجم الأسطول إلى النصف.
تبلغ تكلفة غواصة الهجوم من فئة Astute أكثر من 2 مليار دولار لكل غواصة، في حين يتوقع أن تصل تكلفة غواصات الجيل المقبل SSN-AUKUS إلى نحو 4 مليارات دولار لكل غواصة، مستهدفة تأثير التضخم والتقنيات الحديثة.


