أعلنت شركة سوناطراك الجزائرية للبترول -المملوكة للدولة- عزمها تخصيص مبلغ قدره 50 مليار دولار خلال الفترة من 2024 إلى 2028، للارتقاء بمجالات استكشاف وإنتاج النفط والغاز، وتطوير قطاع البتروكيماويات. جاء ذلك وفقًا لإعلان وكالة الأنباء الجزائرية.
استكشاف النفط
وأكد رشيد حشيشي، المدير العام لشركة سوناطراك، في تصريحاته خلال احتفال الشركة بالذكرى الستين لتأسيسها، أن هذا التخصيص الضخم يأتي في إطار تعزيز قدرات الشركة في مجال الاستثمار، خاصة فيما يتعلق بنشاطات المنبع، وأوضح حشيشي أن هذا المبلغ سيُوجه بشكل رئيسي نحو تعزيز الأنشطة الاستكشافية والانتاج بقيمة تبلغ 36 مليار دولار من جملة الـ50 مليار دولار.
وفي سياق جهود تحديث البنية التحتية للشركة، أكد حشيشي أن سوناطراك ستقوم أيضًا بتحديث وتجهيز منشآتها باستخدام أحدث التكنولوجيات، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المصافي، كما ستواصل الشركة استثماراتها في مجالات البحث والتطوير والابتكار، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي وتعزيز التطوير التكنولوجي.
توسيع الانتاج
وتسعى شركة سوناطراك الجزائرية إلى تطوير محفظتها الاستثمارية من خلال خطط طموحة تستهدف قطاعات متعددة، حيث تعتزم تعتزم دخول مجال إنتاج “البوليبروبيلان”، بالإضافة إلى إقامة وحدة إنتاج لـ (MTBE)، وتنفيذ مشروع مدمج لإنتاج الفوسفات، الذي يهدف إلى جعل الجزائر من أبرز مصدري الأسمدة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد رشيد حشيشي، مدير عام سوناطراك، على جهود الشركة في بناء حوكمة فعّالة وحديثة، بهدف تطوير أساليب الإدارة، وشدد على أهمية التحول الرقمي، حيث تسعى الشركة إلى تعميم استخدام التقنيات الرقمية في جميع أنشطتها، لتعزيز كفاءتها والارتقاء بأدائها.
يُشار إلى أن سوناطراك، التي تأسست في 31 ديسمبر 1963، تعد واحدة من أبرز محركات الاقتصاد الجزائري، وتحظى بمكانة رائدة كواحدة من أكبر الشركات البترولية والغازية في إفريقيا والعالم، وفقًا لتصريحات حشيشي.
الطاقة النظيفة
وتتبنى الجزائر استراتيجية تهدف إلى تعظيم دورها وعوائدها كمصدر رئيسي للطاقة في القارة العجوز، حيث تسعى إلى تلبية التزاماتها الحالية والمستقبلية تجاه شركائها الأوروبيين، سواء من خلال توفير إمدادات الطاقة الأحفورية التقليدية أو في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة.
ويعتبر “الهيدروجين الأخضر” محورا رئيسيا ضمن هذه الاستراتيجية، حيث تسعى الجزائر إلى تلبية نسبة تصل إلى 10% من الطلب الأوروبي على هذا النوع من الطاقة الخضراء، ومن خلال تحديث وتطوير خطوط الأنابيب، تهدف إلى توسيع نطاق تصدير “الهيدروجين الأخضر” إلى المزيد من المناطق في القارة الأوروبية.
وتساعد هذه الخطوات الاستراتيجية على تعزيز حاجة أوروبا المتسارعة إلى تأمين مصادر طاقة بديلة للتخفيف من اعتمادها على الغاز الروسي، خاصة بعد التحديات التي واجهتها القارة بسبب التراجع في إمدادات الغاز والعقوبات المفروضة على روسيا، ونجحت الجزائر في استغلال هذه الفرص لتقديم حلاً لبعض مشاكل الإمدادات الطاقية في أوروبا.
أوروبا وألمانيا والهيدروجين الأخضر
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الاقتصاد الألمانية، فقد جرت مباحثات بنّاءة بين الحكومتين الألمانية والجزائرية، تناولت فرص جعل الجزائر المورد الرئيسي للهيدروجين الأخضر، الذي يعتبر بديلًا مهمًا للفحم والغاز في استراتيجية الطاقة الألمانية، وتضمنت المحادثات خططًا لتطوير وتوسيع خطوط الأنابيب الحالية للغاز الطبيعي، بهدف توصيل الهيدروجين الأخضر إلى جنوب برلين.
وفي الوقت الذي يعتمد فيه عدد من البلدان الأوروبية على شمال إفريقيا لتأمين إمدادات “الهيدروجين الأخضر”، تعكس تلك الجهود التزام الجزائر بتوفير حلاً مستدامًا لاحتياجات الطاقة في القارة العجوز، وأعلنت شركة “إيناغاز” في إسبانيا عن جاهزيتها لاستقبال واردات محتملة من الهيدروجين الأخضر من المنطقة في عام 2030.
وتشير توقعات شركة ديلويت إلى أن المناطق الرئيسية المصدرة للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050 ستكون شمال إفريقيا، وأميركا الشمالية، وأستراليا، والشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تكون برلين أكبر مستورد للهيدروجين الأخضر في القارة العجوز، حيث يتوقع أن تحصل على 70 بالمئة من الغاز النظيف من الخارج بحلول عام 2030، وتأتي هذه الجهود في إطار تسارع جهود تطوير البنية التحتية للهيدروجين في المدينة، وذلك بعد إطلاق مشروع شبكة الهيدروجين.
شبكة دال الإخبارية