الجمعة 5 سبتمبر 2025
spot_img

بريطانيا تخطط لبناء فرقاطات للدنمارك والسويد

spot_img

مفاوضات لبناء فرقاطات لحماية الشمال الأوروبي

تجري المملكة المتحدة محادثات متقدمة مع الدنمارك والسويد لإنشاء فرقاطات حربية، في خطوة قد تعزز بشكل كبير قطاع بناء السفن في اسكتلندا وصناعة الدفاع البريطانية ككل. تعكس هذه الجهود التوجه المتزايد لتعميق التحالفات العسكرية في شمال أوروبا.

ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن مصادر مطلعة على المفاوضات أكدت أن هذه الخطوة تأتي بعد الإعلان عن أكبر صفقة تصدير للسفن الحربية في تاريخ بريطانيا مع النرويج.

تتزامن هذه التطورات مع سعي لندن لمواجهة التهديدات الروسية في مناطق القطب الشمالي وشمال الأطلسي، عقب تحذيرات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشأن ضمانات الأمن الأميركية للأوروبيين، مما يعزز من جاذبية شراء الأسلحة من الشركاء الأوروبيين.

اتفاقات وشيكة

ووفقًا لأحد المصادر، من المتوقع أن يكون الاتفاق بين لندن وكوبنهاجن “وشيكًا” تقريبًا، بينما المحادثات مع السويد تم وصفها بأنها “إيجابية جدًا” لكنها أكثر تعقيدًا نظرًا لوجود خيارات منافسة من فرنسا. يُرتقب الإعلان عن صفقة لتوريد ثلاث فرقاطات من طراز “تايب-31 أروهيد 140” التي تصنعها مجموعة “بابكوك إنترناشونال” للدنمارك هذا الشهر.

كما تأمل السويد في اتخاذ قرارها بشأن الصفقة بحلول نهاية العام. تعتبر حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر قطاع الدفاع جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لتعزيز النمو الاقتصادي، وتأخذ هذه الصفقات بعين الاعتبار كفرصة قيمة.

تصميم فرقاطات متطورة

تتركز المفاوضات حول إنتاج فرقاطات “تايب-31” في أحواض “روزيث” في اسكتلندا لصالح الدنمارك والسويد، حيث تدرس السويد خيار الحصول على أربع فرقاطات. تُشير التقارير إلى أن الدنمارك قد تخطط أيضًا لبناء المزيد من هذه السفن محليًا بعد تنفيذ الدفعة الأولى.

وزير الدفاع الدنماركي، ترولس لوند بولسن، أفاد برغبته في التعاون مع شريك دولي لبناء الفرقاطات، مع إمكانية تصنيع جزء من الإنتاج داخل الدنمارك، مشيرًا إلى أن “الدنمارك لا يمكنها القيام بذلك بمفردها”.

شراكات جديدة

من جهة أخرى، تُجري “بابكوك” مباحثات لبناء كورفيتات من فئة “لوليو” لصالح السويد ضمن مشروع مشترك مع شركة “ساب” السويدية. العام الماضي، أعلنت الشركتان عن شراكة لتصميم سفن حربية خفيفة، وتبدو هذه المحادثات مؤشرًا قويًا على تقدم التعاون.

أكدت “بابكوك” أنها تعمل على استكشاف فرص تصميم وبناء فرقاطات للدنمارك، بالإضافة إلى تعاونها مع “ساب” لصالح البحرية السويدية. وزارة الدفاع البريطانية أعربت عن دعمها لهذه المفاوضات، مشيرة إلى أن برنامج “تايب-31” يحظى باهتمام متزايد من الشركاء الدوليين.

عقبات محتملة

ومع ذلك، قد تواجه الصفقة مع السويد عقبات بسبب المنافسة الفرنسية، بعد توقيع باريس وستوكهولم على خارطة طريق دفاعية لتعزيز التعاون. تأمل السويد في اتخاذ قرارها بشأن العروض خلال الأشهر المقبلة. الحكومة الدنماركية لم ترد على طلب “فاينانشال تايمز” للتعليق.

تعتبر “تايب-31” فرقاطة متعددة المهام تمثل الجيل الجديد من البحرية الملكية البريطانية، التي ستتسلم خمس منها في السنوات المقبلة كبديل لفرقاطات “تايب-21”. بلغ متوسط تكلفة كل فرقاطة من هذا الطراز نحو 250 مليون جنيه إسترليني في عام 2023، مما سيعزز من قدرة حوض “روزيث”.

تعزيز الشراكات الدفاعية

قال عضو البرلمان البريطاني، جرايم داوني: “الدول الاسكندنافية تعد شركاء دفاعيين أساسيين للمملكة المتحدة، وهذه الصفقة تعزز العلاقات لمواجهة العدوان الروسي”.

أعلنت بريطانيا مؤخرًا عن صفقة مع النرويج لبناء خمس فرقاطات من طراز “تايب-26” المخصصة لملاحقة الغواصات، والتي سيتم تصنيع معظمها في جلاسكو، ما يضمن عملاً مستدامًا في أكبر مدينة اسكتلندية لمدة عشر سنوات.

وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، وصف الاتفاق مع النرويج بأنه يبرز “مكانة صناعة الدفاع البريطانية” ويعزز التحالف بين لندن وأوسلو، وسط دور متزايد لدول شمال أوروبا في مواجهة التهديدات الروسية في البحر.

اقرأ أيضا

اخترنا لك