الجمعة 14 مارس 2025
spot_img

باكستان: الجيش يحرر 190 رهينة من قطار مختطف

أعلنت مصادر أمنية باكستانية يوم الأربعاء أن القوات المسلحة تمكنت من تحرير 190 راكباً كانوا محتجزين من قبل مسلحين انفصاليين منذ يوم الثلاثاء على متن قطار في منطقة جنوب غربي باكستان. وقد شهد القطار، الذي كان ينقل أكثر من 450 راكباً، عملية سيطرة مسلحين انفصاليين عليه في منطقة نائية بالقرب من الحدود.

العملية وإنقاذ الركاب

وأضافت المصادر ذاتها، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، أن 190 راكباً تم إنقاذهم حتى الآن، بينما تم القضاء على 30 من المسلحين الذين نفذوا الهجوم.

في السياق، ذكر مسؤول أمني أن مجموعة من المسلحين من البلوش قامت بتفجير خط سكك حديدية وإطلاق صواريخ على قطار “جعفر إكسبريس” يوم الثلاثاء. وفي وقت لاحق، أكد مسؤولون حكوميون أنه تم إنقاذ أكثر من 300 راكب من القطار مع استمرار العملية العسكرية.

التطورات في العملية

وأكد مسؤول لوكالة الأنباء الألمانية، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن العملية العسكرية دخلت مرحلتها النهائية، حيث أكدت القوات الخاصة على القضاء على جميع المسلحين، وقد بدأت بالدخول إلى عربات القطار المتبقية.

ومع ذلك، تواصل القوات العمل بحذر بسبب وجود نساء وأطفال مع انتحاريين داخل القطار، مما زاد من تعقيد جهود الإنقاذ. وفي محطة القطار في كويتا، رصد مصور من وكالة الصحافة الفرنسية نحو 140 نعشاً فارغاً نقلت بالقطار إلى موقع الهجوم الذي وصف بأنه “دموي”.

زيادة حدة التوترات

وأفادت الحكومة، في بيان لها، أن المسلحين كانوا يرتدون سترات ناسفة ويقربون من الرهائن المحتجزين، مما زاد من صعوبة جهود الإنقاذ في ظل قرب انتهاء المهلة التي حددها الخاطفون.

شهدت الفترة الأخيرة تصاعداً في الهجمات المنفذة من قبل جماعات متمردة في باكستان تتهم الباكستانيين من خارج إقليم بلوشستان بنهب ثروات المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية.

مسؤولية الهجوم

وفي هذا السياق، أعلن “جيش تحرير بلوشستان” مسؤوليته عن الهجوم، مشيراً إلى أنه نشر تسجيلاً مصوراً يُظهر انفجاراً على السكة تلاه اجتياح المسلحين لعربات القطار.

وأكد مصدر أمني في المنطقة أن المعلومات تشير إلى هروب بعض المسلحين مع عدد غير معروف من الرهائن إلى المرتفعات المحيطة. ويُعتبر إقليم بلوشستان غنياً بالموارد مثل الهيدروكربونات والمعادن، ويعاني السكان من التهميش والحرمان من الاستفادة من هذه الثروات.

الشهادات من الركاب المحررين

روى بعض الركاب الذين تم تحريرهم تفاصيل مرعبة عن أوضاعهم خلال الاحتجاز، حيث وصف أحد الناجين، وهو عامل مسيحي، كيف ناشد المسلحين الإفراج عن النساء ثم جرى تحريره مع الآخرين في ظل حالة من الهلع.

ونقل العديد من الركاب، الذين انتقلوا إلى مدينة كويتا تحت إجراءات أمنية مشددة، تجاربهم المروعة خلال الاحتجاز، حيث أشار أحدهم إلى كيفية تفتيش المسلحين لهويات الركاب واستهدافهم لأشخاص من خلفيات معينة.

دوافع التمرد

يُظهر بيان “جيش تحرير بلوشستان” أن الجماعة تنظر إلى الموارد الطبيعية في الإقليم كملك للشعب البلوشي، مؤكدة أن “جنرالات الجيش الباكستاني” يقومون بنهب هذه الموارد. ويواجه سكان بلوشستان، الذين يشعرون بالإحباط نتيجة الفقر والحرمان من الموارد، قوات الأمن منذ عقود، وقد شهدت الأعوام الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في العنف في الإقليم.

تشير بيانات البحث إلى أن عام 2024 كان الأكثر دموية منذ سنوات، وسط اتهمات لباكستان لجارتها أفغانستان بأنها توفر ملاذاً آمناً للمجموعات المسلحة تخطط لهجمات عبر الحدود.

اقرأ أيضا

اخترنا لك