الخميس 4 يوليو 2024
spot_img

بحر الصين الجنوبي.. التصعيد الأمريكي بين بكين والفلبين

يعيش بحر الصين الجنوبي حالة من الحرب الباردة، فعلى مدار الأيام والأسابيع الماضية شهد عددا من المناورات العسكرية المضادة، بين الجانبين “الصيني – والأمريكي الفلبيني”، حيث يشعل البحر الجنوبي للصين لهيب الصراع بين بكين والفلبين، نظرا لأهميته وموارده، يأتي ذلك في الوقت الذي تقف فيه أمريكا إلى جانب الفلبين وكأنها تنفخ في لهيب النار ليزداد اشتعالا مع الصين، في محاولة منها لتقويض وتحجيم التمدد الصيني وهو ما ترفضه بكين.

مناورات بحرية في بحر الصين الجنوبي

آخر التطورات بين البلدين، كان أمس، حيث أعلن الجيش الفلبيني أن بلاده بمشاركة واشنطن بدأتا دورية عسكرية بحرية مشتركة جديدة لمدة يومين في بحر الصين الجنوبي، ضمت 4 سفن من البحرية الفلبينية و4 سفن من القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي، شملت حاملة طائرات وطرادة ومدمرتين، وقال روميو براونر قائد القوات المسلحة الفلبينية، إن هذا النشاط العسكري المشترك يمثل “قفزة كبيرة” في تحالف مانيلا مع واشنطن وهو ما يشير إلى قابلية التشغيل البيني مع الجيش الأميركي.

وأجرت سفن صينية وأمريكية مناورات مضادة هذا الأسبوع في بحر الصين الجنوبي، وأكدت الولايات المتحدة أن حاملة الطائرات “يو إس إس كارل فينسون” قادت فرقة قتالية في البحر الصيني، وتجري تدريبات لمدة يومين مع سلاح البحرية الفلبينية، وهو ما يشعل  الصراع ويزيده تعقيدًا في تلك المنطقة البحرية التي تتصارع عليها 6 دول، هي: الصين والفلبين وتايوان وفيتنام وماليزيا وبروناي.

الصين تندد وتهدد واشنطن

وأعربت الصين عن استيائها وانزعاجها من ما وصفته بالسلوك الاستفزازي للولايات المتحدة والفلبين في هذا الإقليم الاستراتيجي الحيوي،  وفي رد فعل سريع، ندد وانغ وينبين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، بما اعتبره نشاطًا عسكريًا استفزازيًا من قبل الولايات المتحدة مع الفلبين في بحر الصين الجنوبي، مشيرا إلى أن هذا السلوك يهدف إلى التفاخر بالقوة العسكرية ويزيد من تعقيد الصراع في المنطقة.

وتشهد العلاقات بين الصين والفلبين توترًا متزايدًا منذ عقود، ويكمن أحد أبرز نقاط التصعيد في الخلاف حول بحر الصين الجنوبي، الذي تراه الصين حقا تاريخيا لها، وتحاول كلا البلدين فرض سيادتها على هذا الإقليم البحري الحيوي، ويتعمق الصراع بتداخل دور الولايات المتحدة الأمريكية كلاعب رئيسي في المنطقة، مما يزيد من تعقيد الوضع ويعزز التوترات الجيوسياسية.

ما هي أهمية بحر الصين الجنوبي؟

تكمن أهمية منطقة بحر الصين الجنوبي في عدة عوامل تجعلها ممرًا ملاحيًا عالميًا ذا أهمية استراتيجية واقتصادية هائلة، حيث يمر من خلالها 33% من حركة الشحن البحري العالمية، وهو ما يجعلها نقطة تلاقٍ مهمة للتجارة العالمية وحركة البضائع، وتشير البيانات إلى أنه يمر من هذا الممر البحري من البضائع ما قيمته 5.3 تريليون دولار سنويا، حيث تشكل التجارة مع الولايات المتحدة العابرة لهذا الممر 1.2 تريليون دولار، فيما يمر منه 64% من التجارة البحرية الصينية، و42% من تجارة اليابان، و14% من تجارة أمريكا.

وقدرت احتياطيات النفط والغاز في بحر الصين بنحو 190 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي و11 مليار برميل من النفط، مع احتمال وجود كميات غير مكتشفة بعد، وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في عام 2012 أنه قد يكون هناك 160 تريليون قدم مكعبة أخرى من الغاز الطبيعي و12 مليار برميل من النفط غير المكتشفة، وتقع معظم هذه الموارد النفطية والغازية المؤكدة والمحتملة في أجزاء غير متنازع عليها من بحر الصين الجنوبي بالقرب من شواطئ الدول الساحلية.

أمريكا تواجه التنين

تشكل الولايات المتحدة الأمريكية عاملًا مهمًا في هذا الصراع، حيث تدعم الفلبين والدول الأخرى في المنطقة ضد التمدد البحري الصيني، في محاولة لتقويض وتحجيم التنين الصيني، ويعكس التدخل الأمريكي جوانب الصراع الاقتصادية والاستراتيجية والعسكرية بين بكين وواشنطن، وتخوف الأخيرة من التوسع الهائل والنمو الكبير للصين، إذ تطالب الصين بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي، الذي تسعى الفلبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام وإندونيسيا للسيطرة على بعض مناطقه.

وفي تحذير غير مألوف ومباشر، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأسبوع الماضي أن أي تقدير غير دقيق للوضع في النزاع مع الفلبين سيتسبب في رد فعل قوي من الصين، داعيا إلى التفاوض لحل كافة الصعوبات التي وصفها بالخطيرة.

التعليقات

عبر عن رأيك

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اقرأ أيضا

- Advertisment -spot_img

اخترنا لك

- Advertisment -spot_img