في خطوة مفاجئة، بدأت حركة “فتح” الفلسطينية، الخميس، عملية تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة للجيش اللبناني في مخيم برج البراجنة ببيروت، مما أثار ردود فعل متباينة وتساؤلات حول مستقبل السلاح الفلسطيني في المخيمات.
تسليم مفاجئ للسلاح
جاء قرار التسليم المفاجئ عقب اجتماع لقيادات “فتح” مع وفد فلسطيني برئاسة ياسر عباس، نجل الرئيس محمود عباس، مما أثار صدمة بين القيادات والضباط الذين توقعوا بدء العملية في وقت لاحق.
وتزامن ذلك مع إعادة هيكلة داخل حركة “فتح”، حيث تم إعفاء سفير السلطة الفلسطينية في لبنان، أشرف دبور، من منصبه كنائب للمشرف العام على الساحة اللبنانية.
“حصرية السلاح للدولة”
يعكس هذا التحرك التزاماً بـ”مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية”، الذي أكده الرئيس محمود عباس خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت في مايو الماضي، في بيان مشترك مع الرئيس اللبناني جوزيف عون.
وأكد السفير رامز دمشقية، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، أن هذه الخطوة تأتي تنفيذاً لمقررات القمة اللبنانية الفلسطينية واجتماعات اللجنة المشتركة.
خلافات الفصائل الفلسطينية
في المقابل، كشفت مصادر فلسطينية عن أن عملية تسليم السلاح تشمل حالياً حركة “فتح” وفصائل “منظمة التحرير”، في حين ترفض “حماس” والفصائل الأخرى القريبة منها تسليم أسلحتها، مما يزيد من حدة الخلافات الداخلية.
وأكد مصدر قيادي في حركة “فتح” أن العملية ستتم على مراحل وتشمل جميع الفصائل، التزاماً بالاتفاق بين الرئيسين عون وعباس.
غموض حول الأسلحة المسلمة
أثار خروج اللواء صبحي أبو عرب، قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، بتصريح يفيد بأن السلاح المسلم “غير شرعي” ودخل المخيم قبل 48 ساعة، مزيداً من الغموض حول طبيعة الأسلحة التي يتم تسليمها.
كما أشارت معلومات إلى أن السلاح يعود لوحدة الحماية التابعة للسفارة الفلسطينية، التي كان يرأسها شادي الفار، المتهم بقضايا تجارة سلاح.
توقيت حساس
تأتي هذه التطورات قبل أسبوع من الموعد المحدد للجيش اللبناني لوضع خطة لتسلم سلاح “حزب الله”، وهو ملف شائك يواجه اعتراضات قد تعيق تقدمه.
بيان الفصائل الرافضة
أصدرت “الفصائل الفلسطينية” بياناً نفت فيه صحة الأخبار المتداولة حول تسليم السلاح في المخيمات، مؤكدة أن ما يجري في مخيم برج البراجنة هو شأن تنظيمي داخلي يخص حركة “فتح”.
وشددت الفصائل على أن سلاحها مرتبط بحق العودة وبالقضية الفلسطينية، وأنه باقٍ لمواجهة “الاحتلال الإسرائيلي”.