الثلاثاء 8 أبريل 2025
spot_img

بريطانيا تدرس سحب ترخيص تقنية التخفي للمقاتلة الأمريكية F-47 ردًا على رسوم ترامب

أزمة تقنية عسكرية بين واشنطن ولندن

تتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى ميادين التكنولوجيا العسكرية، حيث تدرس لندن سحب ترخيص استخدام تقنيات التخفي المتقدمة في المقاتلة الأمريكية من الجيل السادس “إف-47″، وفقاً لتقرير صحيفة “فاينانشيال تايمز” الصادر في 3 أبريل 2025. يأتي هذا التحرك ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يهدد بإعادة تشكيل تحالفات عسكرية عالمية.

مواصفات المقاتلة إف-47

تمثل طائرة “بوينغ إف-47” الجديدة نقلة نوعية في برنامج “الهيمنة الجوية للجيل التالي” التابع للقوات الجوية الأمريكية. كشف ترامب النقاب عنها في 21 مارس 2025، مؤكدًا قدرتها على التشغيل مع الطائرات المسيرة الذكية، مع إمكانيات تخفي متفوقة عبر نطاقات رادارية واسعة.

تبلغ القيمة الأولية لعقد التطوير 20 مليار دولار، متجاوزة منافسيها بفضل تقنياتها التي صنفها رئيس أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد ألفين بأنها “أطول مدى وأكثر مرونة” من سابقتها إف-22 رابتور، مع سرعات تفوق ماخ 2 وقدرة على حمل أسلحة فوق صوتية.

التداعيات الاستراتيجية

ترتكز الأزمة الحالية على شبكة معقدة من الاعتماد المتبادل التكنولوجي بين الحليفين التاريخيين. تشير مصادر إلى أن التقنيات البريطانية المشمولة بالترخيص قد تشمل مواد امتصاص الرادار أو أنظمة الحرب الإلكترونية، وهي عناصر حيوية لتفوق المقاتلة الجوية.

يمتد التعاون العسكري بين البلدين إلى مشاريع مشتركة مثل طائرة إف-35، حيث ساهمت شركات بريطانية بنسبة 15% من تكاليف التطوير. يشهد هذا التحالف التاريخي اختبارًا غير مسبوق وسط سياسات ترامب الحمائية التي تضرب صادرات المملكة المتحدة، بما في ذلك الصلب والسلع الاستهلاكية.

سباق التسلح العالمي

تأتي هذه التطورات في وقت تشتد فيه المنافسة مع القوى العالمية الناشئة. تمتلك الصين مقاتلة “جي-20” الخفية منذ 2017، بينما تعمل روسيا على تطوير مقاتلة “سو-57”. تُسرع لندن أيضًا من برنامجها الخاص “تمبست” بالشراكة مع إيطاليا واليابان، المستهدف إطلاقه بحلول 2035.

تكشف الوثائق السرية عن تجارب طيران استمرت 5 سنوات للمقاتلة إف-47، مع تركيز على أنظمة الدفع المتطورة وقدرات القيادة الجوية عن بُعد عبر طائرات مسيرة. قد تؤدي أي تعقيدات في الإمداد التكنولوجي إلى تحولات جيوسياسية، مع احتمال تقارب بريطاني أوروبي عبر مشروع “نظام القتال الجوي المستقبلي” مع فرنسا وألمانيا.

مستقبل التعاون العسكري

تُظهر الأزمة الحالية الهشاشة غير المسبوقة في العلاقات عبر الأطلسي. يشير محللون إلى أن القرار البريطاني المحتمل قد يعيد تعريف أسس التعاون الدفاعي ضمن حلف الناتو، مع تداعيات على القدرات التشغيلية المشتركة في مواجهة التهديدات الروسية والصينية.

رغم التأكيدات الأمريكية بثقتها في الجدول الزمني لتشغيل المقاتلة، فإن أي تأخير في حصول بوينغ على التكنولوجيا الحيوية قد يهدد ميزانية البنتاجون البالغة 1.7 تريليون دولار لمشاريع التسلح، بالإضافة إلى برنامج القاذفة الاستراتيجية بي-21 رايدر بتكلفة 130 مليار دولار.

اقرأ أيضا

اخترنا لك