الجمعة 10 أكتوبر 2025
spot_img

بابيش يفوز بالتشيك.. وسياسات تهدد أوروبا وأوكرانيا

spot_img

بعد فوزه الكاسح في الانتخابات البرلمانية التشيكية، أكد الملياردير أندريه بابيش، زعيم حزب “آنو” (نعم)، دعمه للاتحاد الأوروبي، لكن بعض سياساته قد تمثل تحديًا للسياسة الصناعية الأوروبية ودعم أوكرانيا. بابيش يسعى الآن لتشكيل حكومة أقلية بعد حصول حزبه على أكثر من 34.5% من الأصوات.

مفاوضات تشكيل الحكومة

يسعى بابيش إلى الحصول على دعم من حزب “الحرية والديمقراطية المباشرة” اليميني المتطرف، الذي حصل على 7.8% من الأصوات (15 مقعدًا)، وحزب “سائقو السيارات” اليميني الشعبوي الجديد، الذي نال 6.8% و13 مقعدًا.

الرئيس التشيكي بيتر بافيل، وبعد استقباله بابيش، أعلن أنه سيؤجل إعلان تشكيل الحكومة الجديدة إلى تشرين الثاني، لإتاحة الفرصة للمفاوضات بين الأحزاب.

نتائج الانتخابات التشيكية

سيشغل حزب “آنو” 80 مقعدًا من أصل 200 في مجلس النواب. تحالف “سبولو” (معًا) اليميني الوسطي بقيادة رئيس الوزراء بيتر فيالا حصل على 23.4% من الأصوات، مقارنة بـ 27.8% في انتخابات 2021. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 69%، وهي نسبة أعلى من تلك المسجلة في 2021.

بابيش وشراكته الأوروبية

بعد فوزه، أكد بابيش أنه مؤيد لأوروبا ويريد “أن تسير أوروبا على نحو جيد”. ومع ذلك، من المتوقع أن يكون شريكًا صعبًا لأوروبا، خاصة بعد تعهده بوقف شحنات الأسلحة لأوكرانيا و”تدمير” الاتفاق الأخضر الأوروبي وإنهاء حزمة الهجرة واللجوء.

رسائل إلى بروكسل

كاريل هافليتشك، القيادي في حزب “آنو”، صرح بأن الحكومة المقبلة سترسل رسالة فورية إلى بروكسل لإبلاغها بأن جمهورية التشيك لن تطبق حصص الانبعاثات للمنازل وترفض ميثاق الهجرة واللجوء.

تحديات داخلية محتملة

بابيش سيواجه تحديات داخلية، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع حزب الحرية والديمقراطية المباشرة، وضغوطهم لإجراء استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، حسب المحلل بيتر غوست من جامعة “متروبوليتان” في براغ.

مصالح بابيش التجارية

غوست يرى أن قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي ستكون مطروحة على الطاولة وستصبح قضية للمساومات، مما يمنح حزب “الحرية والديمقراطية المباشرة” “إمكانية للابتزاز”. ومع ذلك، بابيش لن يتخذ خطوات متسرعة فيما يتعلق بعضوية الاتحاد الأوروبي، نظرًا لمصالحه التجارية في غرب أوروبا.

إمبراطورية أعمال بابيش

يمتلك بابيش شبكة تضم أكثر من 250 شركة، وأسس شركة “أجروفيرت” القابضة العاملة في مجال الزراعة والكيماويات الزراعية، والتي يعمل بها حوالي 31 ألف شخص.

مواقف حزب “سائقو السيارات”

حزب “سائقو السيارات” يعتبر أيضًا تحديًا للاتحاد الأوروبي. فقد انتقد الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي ودعا إلى خفض الضرائب وتقليص الإجراءات البيروقراطية في مجالات الأعمال والمدارس والإسكان وحماية البيئة والزراعة. ويريد الحزب إعفاء من تعهد البلاد بالانضمام إلى منطقة اليورو، ودعا إلى مزيد من الاستقلالية داخل الاتحاد الأوروبي.

علاقات بابيش المثيرة

بابيش يعتبر صديقًا لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وأعلن إعجابه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

“وطنيون من أجل أوروبا”

شارك بابيش مع أوربان في تأسيس مجموعة “وطنيون من أجل أوروبا” في البرلمان الأوروبي. ومع ذلك، يرى المحللون أنه سياسي براغماتي وليس متشككًا أيديولوجيًا في الاتحاد الأوروبي.

توقعات السياسة الخارجية

لا يتوقع مارتن فوكاليك من مركز الأبحاث التشيكي “يوروبيوم” وجان ميشال دي وايل من جامعة “بروكسل الحرة” تغييرًا جذريًا في السياسة الخارجية التشيكية.

استغلال الإحباط الشعبي

فوكاليك يرى أن حزب “آنو” استطاع استغلال حالة الإحباط لتعبئة ناخبيه وجذب مؤيدي الأحزاب المتطرفة، لكن المجتمع التشيكي لا يريد الابتعاد عن التوجه الأوروبي للبلاد.

التداعيات على الاتحاد الأوروبي

دي وايل يرى أن حكومة تشيكية بقيادة بابيش قد تعقد بناء أوروبا بشكل أقوى وأكثر وحدة اقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا.

موقف بابيش تجاه روسيا

عالم السياسة السلوفاكي رادوسلاف شتفانشيك يرى أن بابيش لا يظهر موقفًا مؤيدًا لروسيا بقدر ما يفعل أوربان أو رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو.

دعم أوكرانيا العسكري

بابيش أكد موقفه بعدم إرسال أموال لشراء الأسلحة لأوكرانيا، وأعلن أنه لن يعطي أوكرانيا كرونة واحدة من الميزانية لشراء الأسلحة.

مساعدة مالية أوروبية

أشار بابيش إلى أن أوكرانيا تتلقى بالفعل مساعدات مالية بمليارات الدولارات عبر الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن شركات الأسلحة التشيكية يمكنها الاستمرار في تصدير الأسلحة إلى أوكرانيا.

مبادرة الذخيرة التشيكية

دعا بابيش حلف “الناتو” إلى تبني مبادرة تشيكية بشأن الذخائر، والتي تم من خلالها تزويد أوكرانيا بحوالي 3.5 مليون طلقة.

العلاقات مع بولندا

شدد بابيش على دعمه لبولندا، وأعلن أنها “كانت دائمًا أقرب شريك لجمهورية التشيك”. وأضاف أن هذا الدعم يمتد أيضًا إلى الحدود الشرقية لبولندا مع أوكرانيا.

مجموعة فيسيغراد

انتقد بابيش الحكومة المنتهية ولايتها في التشيك بسبب “طمرها” مجموعة فيسيغراد، ويتوقع رئيس الوزراء السلوفاكي فيكو أن تعزز عودة بابيش للسلطة هذه المجموعة.

تهنئة من أوربان وسالفيني

على مستوى الاتحاد الأوروبي، انتقل حزب “آنو” إلى مجموعة “وطنيون من أجل أوروبا”. وهنأ أوربان بابيش على الفوز، مشيرًا إلى خطوة واسعة للجمهورية.

دعم من اليمين الأوروبي

جاءت التهنئة أيضًا من جوردان بارديلا من فرنسا وماتيو سالفيني من إيطاليا، الذين يرون أن نتائج الانتخابات التشيكية تمثل موجة من الدعم لصالح حرية المشاريع وإنهاء السياسات البيئية ومناهضة الهجرة.

قلق محتمل لأوروبا

إذا انضم حزب “سائقو السيارات” إلى “آنو”، فقد تصبح براغ مصدر قلق لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وقد يعرقل بابيش بعض القضايا الرئيسية، مثل توفير أموال لإعادة إعمار كييف أو إطلاق المراحل المستقبلية من عملية انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك