أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه “وضعًا صعبًا”، وذلك بعد فرض واشنطن ولندن عقوبات جديدة تنسق على قطاع الطاقة الروسي، استجابةً للأحداث في أوكرانيا. وتمثل الحزمة الجديدة من العقوبات ضربة اقتصادية قاسية لموسكو، مع اقتراب نهاية ولاية بايدن، حيث يسعى لتقوية إرثه في دعم أوكرانيا وترسيخ الضغط على الكرملين قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه.
عقوبات مؤلمة لموسكو
وأضاف مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن هذه العقوبات تُعتبر “الأكثر أهمية حتى الآن” ضد القطاع الذي يمثل المصدر الرئيسي للإيرادات لآلة الحرب الروسية. وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، صرح بايدن إن من الضروري عدم منح بوتين أي فرصة للاستمرار في أفعاله العدائية. وشدد على استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، حيث أجرى اتصالاً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتأكيد هذا الدعم.
وأوضح البيان الصادر عن البيت الأبيض أن الحرب التي بدأها بوتين قد تسببت في كارثة اقتصادية لروسيا، حيث أن شجاعة وتضحية الشعب الأوكراني، مدعومةً من الولايات المتحدة، قد منعته من تحقيق أهدافه الاستراتيجية.
ترحيب أوكراني بالعقوبات
كما أعرب زيلينسكي عن شكره لبايدن، مثنياً على الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لاستقلال أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، قدم تعازيه لبايدن بسبب حرائق الغابات التي اجتاحت لوس أنجليس. يأتي ذلك في وقت يبذل فيه بايدن جهوداً مكثفة لتدعيم الدعم لأوكرانيا قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف من تقليص المساعدات الأمريكية للكيان الأوكراني.
أضاف زيلينسكي أن العقوبات الأميركية تمثل ضربة قاسية للتمويل الروسي، معطلةً سلسلة التوريد التي تدعم آلة الحرب الروسية. ويُذكر أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على 183 ناقلة نفط ضمن ما يُعرف بـ “أسطول الظل”، ويتضمن هذا عقوبات على شركات مثل “غازبروم نفت” و”سورغوتنيفت غاز” وكذلك شركات تابعة أخرى تعمل بمجال الطاقة في روسيا.
تأثير العقوبات على الاقتصاد الروسي
كما شملت العقوبات تدابير ضد العديد من الكيانات العاملة في قطاعات الطاقة الروسية، بما في ذلك تضييق الخناق على التراخيص التي كانت تسمح لروسيا بجني الأموال بالدولار من صادراتها النفطية. وأوضح وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن هذه الخطوات تهدف إلى إضعاف إيرادات روسيا من النفط، حيث “كل روبل يُسحب من دستوي بوتين يُساهم في إنقاذ الأرواح الأوكرانية”.
من جهة أخرى، أعربت شركة “غازبروم نفت” عن استيائها من العقوبات، واعتبرتها غير مبررة. وأكدت الشركة أن إدراج أصولها ضمن قائمة العقوبات غير قانوني.
الجهود الأمريكية للوساطة
تهدف العقوبات إلى تعزيز النفوذ الأمريكي لضمان الوصول إلى “سلام عادل” بين أوكرانيا وروسيا، وفق ما أوضحه مسؤولون أمريكيون. وعلق جون هاردي من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن هذه الإجراءات تأتي لدعم جهود ترمب المحتملة لاستئناف المفاوضات بعد وصوله إلى الرئاسة في يناير. وأشار هاردي إلى ضرورة تمرير الكونغرس لمزيد من المساعدات لأوكرانيا لتسليط الضوء على استمرار الدعم الأمريكي بعد مغادرة بايدن منصبه.
جاءت هذه العقوبات بعد إقرار إدارة بايدن بمساعدات عسكرية كبيرة لأوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، لتعزيز موقفها قبل أيام قليلة من تسلم ترمب الرئاسة. وقد وعد ترمب خلال حملته بإنهاء الصراع في أوكرانيا سريعاً، بينما أعلن الكرملين أن بوتين مستعد للتفاوض مع ترمب.
تطورات عسكرية في شرق أوكرانيا
من ناحية أخرى، أكدت وزارة الدفاع الروسية على السيطرة على حي شيفتشينكو في منطقة دونيتسك، حيث تتواصل العمليات العسكرية. وزعمت روسيا أنها نفذت ضربات على مرافق عسكرية في أوكرانيا، بينما أفادت القوات الأوكرانية بإسقاط 47 طائرة مسيرة روسية.
في السياق نفسه، أعلن زيلينسكي عن أسر جنديين كوريين شماليين في المنطقة، حيث نُقلا إلى كييف للاستجواب، ما قد يوفر معلومات استخباراتية قيمة حول التعاون بين بيونغ يانغ وموسكو. وشدد زيلينسكي على أهمية توفير الرعاية الطبية للسجينين وأكد على أهمية اطلاع العالم على الحقائق المتعلقة بالأحداث الجارية.
الأبعاد الاستخباراتية للأسر
تعد هذه الخطوة الأولى من نوعها التي تؤكد أوكرانيا احتجاز أفراد من كوريا الشمالية منذ انخراطهم في النزاع، حيث تُظهر مستجدات المعركة أن القوات الكورية الشماليّة تكافح ضمن صفوف الجيش الروسي. يُشار إلى أن التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية قد زاد بشكل ملحوظ منذ توقيع الطرفين على اتفاقية دفاع مشتركة في نوفمبر، حيث أُرسلت وحدات عسكرية كورية شمالية إلى روسيا لدعم القوات هناك.