الأحد 17 أغسطس 2025
spot_img

باكستان: 344 قتيلاً بفيضانات الأمطار الموسمية خلال 48 ساعة

spot_img

تواصل فرق الإنقاذ في شمال باكستان جهودها المضنية لانتشال جثث ضحايا الفيضانات، التي خلفت أكثر من 344 قتيلاً خلال الـ48 ساعة الماضية. الأمطار الموسمية الغزيرة تسببت في دمار واسع النطاق، خاصة في المناطق الجبلية.

الولاية الأكثر تضرراً

سجلت ولاية خيبر بختونخوا، المحاذية لأفغانستان، أعلى حصيلة للضحايا، حيث بلغت الوفيات فيها 307 حالات. معظم الضحايا لقوا حتفهم جراء الفيضانات المفاجئة وانهيار المنازل، بالإضافة إلى حوادث الصعق الكهربائي والصواعق الرعدية.

أعلنت هيئة إدارة الكوارث في خيبر بختونخوا العديد من المناطق “منكوبة”، وأكدت نشر أكثر من ألفي عنصر إنقاذ للمشاركة في عمليات الإغاثة. الأمطار المستمرة تعيق جهود الإنقاذ، وتزيد من صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

صعوبات تواجه فرق الإنقاذ

أوضح المتحدث باسم الوكالة في خيبر بختونخوا، بلال أحمد فائزي، أن هطول الأمطار الغزيرة وانزلاقات التربة أدت إلى قطع الطرق، مما يعيق وصول سيارات الإسعاف. عناصر الإنقاذ يضطرون للتنقل سيراً على الأقدام للوصول إلى المحاصرين.

فرق الإنقاذ تواجه صعوبة في إجلاء الناجين، بسبب رفض البعض المغادرة، خشية ترك أقاربهم المحاصرين تحت الأنقاض. تحطم مروحية إنقاذ يوم الجمعة أدى إلى مقتل خمسة أشخاص إضافيين.

شهادات من المناطق المنكوبة

محمد خان، من سكان مقاطعة بونر التي شهدت وفاة 91 شخصاً، يصف الوضع المأساوي قائلاً: “عندما استيقظت هذا الصباح، كانت الأرض التي تزرعها عائلتنا منذ أجيال، والحقل الصغير حيث كنا نلعب الكريكت، قد اختفيا”.

يضيف خان: “يبدو كأن الجبل انهار، المنطقة مغطاة بالطين والصخور الضخمة”، مشيراً إلى أنه انتشل “19 جثة من تحت الركام”. السكان يواصلون البحث عن المفقودين، ويقيمون صلاة الجنازة على الجثث التي يتم العثور عليها.

مأساة في سوات وكشمير

في منطقة سوات، غمرت السيول الطينية الطرق والعديد من المركبات، وأدت إلى سقوط أعمدة الكهرباء. وفي كشمير، لقي 11 شخصاً حتفهم في الشطر الباكستاني، بينما قُتل ما لا يقل عن 60 شخصاً في الشطر الهندي، مع وجود 80 مفقوداً.

منطقة غلغت بالتيستان السياحية شهدت مقتل خمسة أشخاص. السلطات توصي بتجنب المنطقة، التي تشتهر بمتسلقي الجبال، خلال هذه الفترة.

حصيلة الضحايا في باكستان

بلغ إجمالي عدد القتلى منذ بداية موسم الأمطار في حزيران (يونيو) 657 شخصاً، من بينهم مئات الأطفال. كما أصيب 888 شخصاً بجروح. السلطات تشير إلى أن سوء نوعية الأبنية ساهم في ارتفاع عدد الضحايا.

السلطات تنصح بتنظيف مزاريب المنازل بانتظام لتجنب تراكم المياه الذي قد يتسبب في انهيار الأسطح. “ذروة الأمطار الموسمية” مستمرة حتى منتصف أيلول (سبتمبر).

تغير المناخ وتأثيراته

باكستان تعدّ واحدة من أكثر الدول عرضة لتأثيرات تغير المناخ، مع تحذيرات من اشتداد الأمطار خلال الأسبوعين المقبلين. في تموز (يوليو)، سجلت البنجاب زيادة في هطول الأمطار بنسبة 73 في المائة مقارنة بالعام السابق.

الأمطار الموسمية ضرورية للزراعة والأمن الغذائي في جنوب آسيا، لكنها تجلب أيضاً الأضرار والفيضانات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك