في خان يونس جنوب قطاع غزة، فارقت رضيعة فلسطينية الحياة اليوم الخميس، متأثرة بالبرد القارس الذي يضرب المنطقة، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً في ظل الظروف المناخية الصعبة.
وفاة طفلة بسبب البرد
الطفلة رهف أبو جزر، البالغة من العمر ثمانية أشهر، توفيت في خان يونس نتيجة موجة البرد الشديدة، وفقًا لمصادر طبية. هذا الحادث يسلط الضوء على التدهور المستمر في الظروف المعيشية لسكان القطاع.
تفاقم الأزمة الإنسانية يهدد بشكل خاص الأطفال والنازحين، المقيمين في خيام غير مجهزة لمواجهة الظروف الجوية القاسية، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا). ويعيش أهالي غزة أوضاعاً قاسية تشمل نقص المأوى، العلاج، ووسائل التدفئة الضرورية، نتيجة لنقص حاد في الوقود وسط العاصفة الشتوية.
الأونروا: أوضاع كارثية
الأمطار الغزيرة تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية للنازحين في غزة، خاصة في المخيمات والمناطق التي تفتقر إلى مقومات الحماية الأساسية، بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
الشوارع التي غمرتها المياه، وتسرّبها إلى خيام النازحين، يزيد من سوء الأوضاع. البرد القارس، الاكتظاظ، وعدم النظافة ترفع من خطر الإصابة بالأمراض، خصوصًا بين الأطفال، كما أوضحت الأونروا عبر منصة “إكس”.
نقص المساعدات يعمق المأساة
أكدت الأونروا أن تفادي هذه المعاناة المتزايدة ممكن عبر تدفّق المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك الإمدادات الطبية ومستلزمات المأوى التي تمكن العائلات من مواجهة الشتاء بأمان وكرامة.
خيمة في مهب الريح
في مشهد يعكس الواقع المرير، عبّر الفلسطيني إسماعيل مرشد، من داخل خيمته المغمورة بمياه الأمطار، عن يأسه جراء المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة. مرشد، الذي يعيش مع زوجته وخمسة أطفال في خيمة بمرفأ ميناء غزة بعد نزوحهم من حي الشجاعية، وصف حالته بمزيج من الحزن والغضب.
“مياه الأمطار غمرت خيامنا ونحن نيام”، قال مرشد، مضيفًا أنه لا حول لهم ولا قوة سوى الاستسلام للأمر الواقع، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
تلف الممتلكات
“منسوب المياه وصل إلى 50 سم”، قال مرشد، مشيرًا إلى تلف الأطعمة، الأغطية، والملابس داخل الخيمة. وأضاف: “اتخذنا كل الاحتياطات لكن المنخفض كان أعمق وأكبر من المتوقع.. لا نستطيع مواجهته بخيمة من النيلون”.
بطء الاستجابة
اشتكى مرشد من تباطؤ المؤسسات الفلسطينية والدولية: “غزة قبل الحرب كانت تغرق بمياه الأمطار، فما بالك الآن في ظل دمار البنية التحتية؟ طلبنا خيامًا وشوادر ولم يستجب أحد”، على حد قوله.
توقعات الطقس
يتأثر قطاع غزة بمنخفض جوي قطبي مصحوب بكتلة هوائية باردة يستمر حتى الجمعة، وفق دائرة الأرصاد الجوية. القطاع الذي يقطنه مليونا نسمة يعيش غالبيتهم في خيام ومراكز إيواء.
عاصفة تهدد الساحل
دائرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية ذكرت أن العاصفة “بايرون” وصلت المنطقة وستستمر ثلاثة أيام، مصحوبة برياح قوية قد تصل سرعتها إلى 80 كيلومتراً في الساعة وأمطار غزيرة قد تصل إلى 200 ملم على طول الساحل، مما يزيد من خطر الفيضانات.
آلاف الخيام تغرق
آلاف الخيام غرقت جراء المنخفض الجوي، وتلقت طواقم الإنقاذ أكثر من ألف نداء استغاثة، وفقًا لمحمود بصل، الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة. وأكد على ضرورة التدخل العاجل للحد من الأضرار، داعيًا إلى إدخال بيوت متنقلة لإيواء النازحين.
تدمير البنية التحتية
بلدية غزة اعتبرت أن المنخفضات الجوية تشكل خطراً كبيراً على النازحين والسكان بسبب تدمير البنية التحتية نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
أزمة معدات البلدية
“الاحتلال الإسرائيلي دمر 85 في المائة من معدات البلدية ما يعيق عملها”، قال حسني مهنا، الناطق باسم البلدية، محذرًا من أن الوضع كارثي بسبب المنخفضات الجوية والنقص الحاد في المواد الملحة. الوضع الحالي يزيد من خطر التشرد، في ظل غياب البدائل المناسبة للمأوى، وفق مهنا.
توزيع المساعدات
الحكومة الفلسطينية أطلقت مناشدة عاجلة للمؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية لتوزيع مستلزمات الإيواء بشكل فوري على النازحين المتضررين، محذرة من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى وفيات بين الأطفال وكبار السن نتيجة انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل الحماية.
الضغط على إسرائيل
دعت الحكومة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، بما في ذلك الخيام والوحدات السكنية مسبقة الصنع، والتي تمثل الحل الأمثل لحماية النازحين من برد الشتاء. قطاع غزة بحاجة إلى أكثر من 300 ألف خيمة ووحدة إيواء مؤقتة لتأمين الحد الأدنى من المأوى للعائلات المتضررة.


