الثلاثاء 19 أغسطس 2025
spot_img

باكستان: قرويون يبحثون عن مفقودين تحت الأنقاض بعد الفيضانات

spot_img

في شمال باكستان، يتشبث السكان بأمل العثور على ناجين تحت الأنقاض، مستخدمين أضواء هواتفهم المحمولة في مهمة بحث يائسة عن أقارب دفنتهم الأمطار الموسمية الغزيرة.

يحمل البعض أدوات بسيطة كمجرفة أو مطرقة، بينما يعتمد آخرون على أيديهم العارية لإزالة الركام، في رحلة بحث مؤلمة عن أحبائهم.

فقدان وأمل

صقيب غاني، طالب من بلدة دالوري، وجد جثة والده، لكنه لا يزال يبحث عن بقية أفراد عائلته المفقودين تحت الأنقاض.

يحاول المسعفون والجيران التخفيف عن الشاب المصدوم، ويسقونه الماء في محاولة للتخفيف من صدمته.

دالوري منكوبة

انهارت حياة سكان دالوري الاثنين الماضي، حيث دمرت 15 منزلاً بالكامل، وتضررت منازل أخرى بشدة، وأعلن عن مقتل تسعة أشخاص، في حين لا يزال البحث جارياً عن عشرين مفقوداً.

في إقليم خيبر باختونخوا، شمال غرب باكستان، سجلت 356 حالة وفاة، ليرتفع إجمالي الضحايا في عموم البلاد إلى 706 منذ بداية موسم الأمطار الموسمية في 26 يونيو.

“نهاية العالم”

تشهد محافظات باتاغرام وبونر وباجور ولوير دير سيولاً وانزلاقات تربة وفيضانات مباغتة.

وقال أحد سكان قرية لال خان إنه سمع دويًا قويًا في أعلى الجبل ورأى دخانًا أسود يتصاعد قبل أن تتدفق السيول الجارفة من المنحدرات الجبلية.

شهادات مروعة

تمكن مزارع يبلغ من العمر 46 عاماً من رؤية يد جارته وسط الأنقاض، ليعلم لاحقاً بوفاتها ووفاة أطفالها الأربعة.

“لا حول لنا ولا قوة في مواجهة هذا المصاب”، هكذا عبر الرجل عن حزنه العميق.

سيول طوفانية

أكد غول هازير أن الأمطار الطوفانية غمرت البلدة من جهتين، واصفاً المشهد بأنه “أشبه بأفلام نهاية العالم”.

وأضاف هازير: “لم تكن أمطارًا، بل صخور وأحجار تساقطت بشدة على منازلنا”.

أضرار واسعة

أحصى عثمان خان، موظف حكومي، “11 منطقة متضررة بفعل الأمطار الغزيرة” التي هطلت في فترة قصيرة جدًا على منطقة صغيرة.

ويعزو المسؤولون جزءًا من الأضرار إلى النمو الحضري العشوائي والبناء في مجاري الأودية القديمة.

نمو عشوائي

أوضح مسؤول حكومي أن المياه لم تعد تجد “أي منفذ تخرج منه”، بسبب البناء العشوائي.

تسلط هذه الكوارث الضوء على مشكلة التوسع العمراني غير المنظم في بلد يعاني من الفقر والفساد.

صعوبة الإغاثة

تعتبر عمليات الإغاثة “شديدة التعقيد” بسبب صعوبة وصول المعدات الثقيلة إلى المناطق المتضررة عبر الممرات الضيقة.

تعمل الجرافات على إزالة الأنقاض من الطريق الرئيسي وتنظيف قنوات تصريف المياه.

مأساة إنسانية

تجوب المواشي الشوارع بلا مأوى، بينما دفنت دالوري خمسة من أبنائها على أضواء الهواتف المحمولة، التي أوشكت على النفاد بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

“لن أبقى هنا”، هكذا عبرت امرأة عن يأسها وقرارها بالرحيل.

تضامن مفقود

في الأسبوع الماضي، جمعت دالوري تبرعات لمساعدة المناطق المتضررة من الرياح الموسمية، لكنها لم تتوقع أن تصبح هي نفسها بحاجة إلى المساعدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك