وسط جهود دولية مكثفة، أشار بشارة بحبح، رئيس لجنة «العرب الأميركيين من أجل السلام»، إلى انفتاح حركة «حماس» على فكرة نزع سلاحها الثقيل. وتأتي هذه التصريحات في خضم نقاشات حول تأسيس لجنة تنفيذية وسيطة بين «مجلس السلام» برئاسة الرئيس دونالد ترامب، ولجنة «إدارة غزة» التي يقودها فلسطينيون.
مفاوضات نزع السلاح
أكد بحبح، وهو وسيط في غزة، أن مسؤولين في الإدارة الأميركية أبدوا استعداد واشنطن لقبول تسليم «حماس» لأسلحتها الثقيلة فقط. وأضاف أن هناك احتمالية لمناقشات في «مجلس الأمن» حول مشروع قرار بشأن قوات الاستقرار في قطاع غزة، مع وجود أربعة خلافات رئيسية لم يتم حسمها بعد.
اتفاق وقف إطلاق النار
شدد بحبح على أن واشنطن لن تسمح بفشل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تم التوصل إليه بخطة أميركية. وأكد أن تهجير الفلسطينيين ليس مطروحاً على الطاولة، وأن إسرائيل قد تؤخر تنفيذ الاتفاق للدخول في المرحلة الثانية.
في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، سلمت «حماس» 20 رهينة لإسرائيل مقابل إفراجها عن أسرى فلسطينيين وانسحابات من القطاع، واستعادة رفات 17 رهينة. ولا يزال هناك 11 جثة لم يتم العثور عليها لأسباب لوجستية، ودعت «حماس» إلى تدخل فريق مصري للمساعدة.
تأخير إسرائيلي متعمد
اتهم بحبح إسرائيل بتعمد تأخير المرحلة الثانية من الاتفاق، مشيراً إلى أنها تتذرع بأزمة الجثث لعدم تنفيذ متطلبات المرحلة الثانية، بما في ذلك دخول المساعدات وفتح معبر رفح. وأكد أن واشنطن لن تسمح بفشل الاتفاق، مهما حاولت إسرائيل إقناعها.
كشف بحبح عن أن «حماس» أبدت استعدادها لتسليم الجثث، لكنها تواجه عراقيل من بينها رفض إسرائيل دخول فريق بحث تركي، ووجود جثث تحت مبان مدمرة وفي مناطق بها متفجرات.
تسليم الجثث والرهائن
على الرغم من تأكيد بحبح على رغبة «حماس» في تسليم الجثث، أعرب عن استغرابه لعدم تلقيه رداً على طلبه بتسليم جثتين تحملان الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية. وأكد أن إسرائيل تماطل في تسليم طفل فلسطيني يحمل الجنسية الأميركية، كان من المفترض إطلاق سراحه مع بدء تنفيذ الاتفاق.
تفاصيل نزع سلاح حماس
وفيما يتعلق بنزع سلاح «حماس»، كشف بحبح عن تفاصيل جديدة، مشيراً إلى أنه ناقش هذا الموضوع مع مسؤولين أميركيين، وأبدوا استعدادهم لقبول تسليم الأسلحة الثقيلة مع الاحتفاظ بالأسلحة الفردية للدفاع عن النفس. وأضاف أن مسؤولي «حماس» أبدوا انفتاحاً على هذا المقترح.
أكد بحبح أن «حماس» ملتزمة بعدم تطوير أو تهريب أي أسلحة إلى القطاع. إلا أن إسرائيل تطالب بتدمير الأنفاق في غزة، وهو ما قد يستغرق سنوات ويؤخر عملية الإعمار.
السيناريو الأقرب لنزع السلاح
يرى بحبح أن السيناريو الأقرب لنزع سلاح «حماس» هو تسليم الأسلحة الثقيلة لمصر أو جهة مصرية فلسطينية. وأشار إلى أن «حماس» تربط تسليم السلاح بقيام دولة فلسطينية، معتبراً أن إيصال المساعدات وإعادة الإعمار أهم بكثير من سلاح «حماس».
خلافات حول قوات الاستقرار
كشف بحبح عن وجود أربعة خلافات بشأن مشروع قرار حول «قوات الاستقرار في غزة» في مجلس الأمن. وتشمل هذه الخلافات دور القوات، وإدراج خطة ترامب للسلام في القرار، ورفض إسرائيل إرسال قوات تركية، ورغبة البعض في أن تشمل مهام القوات نزع السلاح من «حماس».
لجنة إدارة غزة
فيما يتعلق بتشكيل «لجنة إدارة غزة»، أوضح بحبح أن المفهوم العربي المصري الفلسطيني يهدف إلى إنشائها من شخصيات فلسطينية مستقلة بدعوة من «منظمة التحرير الفلسطينية». وأشار إلى أن هناك طرحاً أميركياً يمنح واشنطن دوراً في طرح الأسماء، وهو ما قد يكون صعباً على الفلسطينيين.
أضاف بحبح أن هناك توجهاً لتشكيل لجنة تنفيذية تحت إدارة «مجلس السلام»، للإشراف على إعمار غزة. وأشار إلى أن توني بلير قد يترأس اللجنة التنفيذية إذا استطاع ترامب إقناع الأطراف المعنية بذلك.
ملف تهجير الفلسطينيين
وفي ختام حديثه، تطرق بحبح إلى ملف تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أنه غير مطروح على الطاولة حالياً، وأن إسرائيل فشلت في إقناع بعض الدول بتنفيذ هذه الخطة.


